المصريان المكرمان في اليونان بسبب «الشهامة» يرويان لـ«المصري اليوم» تفاصيل الواقعة

كتب: أحمد شلبي الخميس 03-01-2019 13:35

بعد أن منحهما الرئيس اليوناني الجنسية اليونانية بسبب إنقاذهما العشرات من المواطنين في حريق ضخم شب في اليونان قبل فترة، قال الصيادان المصريان محمود موسى وعماد الخميسى في اتصال هاتفي مع «المصري اليوم» إنهما شعرا بالفخر عندما تكلم الرئيس اليوناني عنهما وعن «شهامة» المصريين، وأكدا أنهما أصبحا الآن مواطنين أوروبيين، وجارٍ الآن استخراج الأوراق الرسمية لهما.

ومنحت اليونان، أمس الأول الأربعاء، جنسيتها لثلاثة صيادين مهاجرين، مصريان وألباني، كانوا قد أنقذوا مواطنين يونانيين من حريق مدمر بالقرب من أثينا في يوليو الماضي، وشكر الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، في احتفال منح الجنسية، الصيادين الثلاثة الذين أظهروا «تضامنا وإنسانية» في إنقاذهم عشرات الأشخاص.

وقال الصيادان المصريان إن العديد من الشباب المصريين ألقوا بأرواحهم في البحر وماتوا في رحلات هجرة غير شرعية من أجل الوصول إلى أوروبا، في الوقت الذي جاءتهما فيه الجنسية الأوروبية بسبب عمل إنساني، وذكر الصياد محمود موسى: «عندما شاهدت الحريق لم أفكر وقتها في مقابل، ونظرا لذلك فإن الله كافأني». وأضاف عماد: «لم أصدق نفسي عندما أبلغونى بأن الرئيس اليوناني سيمنحنا الجنسية، اليوم سأعمل دون خوف من الترحيل».

وقال موسى إنه في مثل حالات الطوارئ هذه «ليس هناك دين، ليس هناك أسود وأبيض- عندما يرى شخص ما شيئا ما مثل هذا، يجب عليه أن يذهب إلى هناك، بل ويقدم حياته للمساعدة في إنقاذ الناس»، وأضاف: «كنا نحمل الضحايا ونضعهم في المركب للهروب من ألسنة النيران التي شبت في الغابات».

وأضاف موسى: «أود أن أبعث برسالة إلى كل الأجانب بأنه يجب عليهم جميعا احترام الأماكن التي يعيشون فيها».

من جهته، قال عماد: «أشكر الله أننا تمكنا من إنقاذ بعض الأشخاص وسوف أفعل ذلك مرة أخرى بل ألف مرة»، مضيفا: «طالما حييت، وأستطيع، سوف أحاول عمل الخير من أجل اليونان، سوف أفعل ذلك دون تردد».

ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن الرئيس بافلوبولوس إشارته إلى أن تجنيس هؤلاء يعني أنهم كمواطنين يونانيين أصبحوا أيضا مواطنين أوروبيين. وأضاف بافلوبولوس: «أنتم الآن مواطنون أوروبيون أيضا، ويمكنكم أن تعلّموا كل شركائنا الذين لا يعرفون القيم الأوروبية، بأن يفعلوا ما ينبغي عليهم فعله»، وتابع أن عمل الصيادين «يرسل رسالة إلى أوروبا» قبل الانتخابات الأوروبية الحاسمة في مايو المقبل، ووصفها بأنها رسالة إلى «تشكيلات الشعبوية ومعاداة الأجانب، التي تقف ضد روح الإنسانية والتضامن الأوروبيين اللذين تمثلا في الصيادين الثلاثة»، والمهاجرون الثلاثة الذين حصلوا على الجنسية اليونانية، هم جاك جاني من ألبانيا وإبراهيم محمود موسى وعماد الهيمي من مصر.

ولا يعرف بالضبط كم عدد الأشخاص الذين أنقذوا من النيران، إلا أن وزير الداخلية اليونانى ألكسيس تشاريتسيس قال إن الثلاثة، مع زملائهم اليونانيين، قد أنقذوا «عشرات من أبناء بلدنا».

وكانت تلك الحرائق قد أودت بحياة 90 شخصا على الأقل، وتعد أسوأ حرائق غابات تعرضت لها اليونان منذ 2007، عندما قتل عشرات من الأشخاص في شبه جزيرة بيلوبونيس.