قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن «الحكومة لن تتغير بالمظاهرات أو بأعمال التخريب، وإنما تتغير عبر صندوق الانتخابات»، وشدد البشير على أن السودان سيظل موحداً وآمناً ومتقدماً رغم كل العقبات، وقال: «نعم.. هناك مشكلة اقتصادية ولكن نعمل على حلها»، وذلك في الوقت الذي توالت فيه الدعوات من جانب المعارضة للعصيان المدنى، في تصعيد للاحتجاجات المتواصلة في البلاد منذ 19 ديسمبر الماضى رفضا للغلاء.
جاء ذلك خلال خطابٍ ألقاه البشير وسط تجمع جماهيرى مؤيدٍ في ساحة «الشهيد السحيني»، اليوم، في مدينة «نيالا» عاصمة ولاية دارفور جنوب البلاد، بعد أن شهد الإقليم احتجاجات أمس تطالب برحيل البشير.
وأكد الرئيس السودانى، أمام أنصاره الذين رددوا شعارات: «يا بشير نحن معاك» و«تقعد.. تقعد بس» و«سير سير يا البشير»، أن الأمل معقود على تجاوز كل الأزمات، خاصة أن السودان غني بموارده الطبيعية ورجاله رغم المشاكل التي يعيش فيها.
وأضاف أن «مواطنى الدول الأخرى جاءوا إلى السودان لأنهم وجدوا الأمن والأمان فيها، وشعبنا تقاسم معهم لقمة العيش حفاظًا على عاداتنا وتقاليدنا»، وقال إن «الحكومة لن تتغير بالمظاهرات، والطريق واحد للحكومة. صندوق الانتخابات الفاصل بيننا. والشعب من سيقرر من يحكمه في 2020».
وجدد الرئيس السوداني اتهامه لجهات لم يحددها بالعمل على زعزعة استقرار السودان، وقال إن «بعض الأشخاص لا يفضلون الوضع الآمن والمستقر في البلاد، قائلين «دارفور هي نهاية السودان»، ووجه حديثه لسكان مدينة «نيالا»، قائلاً: «أنتم أهل الاستقرار ولن نسمح لأى شخص بأن ينهب ويحرق السودان، ودعمكم أمر متوقع»، مطالباً الشباب بعدم التخريب، قائلاً: «هذا مستقبلكم»، حسبما نقلت عنه صحيفة «الشروق» السودانية.
وتابع: «هناك من يريد عدم استقرار السودان، ويريدون استمرار الصراع، لا يعجبهم الاستقرار في دارفور»، وجدد البشير دعوته لحاملى السلاح بالانضمام لمفاوضات السلام، مؤكداً أن بلاده تنعم بخيرٍ وفير وتسع الجميع، وتعهد بتوفير الخدمات للعائدين إلى ولايات دارفور.
وتوجه الرئيس البشير بالشكر للدول التي تضامنت مع بلاده خلال الأزمة، وعلى رأسها «مصر، جنوب السودان، تشاد، وإثيوبيا»، لإرسالها وفوداً لدعم حكومته.
وتأتي زيارة البشير إلى دارفور عقب أول تظاهرة شعبية انطلقت في الولاية، أمس الأول، منذ اندلاع التظاهرات الشعبية ضد حكمه في 19 ديسمبر الماضى، إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز 3 أضعاف.
من جانبه، قال سفير السودان لدى واشنطن، محمد عطا المولى، الاثنين، إن التحركات الصبيانية ومحاولات الاحتكاك به من قبل البعض بواشنطن لن تحد أو تقلل من حركته، بل ستكون دافعاً له، وأكد أنه سيبذل مزيداً من الجهود لدعم الحكومة والرئيس.
وأضاف «عطا» أنه سوف يستمر في التواصل مع المسؤولين في واشنطن والإدارة الأمريكية حتى يحقق هدفه الدبلوماسي بالتطبيع الكامل للعلاقات مع أمريكا ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا».
على جانب آخر، يصل إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، صباح غدً، وفد برلمانى تركى برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركى، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، ويجرى الوفد لقاءات مع رئيس المجلس الوطنى السودانى إبراهيم أحمد عمر، ورئيس مجلس الولايات عمر آدم سليمان، وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وعدد من المسؤولين السودانيين، حسب ما ذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا».