يوسف ولد متفوق ورياضى وبيحب يلعب كورة، والمدرب دايماً بيخليه كابتن الفريق، يوسف كان مهتم بجسمه وبيحافظ عليه وكان بيحب يروح التمارين فى ميعاده مظبوط.
وفى يوم من الأيام، يوسف كان عنده تمرين وأخته كانت بتلعب بالكورة بتاعته، بدأ يوسف يتعصب ويغضب، ودى كانت أكبر مشكلة، إنه بيغضب بسرعة وعلى طول إيده بتسبق تفكيره، قعد يزعق لأخته وقالها: هتأخرينى على التمرين، وشد الكورة جامد ووجع إيدها، زعلت أخته منه ومن أسلوبه معاها.
نزل يوسف مع باباه على التمرين، وهما فى الطريق الإشارة نورت أحمر، زعق يوسف وقال لباباه: ما تقفش، أنا كدا هتأخر. رد باباه: لازم نحترم إشارة المرور، وقال يوسف: دى أصلاً مالهاش لازمة، وبتعطلنا وخلاص، باباه قاله: لأ يا يوسف، إشارة المرور بتعلمنا نتحكم فى سرعتنا وتعرفنا إمتى نقف وإمتى نمشى وإمتى نكون مستعدين، ومن غيرها ممكن نمشى بسرعة وتحصل حوادث كتييير، وساعتها هنكون خسرانين.
وصل يوسف التمرين، وكان المدرب بيختار أفضل ناس فى الفريق عشان يدخلوا بطولة الأندية، وكان يوسف كالعادة كابتن الفريق، وقاله المدرب: أنت بطل الفريق.. فرح يوسف جداً وجرى على باباه وقاله على الخبر الجميل، وقاله إنه كان دايما بيحلم إنه يلعب فى بطولة الأندية، وطلب منه يلعب فى النادى شوية مع صاحبه إبراهيم.
وقضى يوسف وإبراهيم وقت جميل وكانوا مستمتعين.. لحد ما حصلت مشكلة كبيرة لما باباه نده عليه علشان يمشوا، رد يوسف وقال: «لأ مش همشى» بغضب وعصبية وبطريقة مش اللى هيه.
زعق باباه وقاله: الطريقة دى مش مقبولة، وزعل منه وقال له: قدامى على العربية، فضل يوسف متعصب وغضبان ودخل على مامته ولسه بتقوله مبرووك، بص لها وهو لاوى البوز وقال: دا أوحش يوم ليا.. استغربت مامته وقالتله: دا أنا كنت فاكراك هترجع مبسوط بعد مسابقة الأندية، قالها: بابا زعقلى.
وساب يوسف مامته، وعلى أوضته راح، وبرجله ضرب الباب ضربة قوية «طاخ طوخ» رجلى، آه يا رجلى، يا ماما الحقينى، مش قادر أحرك رجلى.
جرى بابا يوسف على الدكتور اللى قال إن يوسف عنده كسر بسيط بس محتاج جبس شوية.. زعل يوسف وقال: طب وبطولة الأندية، وقعد يعيط.. طبطب عليه باباه وقاله: شوفت السرعة ورد الفعل والغضب إزاى ممكن يخسرونا حاجات حلوة كتييير بعد ما كنت مبسوط بالبطولة وقضيت وقت جميل مع صاحبك، فرحة يوم كامل راحت فى لحظة غضب.
يوم ورا يوم ويوسف فى الجبس زهقان وزعلان، دخلت مامته عليه وجابت له ورقة وألوان وقالتله: ارسم يلا وسلى وقتك وماتكونش زعلان. مسك يوسف القلم ورسم وحش كبير، استغربت مامته وسألته: رسمت وحش ليه؟
بدأ يوسف يحكيلها إنه لما حاجة تحصل وهو مش عايزها، أو لما بيكون فى حاجة عايزها وماتحصلش بيحس بغضب كبييير، ويبدأ وشه يحمر وقلبه يدق بسرعة وعلى طول يزعق، وبيحس الغضب دا زى الوحش قدامه وإنه أقوى منه وبيسيطر عليه وبيخليه يعمل حاجات غلط كتييير. قالت مامته: دا مش صح يا يوسف، أنت أقوى من وحش الغضب وتقدر تسيطر عليه، ولازم تتعلم تتحكم فيه، وتعرف إمتى تتكلم وإمتى تسكت وإمتى تقدر تعبر عن مشاعرك بهدوء، لكن طول ما انت متعصب دا مايخليكش تعرف تفكر، وتبقى الإيد واللسان سابقين التفكير.
افتكر يوسف كلام باباه عن إشارة المرور وقال لمامته: لو فيه زيها للغضب كنت عرفت أتحكم فيه. قالتله: تمام يا يوسف، غضبنا زى الإشارة، إحنا دايماً بنكون على الأخضر. تصرفات الناس اللى بتدايقنا بتخلينا ننقل على الأصفر، بس إحنا لازم نتحكم فى غضبنا ومانخليهوش يوصل للأحمر، لأن دا هيكون رد الفعل الغلط اللى بعديه نكون خسرنا، زى موضوع رجليك. قالها: طب أنا إزاى أرجع للأخضر تانى.
بص يا يوسف، مشاعر الغضب كلنا بنمر بيها وبنحسها، أول ما تحس إنك غضبت وبقيت فى الأصفر، ابدأ عد من ١ لغاية ٥، وبعدين عيدهم بالعكس من ٥ لغاية ١ وخد نَفَس كبيير، ساعتها هتحس إنك هديت، وتقدر تعبر عن مشاعرك من غير ما تِزعّل حد منك أو توصل للأحمر وتبقى مش مبسوط.
وبدأ يوسف كل ما يحس إنه عصبى وفيه حاجة ضايقته، على طول يشغل إشارة الغضب.. مرة فى مرة، الموضوع بقى سهل وعرف يوسف يتحكم فى غضبه ويكون عنده حكمه وصبر، وعلاقته بأخته وأصحابه بقت أحلى كتير، وعرف يوسف إنه أقوى من وحش الغضب. وبص للرسمه بتاعته وقطعها وقال: أنا أقوى من الغضب، أنا أقوى من الغضب.