تشهد جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب فى عدة محافظات مواجهات ساخنة بين المرشحين على مقاعد القائمة والفردى، خاصة بين مرشحى حزبى الحرية والعدالة والنور وفلول الحزب الوطنى الذين يخوضون الانتخابات تحت مظلة أحزاب أخرى.
ففى الشرقية، تجرى الإعادة على جميع المقاعد البالغ عددها 10 ويواجه الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الأسبق، الذى انضم لحزب الوفد مؤخراً، معركة صعبة مع المهندس محمد فياض، مرشح الحرية والعدالة، فى الدائرة الثالثة ومقرها أبوكبير وتوصف بمعركة تكسير عظام، وترددت أنباء عن اتجاه المصيلحى لكسب تأييد السلفيين، إلا أنهم رفضوا فاضطر للانضمام للوفد ويروج أنصاره بأن من يريد وظائف أو معاش الضمان الاجتماعى فليتقدم بأوراقه لمقر الوزير السابق للاستعداد لتوظيفه بعد الانتخابات وعلى مقعد العمال فالمنافسة أقل حدة بين مرشح الحرية والعدالة إبراهيم سليم وعلى جودة كشك مستقل.
وفى الدائرة الرابعة يواجه الإخوان السلفيين على مقعدى الفئات بين الدكتور صفوت سويلم حرية وعدالة والدكتور السيد عبدالسلام حزب النور وعلى مقعد العمال بين محمد عوض حرية وعدالة وعصام الدين محمد، وفى الدائرة الخامسة تدور المعركة بين مرشح الحرية والعدالة أحمد شعيل والسعيد كامل، رئيس حزب الجبهة، والسيد العتويل، مرشح الحرية والعدالة، وخالد عبدالعظيم، عضو سابق بالوطنى المنحل، وتشهد الدائرة الثانية منافسة على مقعد الفئات بين مرشح الحرية والعدالة الدكتور أمير بسام والعمدة إبراهيم حجازى، عضو مجلس الشورى الوطنى الأسبق، وعلى مقعد العمال بين مرشح الحرية والعدالة محمد عبدالرؤوف وعصام همام مرشح النور. وفى الدائرة الأولى، تجرى الإعادة على مقعد العمال بين صالح على مرشح الحرية والعدالة وعوض الله المسلمى، مرشح النور وعلى مقعد الفئات بين السيد نجيدة، مرشح الحرية والعدالة وطلال أيوب مستقل.
وفى البحيرة، تقدم الدكتور محمد مصطفى، أمين حزب النور بالمحافظة، بشكوى لرئيس اللجنة العامة للانتخابات بالمحافظة يطلب فيها منع أعضاء جمعيات حقوق الإنسان من التواجد داخل اللجان وإذا دخلوا يكون وفقا للقانون الذى يلزمهم بالمرور فقط وقال مصطفى إن اغلب المنتمين لهذه الجمعيات هم أعضاء فى حزب الحرية والعدالة، على حد تعبيره.
وفى المنوفية، بادر قيادات حزبى الحرية والعدالة والنور فور إعلان نتيجة الجولة الأولى بإبرام اتفاقيات بشأن دعم مرشحيهم فى مواجهة الفلول فى جولة الإعادة فى عدة دوائر، ففى دائرة منوف - سرس الليان - السادات، أعلن الحرية والعدالة تحالفه مع النور لدعم مرشحه «أنور البلكيمى» على مقعد العمال فى مواجهة «أيمن معاذ» النائب السابق عن الوطنى المنحل لكسب أصوات مؤيدى مرشح النور لمرشح الحرية والعدالة إبراهيم حجاج على مقعد الفئات فى جولة الإعادة والتى يتنافس فيها مع الدكتور «إبراهيم كامل» مرشح الوفد الذى ابدى تحالفه مع مرشح الوطنى المنحل.
وأظهرت شواهد دعم حزب النور لمرشح الفلول «محمود الخشن» على مقعد العمال بالدائرة الثالثة «الباجور - أشمون» فى مواجهة «محمود أبوالمجد» مرشح الحرية والعدالة على مقعد الفئات فى ظل منافسة النور بمرشحه «محمد عبدالستار» على مقعد الفئات ضد اللواء نصر طاحون حرية وعدالة. وأكد الدكتور «عاشور الحلوانى» أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة تقدم الحزب بطعن على نتيجة القوائم بالدائرة الثانية لإعادة جمع الأرقام التى حصل عليها حزبه لشكه فى أخطاء رقمية رغم حصوله على المركز الأول بنسبة 40%، مشيرا إلى أن النسبة الحقيقية للحرية والعدالة لا تقل عن 50%.
وفى الإسماعيلية، تجرى الإعادة على مقعد الفئات بين هشام الصولى، مرشح الحرية والعدالة، ومحمد غنام، العضو السابق فى الوطنى المنحل، وعلى مقعد العمال بين محمد الهوارى مرشح النور وعيسى زين العابدين مرشح مستقل ووكيل محلى المحافظة السابق.
وتعد المعركة اختباراً حقيقياً لقوة الإسلاميين بالمحافظة فى معركة مصيرية تزداد تعقيدا بالنسبة لمرشحيهما بسبب ما يتمتع به مرشحا الوطنى من شعبية وتربيطات عائلية. وعقد نادى القضاة بالمحافظة اجتماعاً طارئاً لبحث تجاوزات ومشاكل الجولة الأولى من الانتخابات بالمحافظة، وقال المستشار محمد عمر، وكيل النادى، إن المشاركين بالاجتماع أصدروا بيانا طالبوا فيه بتعديل التشريع الخاص بالفرز حتى يتم فى اللجنة الفرعية وعدم إسناد أكثر من صندوق واحد لأكثر من قاض، وشددوا على ضرورة تخصيص سيارة لكل قاض للانتقالات وتخصيص سيارات لمعاونيهم، وأبدى القضاة تحفظهم على بعض التصرفات الفردية غير اللائقة لجنود وضباط القوات المسلحة خلال الانتخابات، على حد وصفهم، وطالبوا المشير طنطاوى والمجلس العسكرى بفتح تحقيق عاجل حولها.
وفى بنى سويف، بدأ المتنافسون فى جولة الإعادة بالدوائر الثلاث والبالغ عددهم 12 متنافسا على 6 مقاعد مرحلة كسب تأييد المتنافسين الذين خرجوا من الجولة الأولى، ونظم أنصار حزب الحرية والعدالة مسيرات ومجموعات عمل انتخابية للمرور على المنازل والمقاهى لتوزيع منشورات تأييد لمرشحيهم وسعى أنصار الحزبين الإسلاميين المتنافسين فى الانتخابات إلى كسب تأييد أصوات رموز وناخبى الكنيسة فى قرى الدائرة ببنى سويف.
وعقد الشيخ أحمد يوسف أمير الجماعة الإسلامية، الذى خرج من سباق المنافسة فى الدائرة الأولى بفارق 10 آلاف صوت مؤتمراً استنكر فيه الممارسات غير الأخلاقية من حزبى النور والحرية والعدالة وجهت ضده وأسفرت عن خروجه من المنافسة، على حد تعبيره، وتوعدهم فى جولة الإعادة. وتشهد الدائرة الثالثة، ببا وسمسطا والفشن، صراعاً بين الدكتور نهاد القاسم سيد أمين حزب الحرية والعدالة والمحاسب محمد ربيع عبدالهادى مرشح النور.
وفى سوهاج، نظم أكثر من ألف من مؤيدى مرشحى الدائرة الثانية وبحضور عدد من المرشحين والتى تضم مراكز ساقلتة والمراغة وجهينة وقفة احتجاجية أمام مجمع المحاكم بشارع أسيوط سوهاج، احتجاجاً على اعتماد نتيجة انتخابات الدائرة فى حين أن هناك دعوى وطعوناً على العملية الانتخابية التى جرت بالدائرة متسائلين: كيف يتم إعلان النتيجة قبل النظر فى القضايا المقامة من المرشحين ببطلانها لوجود تجاوزات وتزوير لصالح عدد من التيارات الدينية، وقطع المعتصمون طريق سوهاج - أسيوط، المتواجد به مجمع المحاكم لمدة تزيد على ساعتين، مما أدى إلى توقف حركة المرور القادمة والمتجهة من وإلى ميدان الثقافة ومحافظة أسيوط.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من فتح الطريق بعد محاولات مع المتظاهرين والذين استجابوا للأجهزة الأمنية لمصلحة المحافظة وفتحوا الطريق، وأكد المتظاهرين أنهم مستمرون فى وقفتهم الاحتجاجية أمام مجمع المحاكم لتنفيذ طلباتهم المشروعة فى إعادة الانتخابات مرة ثانية، كما طالبوا رئيس اللجنة العليا للانتخابات بفحص الأوراق الخاصة بالتزوير من خلال الأوراق المقدمة لمحكمة القضاء الإدارى بأسيوط.
وفى أسوان، شهدت الجولة الأولى من الانتخابات عدة مفارقات، منها ما حدث مع المرشحة أسماء إسماعيل، التى أعلنت انسحابها وتقدمت بإنذار على يد محضر إلى اللجنة العامة للانتخابات تخطرهم بانسحابها إلا أنه تم إدراج اسمها بين المرشحين وحصلت على 1888 صوتا، كما حصل المرشح محمد صلاح زايد على 9715 صوتا على الرغم من تواجده فى الكويت أثناء وقبل الانتخابات.
وأعلنت لجنة الانتخابات نتيجة القوائم بحصول حزب المصريين الأحرار، بدلاً من حزب الأحرار، على الأصوات الواردة بمحضر الفرز، وتم إعلان النتيجة بنفس الخطأ الوارد فى البطاقات.