بومبيو من القاهرة: قمة عالمية حول إيران فى فبراير

كتب: منة خلف السبت 12-01-2019 07:06

أعلن وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، أثناء زيارته لمصر، أن الولايات المتحدة سترعى قمة دولية، الشهر المقبل، لتعزيز الاستقرار والحرية فى الشرق الأوسط، مع التركيز على النفوذ الإقليمى لإيران، حسب قوله، فى مقابلة حصرية مع شبكة «فوكس نيوز» أجراها خلال زيارته للقاهرة.

وقال بومبيو: «سنجمع عشرات الدول من جميع أنحاء العالم»، معلنا عن قمة مزمع عقدها فى بولندا يومى 13 و14 من فبراير المقبل، حسب قوله، وأضاف: «ستجتمع الدول جميعا للتركيز على الاستقرار والسلام والحرية والأمن فى الشرق الأوسط، وهذا يشمل عنصرا مهما وهو التأكيد على ألا يكون لإيران نفوذ مزعزع للاستقرار».

ويعد هذا الإعلان أحدث خطوة فى سعى إدارة ترامب لما تسميه «حملة ضغط» ضد إيران تتضمن الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى وتشديد العقوبات على إيران سعيا لعزلها.

ودعا بومبيو إلى ضرورة التصدى للنظام الإيرانى بدلا من إقامة العلاقات معه. وجاء حديثه من الجامعة الأمريكية فى القاهرة، حيث يزور مصر حاليا فى إطار جولته بمنطقة الشرق الأوسط.

وأكد وزير الخارجية الأمريكى فى زيارته إلى القاهرة انسحاب قوات بلاده من سوريا دون أن يعلن عن موعد لذلك. وقال إن واشنطن ستطرد «آخر جندى إيرانى» من سوريا بـ«الدبلوماسية»، مشيرا إلى أن بلاده تسعى «لإقامة تحالف استراتيجى فى الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار فى المنطقة»، ملمحا بذلك إلى إيران.

كان بومبيو قد أشاد بالحرية الدينية فى مصر، وقال عقب زيارته مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة إن «مقام الرب محفوظ فى مصر».

ووصل بومبيو، أمس، إلى البحرين، محطته الأولى فى الخليج فى إطار جولة يقوم بها فى الشرق الأوسط.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الشراكة مع دول الخليج ضرورية من أجل حماية إمدادات الطاقة العالمية ومحاربة «الإرهاب الإسلامى الراديكالى»، بالإضافة إلى «مواجهة العدوان الإيرانى»، والبحرين هى مقر الأسطول الخامس الأمريكى.

ومن المقرر أن يلتقى بومبيو فى غداء عمل مع العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولى عهده سلمان ونظيره البحرينى الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.

كان بومبيو استهل جولته فى الشرق الأوسط بزيارة الأردن ثم العراق ومصر. وسيتوجه بعد البحرين إلى الإمارات ثم قطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت، أى كل دول مجلس التعاون الخليجى الست.

وأكد المتحدث أن «مجلس تعاون خليجى متحد هو حجر الأساس للسلام الإقليمى والازدهار والأمن والاستقرار، وهو ضرورى لمواجهة أكبر تهديد للاستقرار الإقليمى وهو النظام الإيرانى».

واهتمت الصحف العالمية والأمريكية بالزيارة وبخطاب بومبيو فى القاهرة، بما تضمنه من رسائل مثل حشده ضد إيران، ومهاجمته سياسات الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، فى المنطقة.

وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بومبيو أفصح فى القاهرة عن رؤية أمريكا فى الشرق الأوسط، كما أنه صوب أعيرة حديثه على سياسات أوباما بقوله إنه حان الوقت أن ينتهى عار الولايات المتحدة فى المنطقة، حيث رأى بومبيو فى خطابه أن الولايات المتحدة «غائبة» عن مصر خلال إدارة أوباما، واتهم الرئيس الأمريكى السابق بوضع «سوء فهم جوهرى» فى خطابه بالقاهرة عام 2009.

وتحت عنوان «بومبيو فى الشرق الأوسط: بداية جديدة أم تقليد قديم؟»، كتب مراسل «سى.إن.إن» إنه عندما ألقى بومبيو خطابه قائلا إن «الولايات المتحدة قوة من أجل الخير فى الشرق الأوسط»، فعل ذلك فى بلد تحل فيه الشكوك محل التفاؤل عندما يتعلق الأمر بوعود المسؤولين الأمريكيين.

وتابع المراسل فى تقريره: «قال بومبيو إن البدايات الجديدة الحقيقية قادمة لكن أين هو ذلك الجديد، فالولايات المتحدة دخلت دائرة مفرغة من التلويح بالاستقرار كورقة رابحة والآن تمت إضافة محاربة الإرهاب لتلك الورقة».

وقالت صحيفة «نيويوركر» إن الرسالة الرئيسية وراء خطاب بومبيو فى مصر، التى كانت إحدى أهم المحطات فى جولته، هو قصفه لإدارة ترامب وتلميحه بأنها اتخذت خيارات شيطانية فى أكثر مناطق العالم تقلبا.

وأضافت الصحيفة أن الخطاب يتزامن مع الفوضى والتناقضات فى سياسة الولايات المتحدة، وينعكس ذلك فى التصريحات المتعجلة التى أصدرتها إدارة ترامب حول الانسحاب من سوريا، والانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وكذلك دعم الأمير السعودى الشاب، ولى العهد محمد بن سلمان، خاصة بعد قضية مقتل الصحفى السعودى، جمال خاشقجى.

وقالت مجلة «بوليتيكو» إن خطاب بومبيو أبرز أن ترامب مهتم بتوبيخ أوباما، وأن الخطاب كشف مدى تأثير إيران على تشكيل السياسة الخارجية لترامب.

وتابعت المجلة الأمريكية، قائلة: «إن نهج بومبيو المتشدد، من المرجح أن يتم الترحيب به فى دوائر السياسة الخارجية العربية، حيث يعتقد الكثيرون أن مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان أقل أهمية من تعزيز القوة الأمريكية فى منطقة يوجد بها العديد من حلفاء الولايات المتحدة. وأشارت المجلة إلى أن بومبيو لم يشر فى خطابه إلى حقوق الإنسان، بل إنه ألقى باللوم على «تردد الولايات المتحدة فى استخدام السلطة» مع تفاقم الأزمة المتصاعدة فى سوريا.