قال الخبير السياحي الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، إن اتجاه الأشقاء السعوديين لمقاطعة المنتجات والسياحة إلى تركيا من خلال دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستفزازية مؤخرا تجاه المملكة سيكون له تأثير كبير على تراجع الاقتصاد التركي والسياحة السعودية والخليجية بشكل عام التي تمثل عنصرا مهما في منظومة السياحة الوافدة لتركيا.
وأضاف «عبداللطيف» في تصريحات، السبت، أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا تركيا في 2017 قدر بحوالي 500 ألف سائح ويبلغ حجم الميزان التجاري بين السعودية حوالي 8 مليارات دولار سنويا وحجم استثمارات 6 مليارات دولار موزعة في حوالي ألف شركة سعودية بتركيا.
وأوضح رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر أن السعوديين يمتلكون عددًا كبيرًا من العقارات والسياحة في تركيا ويوجد 950 شركة سعودية مستثمرة في تركيا.
وأشار الدكتور عاطف إلى أن دعوات المقاطعة الشعبية السعودية للمنتجات التركية والسياحة أيضًا يفتح من جديد ملف تنشيط وتنمية السياحة العربية والخليجية بشكل خاص إلى مصر التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأشقاء العرب وتتمتع بإمكانيات سياحية وتراثية وعلاجية واستشفائية لا يوجد لها مثيل بالإضافة إلى قرب المسافة مع الدول العربية وشغف وحب السائح العربي لمصر وهذا كله بخلاف العلاقات والروابط السياسية القوية في ظل ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي من جولات ولقاءات وتوافق في الآراء حول قضايا المنطقة مع الأشقاء العرب.
ونوه الدكتور عاطف بأن عدد السياح السعوديين الذين زاروا مصر عام 2017 يقدر بنحو 670 ألف سائح طبقا للبيانات المعلنة وهذا يؤكد أن مصر جاذبة للأشقاء ولو تم استثمار إمكانياتنا بشكل أكبر من خلال توفير احتياجات السائح العربي من شقق فندقية والسماح بالتأشيرة الاون لاين وتسهيل دخول اليخوت إلى الموانئ المصرية وإعداد برامج سياحية تناسب طبيعة واحتياج السائح العربي وتقديم الخدمة الجيدة داخل الفنادق وفي الأماكن السياحية والعامة سيكون كل هذا مهم لجذب السائح العربي.
وقال عاطف إن كثيرًا من السياح العرب تكون وجهتهم إلى دول أوروبا وتركيا، ولذلك لابد من دراسة ما تقدمه هذه الدول للسائح العربي لاستقطابه وتنفيذها في مصر.
وأكد عبداللطيف أن السياحة العربية والخليجية بشكل خاص من الممكن أن تكون الحصان الرابح في السياحة الوافدة لمصر في 2019 خاصة أن السائح العربي الأعلى إنفاقا عن أي سائح أجنبي بحوالي 150 دولارا في اليوم كما أن فترة إقامته تكون ضعف فترة إقامة أي سائح آخر في مصر.
وشدّد على ضرورة استثمار حب الأشقاء العرب لمصر والمقاطعات السعودية لتركيا في تنشيط السياحة العربية لمصر خاصة أننا نتميز بجو جميل طوال العام وشواطئ ومناطق سياحية غاية في الجمال.
ونوه على ضرورة إعداد بيانات ودراسة حول الأسواق المنافسة بالدول المختلفة ومنها طبعا تركيا خاصة في مجال السياحة والصناعة والتجارة ويجري توفير هذه البيانات والدراسات أمام صناع ومتخذي القرار الاقتصادي والسياحي في القطاع الخاص حتى يستطيعون معرفة منافسيهم وكيفية مجابهتهم مؤكدا أن الفرص متاحة حاليا لمضاعفة السياحة العربية لمصر في 2019 والتي قدرت بحوالي 2.5 ملايين سائح في 2017.