يحتفل الكاثوليك والطوائف الغربية بعيد الميلاد المجيد، غدًا، حسب التقويم الغربى، وتزينت الشوارع والكنائس بأشجار الكريسماس للاحتفال بالعيد، وفى مصر أقامت الكنائس قداسات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، لاستقبال عيد الميلاد.
واستقبل الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، أمس، سفير الفاتيكان بمصر، برونو موزارو، بالمقر البطريركى بكوبرى القبة، وقدم السفير خالص التهانى بمناسبة عيد الميلاد، ويستقبل «إسحق» اليوم، كبار رجال الدولة ورؤساء الطوائف المسيحية للتهنئة بعيد الميلاد. واستقبل الأنبا توماس عدلى، المدبر الرسولى لإيبارشية الجيزة والفيوم وبنى سويف، ولفيف من الآباء كهنة المطرانية، وبعض من شمامسة الكلية الإكليريكية بالمعادى، الأنبا دوماديوس، أسقف ٦ أكتوبر وأوسيم للأقباط الأرثوذكس، مع وفد رفيع المستوى من الآباء الكهنة، للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، وتشارك الجميع الأمنيات بأعياد مباركة وسنة سعيدة على مصرنا الغالية، فضلا عن مشاركة الجميع أخبار الخدمة فى الإيبارشيتين، وقدّم الأنبا توماس عدلى، أيقونة للسيدة العذراء بالفن القبطى، تعبيرا عن شكره للزيارة الأولى للأنبا دوماديوس. وبعث الأنبا إبراهيم إسحق، رسالة عيد الميلاد للمصريين فى الداخل والخارج قائلا: «ما الذى يحتاج إليه الإنسان والأسرة البشرية، حاجة ماسة وملحّة ومتصلة، إنها الحاجة للسلام، فهو هبة من الله لكل إنسان نقى القلب وهو الدليل الأكيد على حضوره فى قلب الإنسان، السلام هبة الله ولا تستقيم حياة الإنسان إلا به، ولا حضارة ولا أمن ولا استقرار دون سلام حقيقى».
وأضاف: «السلام مهدّد من اللامبالاة التى هى موقف من يُغلق قلبه حتى لا يضع الآخرين فى عين الاعتبار، ويغلق عينيه حتى لا يرى ما يحيط به، فلا تلمسه مشاكل الآخرين، وللأسف فى عصرنا تخطى هذا الموقف الإطار الفردى ليأخذ بعداً عالمياً، وإنَّ أول مظاهر اللامبالاة هى تجاه الله، والتى منها تنبع اللامبالاة تجاه القريب والخليقة، ويمر عالمنا المعاصر بموجات تحاول أن تطفئ نور الله فى أعماق الإنسان، فهناك دعوة للحياة من أجل الحياة فقط، فلا دينونة ولا مكافأة للصالحين، إذ يعتقد الإنسان أنه صانعٌ ذاتَه وحياتَه والمجتمعَ، وبالتالى بأنه مكتف ولا يدين لأحد بشىء إلا لنفسه، ويدّعى أنه يملك حقوقاً فقط، وهناك من لا يرى فى الإنسان إلا حزمة غرائز تنهش وجدانه وتزلزل كيانه، ناسياً أنه مخلوق على صورة الله ومثاله، خلقه الله عن محبة وأحبه لذاته ومصيره إليه».
وأوضح أن هناك وجها آخر من اللامبالاة وهو من يفضل عدم البحث وعدم الاستعلام، عائشاً فى رفاهيته وراحته غير مبال لصرخة ألم البشرية المعذبة، كما لو كان كل شئ هو مسؤولية غريبة ليست من اختصاصه، كيف يمكن للإنسانيّة أن تمتلك سلامًا حقيقيًّا، وغالبية البشر فى فقر وألم وعوز، وربما فى جهل.
وأضاف «إسحق» فى رسالته: «طوبى لصانعى السلام فإنهم أبناء الله، إنَّ قيم الحرّيّة والاحترام المتبادل والتضامن، يمكن نقلها منذ سنوات الطفولة الأولى، فإن كل بيئة تربوية يمكن أن تكون مكاناً للحوار والإصغاء، يشعر فيه الشباب بقيمة قدراته وغناه الداخلى، يتعلم كيف يتذوق الفرح النابع من العيش اليومى للمحبة للقريب، ومن المشاركة فى بناء مجتمع أكثر إنسانية وأخوة».
وأوضح: «أما العاملون فى الحقل الثقافى والإعلامى ووسائل الاتصالات الاجتماعية، فإن مسؤوليتهم كبيرة فى مجال التربية والتنشئة نظرًا لاتساع إمكانية الدخول لهذه الوسائل، وواجبهم أن يضعوا أنفسهم فى خدمة الحقيقة لا المصالح الخاصة، فالتربية تؤثّر إيجابا أو سلبّا على تنشئة الأجيال كلها».
وأضاف فى رسالته: «نرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس الذى يصلى من أجل شرقنا العزيز، وبدأ زيارته لمنطقتنا العربية، ليؤكد وحدة الجنس البشرى، ونتحد مع الأباء المطارنة وكُلّ بطاركة وأساقفة كُلّ الكنائس فى الصّلاة والفرحة، من هذه الكنيسة نصلى من أجل وطننا الغالى مصر، ومن أجل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونبعث إليه برسالة محبّة وتقدير على جهوده لنهضة مصر وازدهارها وبناء السلام فى العالم.
وتابع: «تحية لقواتنا المسلحة ورجال الشرطة وإلى كل شرفاء هذا الوطن، ولا ننسى شهداءنا فهم إكليل مجد للحاضر والمستقبل، نصلى من أجل الأمهات والآباء الذين يسهرون على تربية أبنائهم ويبذلون حياتهم لبناء مستقبلهم، ونبعث رسالة المحبة والسلام إلى أبنائنا فى بلاد المهجر ونقول لهم إنّ مصر بخير وفى طريق التقدم والبناء».