«البعث» السورى يرفض إلغاء مادة تكرس احتكاره للسلطة من الدستور

كتب: وكالات الثلاثاء 31-05-2011 20:28

فى الوقت الذى تتزايد فيه حملات النظام السورى لقمع الاحتجاجات المتصاعدة ضد الرئيس بشار الأسد، أعلن حزب «البعث» الحاكم فى سوريا أنه لن يلغى المادة الثامنة من الدستور والتى تخوله احتكار السلطة وتنص على قيادته الدولة والمجتمع.


وكشف الأمين القطرى المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان،الثلاثاء ، أن مشروعاً وآليات للحوار الوطنى «ستعلن خلال 48 ساعة، كما أنه سيصدر قريباً مرسوم عفو»، دون أن يخوض فى تفاصيله، كما أنه لم يحدد مع من سيكون الحوار.


ويحتكر حزب «البعث» الحكم فى سوريا منذ نحو نصف قرن، ويبلغ تعداد كوادره حوالى 3 ملايين عضو من أصل تعداد سكان سوريا الذى يقترب من 25 مليون نسمة.


وفى لقاء حوارى مع الكوادر الجامعية،الثلاثاء ، قال بخيتان إن تعديل أى مادة فى الدستور «من اختصاص مجلس الشعب» - الذى يستأثر حزب البعث بأكثر من نصف مقاعده (126 مقعداً من إجمالى 250)، بينما تملك أحزاب الجبهة، مجتمعة، 41 مقعداً والمستقلين 83- واعتبر بخيتان أنه بالنسبة لإلغاء المادة الثامنة من الدستور «قلنا للمعارضين هناك صندوق اقتراع.. وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا فى المعارضة فالغوا المادة.. هناك أولويات أخرى غير إلغاء هذه المادة». واعترف القيادى البعثى بأخطاء حزبه وقيادته قائلاً: «كنا فى القيادة ندافع عن أخطاء بعض المسؤولين ونحاول تجميلها، الآن يجب أن يختلف الأمر ويجب المحاسبة».


ولا تسمح الأجهزة الأمنية بتشكل أى حالة معارضة وطنية قوية منذ نصف قرن، لذا تتواجد فى سوريا حالات فردية للمعارضين، لكن لا توجد أحزاب ذات قواعد شعبية كبيرة أو حركات اجتماعية.


وميدانياً، قال نشطاء سوريون إن أكثر من 30 طفلاً لقوا حتفهم على أيدى قوات النظام السورى منذ اندلاع الاحتجاجات فى سوريا فى مارس الماضى، وذلك فى الوقت الذى تواصل فيه قوات الأمن القصف وإطلاق النار الكثيف فى بلدتى الرستن وتلبيسة بمحافظة حمص بغرب البلاد. ويقول ناشطون إن قوات الأمن والجيش تمنع سيارات الإسعاف من دخول الرستن، ويعتقد النشطاء أن قوات النظام تقوم بسرقة السيارات لاستخدامها فى خطف الجرحى، وأوضح النشطاء أن تعزيزات عسكرية وصلت لمحيط البلدة.


وفى تلبيسة، تمكن الأهالى من إدخال سيارات معونات غذائية وطبية إلى البلدة تم جمعها من قرى مجاورة، وأشارت مصادر حقوقية إلى أن محصلة قتلى العملية العسكرية المتواصلة فى بلدتى تلبيسة والرستن منذ الأحد الماضى ارتفعت إلى 15 شخصاً وفق مصادر حقوقية، فضلاً عن اعتقال العشرات، وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات أيضاً فى محافظة «درعا» جنوباً، حيث تم توقيف 13شخصاً على الأقل الثلاثاء ، كما جرت أيضاً عمليات تفتيش، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.


وشهدت عدة مدن وبلدات سورية مظاهرات الليلة قبل الماضية تنادى بإسقاط النظام.


وعلى الصعيد الرسمى، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إنه جرى الثلاثاء  «تشييع جثامين 5 شهداء استهدفتهم عناصر إرهابية متطرفة».


وبعد نحو شهرين ونصف الشهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة فى سوريا ضد نظام الأسد، عقد الثلاثاء  مؤتمر فى مدينة أنطاليا التركية ضم معارضين سوريين بهدف «بحث سبل دعم الثورة السورية فى الداخل وتأمين استمرارها»، حسب ما أجمع عليه ممثلون عن مختلف الأطراف المشاركة.