رئيس البرازيل يلوح بقاعدة عسكرية أمريكية

كتب: محمد البحيري, وكالات الجمعة 04-01-2019 23:13

أكد الرئيس البرازيلى جاير بولسونارو استعداده للموافقة على إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فى البرازيل، معربا عن رغبته فى نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ما قد يثير ضجة كبيرة حول الرئيس الذى تولى الحكم لتوه، وبات يعرف بأنه «ترامب البرازيلى»- فى إشارة إلى أوجه شبه تجمعه بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب فيما يتعلق بالقرارات والآراء المثيرة للجدل.

وأرجع الرئيس البرازيلى، لقناة «إس.بى.تى» فى أول مقابلة تليفزيونية له منذ تنصيبه فى الأول من يناير، استعداده لمناقشة إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضى البرازيلية، إلى ما وصفه بقلقه من العلاقات العسكرية بين فنزويلا المجاورة وروسيا. وقال: «الأمر مرتبط بما يمكن أن يحدث فى العالم، من يعرف ما إذا كنا سنضطر لمناقشة هذه المسألة فى المستقبل».

وكان بولسونارو التقى الأربعاء فى برازيليا وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، وتعهد خلال اللقاء بتعزيز التعاون فى المجالين الاقتصادى والأمنى بين بلديهما ومكافحة «الأنظمة المستبدة» فى فنزويلا وكوبا. وصرح بولسونارو أيضا بأنه «قلق» من المناورات العسكرية المشتركة التى أجرتها فنزويلا وروسيا مطلع ديسمبر على الأراضى الفنزويلية بمشاركة قاذفتين استراتيجيتين روسيتين. وقال: «كما كان مقررا أجرت روسيا مناورات فى فنزويلا ونحن نعرف نوايا حكومة (الرئيس نيكولاس) مادورو». وأضاف: «يجب أن تشعر البرازيل بالقلق من ذلك». وتابع أن «تقاربى مع الولايات المتحدة اقتصادى لكنه يمكن أن يكون عسكريا أيضا».

وفى المقابلة نفسها، صرح بولسونارو بأنه «خلال السنوات الـ20 أو الـ25 الماضية تم إهمال القوات المسلحة البرازيلية لسبب سياسى، وهو أنها تشكل العقبة الأخيرة أمام الاشتراكية».

كان الرئيس الاشتراكى لفنزويلا اتهم مؤخرا الولايات المتحدة بالسعى لإسقاطه بالتواطؤ مع كولومبيا والبرازيل. كما أكّد الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو عزمه نقل سفارة بلاده فى إسرائيل من تلّ أبيب إلى القدس، مقلّلاً فى الوقت نفسه من أهميّة أى إجراءات انتقامية قد تتخذها دول عربية.

وقال إنه اتفق على نقل السفارة إلى القدس خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى زار البرازيل خصيصاً للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس اليمينى المتشدّد. وصرّح بولسونارو: «كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى.. القرار اتّخذ ولم يبق إلا تحديد متى سيتم تنفيذه».

ويمكن أن يشكّل نقل السفارة تهديداً لصادرات اللحوم البرازيلية «الحلال» إلى الدول العربية، والتى تبلغ قيمتها نحو مليار دولار.

وفى مقابلته، قلّل بولسونارو من أهمية الإجراءات الانتقامية التى قد تقدم عليها دول عربية إذا ما نقلت البرازيل سفارتها إلى القدس. وقال: «قسم كبير من العالم العربى يصطف إلى جانب الولايات المتحدة أو بصدد الاصطفاف بجانبها. وقضية فلسطين هذه سئم منها الناس فى قسم كبير من العالم العربى».

وسبق أن أبدى بولسونارو رغبته بتوثيق العلاقات مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يمثل تغييرا بالنسبة لبرازيليا التى حكمتها على مدى عقود حكومات من يسار الوسط ويمين الوسط التزمت بالتوافق الدولى حيال المسائل المرتبطة بالنزاع الفلسطينى - الإسرائيلى ووضع مدينة القدس المتنازع عليها بين الجانبين. واعترفت برازيليا فى 2010 بالدولة الفلسطينية.

من جهة أخرى، أكد بولسونارو أنه سيشارك فى منتدى دافوس الاقتصادى العالمى الذى سينظم بين 21 و25 يناير فى سويسرا، ليكون ذلك أول رحلة رسمية له خارج البرازيل. وأوضح الرئيس البرازيلى أنه أرجئ إلى 28 أو 29 يناير موعد عملية جراحية يفترض أن يخضع لها ومرتبطة بتبعات الاعتداء الذى تعرض له خلال الحملة الانتخابية فى 6 سبتمبر الماضى. وقال أحد جراحيه إنه يفترض أن يبقى فى المستشفى بعد العملية بين 5 و7 أيام على الأقل.