قال المدون والناشط السياسي، محمود سالم، عضو حزب «المصريين الأحرار»، إن الثورة «لم تحقق أهدافها حتى الآن وعلى رأسها محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين وتحقيق العدالة، فيما أكد المهندس خالد قزاز، عضو حزب «الحرية والعدالة»، أن الثورة «مازالت تستكمل مراحلها»، مبديا ثقته في الشعب.
جاء ذلك في إطار مناظرة تليفزيونية دارت بين الطرفين ضمن «سلسلة الحوارات العربية الجديدة» التي سجلت إحدى حلقاتها بالقاهرة، الأربعاء، بعنوان «هل الثورة المصرية في طريقها للفشل؟» وأدارها الإعلامي البريطاني تيم سباستيان، بأحد استوديوهات المعهد العالي للسينما.
بدأت المناظرة بإجراء تصويت بين الحضور حول ما إذا كانت الثورة المصرية في طريقها للفشل أم لا، وهو ما وافق عليه الأغلبية بنسبة 54.8%، مقابل 45.2% عارضوا ذلك، لتنتهي بتصويت آخر أكد انتصار الفريق القائل بسير الثورة في طريق الفشل، وذلك بعد ارتفاع نسبتهم في الإجابة عن السؤال نفسه إلى 62.5% مقابل 37.5% للمعارضين.
ومثّل الطرف الذي أكد فشل الثورة الناشط السياسي والمدون محمود سالم، عضو حزب «المصريين الأحرار»، الذي خسر بالانتخابات الأخيرة، وقال: «الثورة فشلت في عقاب القاتل، ولأن المواطنين ما زالوا يحتجزون ويقتلون، ولأن هذه الثورة أرادت تحقيق المساءلة والمراقبة، وهو ما لم يحدث، حيث لم يجر فتح أي تحقيق حول قتل المتظاهرين، ولم تجر محاسبة أحد على أفعاله ضد المواطنين».
وأضاف: «الانتخابات الأخيرة شابها تزوير»، مشيرا لحيازته «أدلة» تؤكد ذلك، لافتا إلى أنه يعرف أن الثورات عادة ما تأخذ وقتا لتحقيق أهدافها لكن في حالتنا فإن «الثورة فشلت».
على الجانب الآخر، عارض ذلك المهندس خالد قزاز، عضو حزب «الحرية والعدالة»، والفائز في الانتخابات الأخيرة، وقال: «نجاح الثورة تحقق على أكتاف الشهداء، وقد بدأنا الخطوة الأولى تجاه الديمقراطية ونجحنا فيها، والآن علينا بناء ديمقراطيتنا ووأد الفساد».
و أضاف أنه يرى أن الثورة «نجحت» لأنها أعطت القوة للشعب، وكسرت عقدة الخوف التي أسكتتهم لعقود، كما استعاد المصريون كرامتهم.
ووجه حضور الندوة، الذين كان أغلبهم من الطلاب الجامعيين والمهنيين الشباب، عددا من الأسئلة للضيفين دارت حول الثورة والانتخابات البرلمانية الأخيرة. وكان أحد أبرزها ما تم توجيهه للقزاز حول قيام حزبه بممارسة «الغش فى الانتخابات».
ورد «القزاز» على تساؤلات للحضور عن ممارسة حزبه، «الحرية والعدالة» لـ«غش الانتخابات»، بقوله: «نعم كانت هناك مخالفات هنا وهناك، ووقعت بعض الأخطاء، لكن لم تكن تزوير ولم يقم الحزب بممارسة الغش».
وأضاف: «الإسلاميون كانوا ضحايا قمع السلطات منذ 80 عاما، مما ساهم في حصولهم على أصوات انتخابية مرتفعة كثيرا، لكن المشكلة في التيارات اليبرالية المصرية التي لا تقبل بنتائج التصويت».
يذكر أن سلسلة «الحوارات العربية الجديدة» هي عدة مناظرات انطلقت في كل من مصر وتونس، بعد إزاحة مبارك و«بن علي» مطلع العام الجاري عن الحكم، ويدير فعالياتها الإعلامي البريطاني تيم سباستيان، الذي أدار مناظرات الدوحة منذ سنوات.
ويموَّل هذا المشروع حكومتا بريطانيا والسويد، بما في ذلك إطلاق حملات مكثفة في المدارس والجامعات بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في إدارة بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها من خلال المناظرات العامة.