«الهدف من الحياة أن تحيا لهدف»؛ شعار يرفعه رضا فضل، الشاب الثلاثيني، فاقد الكفين والساعد الأيمن، الذي لم يستسلم أبدا إلى لقب «ذوي الاحتياجات الخاصة»، ليبدأ منذ الصغر رحلة فنية بوقود الموهبة ومحرك الإرادة، حيث اتجه إلى الرسم كهواية ثم احتراف.
وعلى مدارالسنوات الماضية، صنع «رضا» لنفسه ظروف نجاحه، التي تترجم في حصده العديد من الجوائز الفنية محليا وخارجيا، حيث مثّل مصر في عدد من الأحداث الفنية ونال تكريما من شخصيات وهيئات دولية.
شارك رضا، الذي يرسم بفمه وساعديه، في احتفالية «قادرون باختلاف»، بمناسبة اليوم العالمى لذوي الإعاقة، والتى شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أيام، ونظمها الاتحاد الرياضى المصري للإعاقات الذهنية، بالمشاركة مع وزارتي الشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعى، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية «المنارة».
يقول متحدي الإعاقة: «شاركت في الاحتفالية وكذلك معرض (قصتنا في حرفتنا) المُقام على هامشها، والذي قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتفقده، ورغم سعاتدتي بتلك المشاركة إلا إنها فرحة لم تكتمل، فمع قيام الرئيس بالحديث مع ذوي القدرات الخاصة وتفقد منتجاتهم وإبداعاتهم انتظرت دوري لألتقيه وأهديه إحدى لوحاتي، ولكن لحظي السيئ لم يمر من الرئيس من أمامي مثل زملائي بالمعرض».
ويتابع: «اللوحة التي كنت سأهديها للرئيس السيسي أعبر فيها عن مذبحة (كرم القواديس) بشمال سيناء، التي أسفرت عن استشهاد 26 من أبناء القوات المسلحة، حيث أخلد فيها ذكرى من ضحوا بأنفسهم، ومن يعطون لنا أمل في الحياة».
وعن مضمون اللوحة، يقول «رضا»: «رسمت شواهد لقبور الشهداء، وعلى أحدهم خوذة شهيد وسلاحه، إلى جانب علم مصر يحتضنهم، كما رسمت سيدة أعبر من خلالها عن أم الشهيد أو مصر، تُهدي بإحدى يديها باقة ورود، وتحمل في الأخرى رسالة من الشهداء، التي تخيلت أنهم يقولوا فيها لا تحزني يا مصر فنحن أحياء عند ربنا وتركنا زملاءنا من وراءنا لحمايتك، وتأكيدا لهذا المعنى قمت برسم بورتريه لجندي في خلفية اللوحة، الذي يبدو أنه يحرس هذا المشهد، وأنه يكمل مسيرة الحرب ضد الإرهاب».
ويوضح الفنان الثلاثيني أن اللوحة بدأها عقب المذبحة التي وقعت عام 2014، وانتهى منها في العام التالي، ورغم ذلك احتفظ بها ولم يهديها لأي جهة رغم إعجاب الكثيرين بها، لأنه كان لديه أمل كبير في أن يقابل الرئيس السيسي يوما ما ويهديها له.
يكمل: «أؤمن أن الرئيس هو من يستحق هذه اللوحة، فهو من يقود الحرب ضد الإرهاب، ومن قبلها عندما كان وزيرا للدفاع ورئيسا للمخابرات الحربية، لذا حزنت على أنني لم ألتقي الرئيس في المعرض، وأتمنى أن تتحق أمنيتي يوما ما وأهدي له لوحتي».