واحدة من أغرب الدعاوى التى تلقتها محكمة الأسرة بالجيزة، والتى أثارت انتباه خبراء مكتب تسوية المنازعات، رغم أنها انتهت بطلب الخلع كغيرها من آلاف الدعاوى، إلا أن تفاصيلها حوَت الكثير من الأسباب الغريبة، التى ربما لم تمر على خبراء مكتب التسوية من قبل.
زوجة فى مقتبل العمر تجاوزت الثلاثين بقليل، مرت على زواجها فترة أقل من العام فقط، قالت إنها كانت الأسوأ فى حياتها، فلم ترَ يوماً سعيداً منذ الشهر الأول لهذا الزواج، وعندما كانت تخبر أسرتها برغبتها فى الطلاق كانت تهاجَم بنقد عنيف.
فى بداية الدعوى، روَت الزوجة أنها كانت تلاحظ تصرفات غريبة من زوجها لا تجد لها مبرراً، فكان يهوى تربية الحيوانات، وفجأة وبدون مقدمات يمتنع عن تقديم الطعام لها لأيام، حتى تموت تلك الكائنات التى لا حول لها ولا قوة جوعاً، والأغرب أن إجاباته عن تلك التصرفات كانت دائماً أنه لم يقصد أو أنه كان نسياناً غير متعمد، وتبقى هى فى حيرتها لا تعرف سبباً لتلك التصرفات.
وأضافت أن زوجها يعمل مع والده فى تجارة المُعَدّات الزراعية، ولم تظهر عليه أى طباع أو تصرفات غريبة طوال فترة خطبتهما، التى استمرت قرابة 8 أشهر، ليتم الزواج بمجرد الانتهاء من تجهيز مسكن الزوجية، والذى وصفته بأنه مسكن فاخر لا ينقصه شىء، فالزوج من أسرة ميسورة الحال، ولم تبخل عليها بأى شىء فى تكاليف الزواج.
وأوضحت أن كون العريس مناسباً من حيث الحالة المادية وتقارب أسرتينا جعلنى أقتنع بأن الحب حتماً سيأتى بعد الزواج، فقد بدا هادئ الطباع، متفاهماً إلى حد كبير، لا يحب معارضتى فى أغلب ما أطلبه، وهو ما عزّز من موافقتى على الارتباط به.
وتابعت: «بدأت أكتشف غرابة طباعه بعد الزواج، فهدوؤه الذى يلحظه الجميع ليس إلا ستاراً لشخص معقد لديه اعتقادات غريبة وردود فعل أغرب فى التعامل مع مشاكل الحياة، يكفى أن أذكر منها أنه حاول الانتحار لمجرد أننى تحدثت مع إحدى جاراتنا من أجل أنه لا يحبها ولا يحب التعامل مع زوجها، وعندما أخبرته بأنها سيدة بسيطة كانت تبارك لى على زواجنا اتهمنى بالخيانة، وأننى لا أستحق الحياة معه، وقال إنه غاضب لدرجة أنه سيشعل النار فى نفسه حتى يرتاح من الحياة، وبالفعل نفذ تهديده لولا صراخى وتهديدى بأننى سأستدعى الجيران لمنعه».
وأضافت: «كانت المرة الثانية التى يقدم فيها على الانتحار أيضاً عندما عاد من عمله صامتاً لا يريد التحدث بكلمة، وبمجرد سؤالى عن السبب انفجر فى البكاء وأقدم على النافذة محاولاً إلقاء نفسه منها لولا منعى له بالقوة وضربه حتى شُلّت حركته وسقط على الأرض، وكانت صدمتى الكبرى أن سبب ذلك أنه تشاجر مع أحد الباعة الجائلين وتطاول الأخير عليه سباً». وبعدما علمت الأسرتان بإصرارها على طلب الطلاق، وأمام رفض الزوج بزعم أنه متمسك باستكمال حياته معها، توجهت الزوجة إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوى الخلع، مؤكدة أنها لا تريد التصالح وترغب فى إحالة دعواها إلى المحكمة للحكم بتطليقها خلعاً، وتنازلها عن جميع حقوقها الشرعية والقانونية.