«الأسياد والعبيد» فى رواية «أولاد الناس»

كتب: اخبار الخميس 27-12-2018 22:03

رواية «أولاد الناس.. ثلاثية المماليك» هى الإصدار الأحدث للروائية ريم بسيونى، وقد صدرت عن دار نهضة مصر وقبل يومين عقدت الدار حفل توقيع ومناقشة للرواية وأدارت اللقاء الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى مستشار النشر بالدار وقد شهد الحفل حضورا حاشدا للكتاب الصحفيين والنقاد والروائيين والإعلاميين، وتتألف الرواية من ثلاثة أجزاء تعتمد وتستلهم فترة مهمة وغنية بالأحداث من الحقبة المملوكية فى مصر وانطلقت فى استلهامها هذه الفترة الخصبة من مسجد السلطان حسن. وتقع أحداث الرواية فى الفترة الزمنية الممتدة من سيرة المماليك منذ عهد الناصر قلاوون وحتى الغزو العثمانى لمصر وشنق طومان باى وتعليق رأسه على باب زويلة فى القاهرة غير أن اختيار تلك الحقبة الزمنية لم يحل دون الدفقة الرومانسية للرواية والتى ضمت قصص حب رائعة كما بدت بجلاء الخلفية الاجتماعية والتاريخية والسياسية للمصريين فى تلك الفترة التى سيطر فيها المماليك على الحكم بعد انتهاء الحكم الأيوبى. وتستعرض أيضا الرواية آثار الحكم المملوكى الذى مازال حتى يومنا هذا.. وتختلط النظرة بشأنه فمن جانب يراه البعض ويؤرخ له كحكم محتل لمجموعة من العبيد الذين تم جلبهم من أماكن عدة إلى مصر وهم أطفال فتدربوا كجنود وتابعين لسلاطين وأمراء مارسوا التسلط على المصريين ومن جانب لا يمل المصريون ذكر انتصارات المماليك على التتار والصليبيين وكيف حموا مصر من غزواتهم على مدار قرون إلى جانب أثرهم المعمارى والتعليمى والخيرى فى بناء المساجد والمدارس والأسواق والمشافى. ولذا يبقى مسجد السلطان حسن وقصة بنائه وحضوره فى تاريخ تلك المرحلة رابطاً هاما عبر الأجزاء الثلاثة وتم اختياره لكونه أهم مسجد فى تاريخ المسلمين من حيث المعمار

والمساحة والحجم وتكلفة البناء إلى عصرنا هذا.

وتمثل الرواية محطة معاصرة للاستلهام الروائى للتاريخ وبالأخص الفترة المملوكية، وقد شهد الحفل عددا من المداخلات الساخنة من الحضور ومنها هل تمثل الرواية إضافة فى المسيرة الطويلة للرواية التاريخية وإذا ماكان الطرح الروائى قد تضمن فى طياته إسقاطات من طبيعة النقد الاجتماعى والسياسى وعن مساحات الإبداع الروائى بين الثوابت التاريخية وهل أثر الخلق الروائى على مساحات الإبداع فيها، كما تحدثت ريم بسيونى عن ملابسات ميلاد فكرة الرواية التى انطلقت من مسجد السلطان حسن.