على مدار السنوات القليلة الماضية، نظمت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج عدة مؤتمرات بعنوان واحد «مصر تستطيع»، والذى تحول لشعار يحمل داخله أملاً فى تقدم البلاد من خلال التعاون مع أبنائها من العلماء النابهين فى خارج مصر، والذين لبّوا دعوة الوطن وقدموا بالفعل إسهامات فكرية وعملية تسهم فى تقدم البلاد وحل مشكلاتها.
«المصرى اليوم» التقت فى المؤتمر الحالى الذى تنظمه الوزارة تحت شعار «مصر تستطيع بالتعليم» 4 نماذج من العلماء والباحثين فى عدة دول، للتعرف من خلالهم على «روشتة التقدم».. وهم: (الدكتور أحمد عمار، أستاذ واستشارى جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالسعودية، والدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، ودينا غباشى، خبيرة تكنولوجيا التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، وسارة فهمى، أصغر عالمة مشاركة فى المؤتمر، وهى نائب الرئيس للشؤون الخارجية فى الائتلاف المتحد لطلاب الدراسات العليا فى جامعة كولورادو).
قال الدكتور أحمد عمار، أستاذ واستشارى جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالمملكة العربية السعودية، منظم حملات التعليم لذوى الاحتياجات الشديدة، إنه لبى الدعوة لاهتمامه بالتعليم ورغبته فى تقدم مصر، لأن التعليم العنصر الرئيسى فى تقدم ونمو البلاد، مشيدا باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتعليم والصحة لأنهما أساس تنمية وتقدم مصر.
وأضاف «عمار»: «إن المملكة سبقت مصر فى مجال التعليم، وذلك بسبب الالتزام الشديد، ولكن مصر مؤهلة للحاق بالدول المتقدمة بسبب الخبرة والتاريخ، ولا يزال هناك أمل»، مشيراً إلى ضرورة دراسة أسباب تأخر مصر وذلك بعناية ودون عناد، واصفاً التجربة التعليمية فى المملكة العربية السعودية بـ«الرائعة»، حيث توجد 4 جامعات سعودية من بين أفضل 500 جامعة بالعالم، فيما لا توجد من مصر سوى جامعة القاهرة فقط، وذلك بسبب الإمكانيات المادية والالتزام والحزم فى المناهج.
وأشاد «عمار» بتجربة التمريض فى المملكة رغم طبيعتها الاجتماعية، إذ إنها تجربة ناجحة ولاقت إشادة كبيرة من الهيئات المتخصصة، ومنها الأمريكية، والتى وصفت الممرضات السعوديات بأنهن يضاهين الأمريكيات، منبهاً إلى أن إحدى المشكلات الموجودة فى القطاع الطبى بمصر هى التمريض، ما يتطلب زيادة التدريب العملى فى مجال العلوم الطبية، وأكد أن مصر تمتلك العنصر البشرى فى التدريس، لكن المشكلة تكمن فى ازدحام الفصول والمناهج، وعدم تفرغ الأساتذة، وعدم وجود القدوة، حيث أصبح طموح الشباب شخصياً ولا يتعلق بالبلد.
وتابع «عمار» إن إقامة مؤتمرات للتعليم برعاية رئيس الجمهورية هى البداية الصحيحة، إذ إن بلاداً مثل سنغافورة وغيرها تقدمت بسبب التعليم، لأنه البداية الحقيقية لتقدم أى بلد.
وقال الدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، إنه قدم فى مؤتمرات «مصر تستطيع» السابقة «الأطلس الشمسى»، وتحدثت عن الموارد المائية وعن مستقبل مصر خلال الـ20 عاماً المقبلة، إذ إن الأمم المتحدة عندما وضعت استراتيجيتها للتنمية المستدامة كان من ضمن أهدافها التعليم الجيد، ومصر تسير فى طريق التعليم المتقدم هذا، ولكن الموضوع متشابك لأسباب مادية وثقافية وغيرهما.
وطالب «العسكرى» المصريين بالصبر والمشاركة فى نهضة التعليم ببلادهم، حيث يتجه العالم نحو التعليم الرقمى.
وأضاف أنه يجب تأهيل الطلاب لسوق العمل خلال السنوات المقبلة، خاصة فى ظل اختلاف تفكيرهم عن أقرانهم فى الماضى، ويجب أن نجد الوسائل المطلوبة لإيجاد تعليم مميز ومتكامل خلال الفترة المقبلة ولكن دون تعجل، لأن النجاح يمر بمجموعة من المراحل، والنجاح السريع «زائف».
وقالت دينا غباشى، خبيرة تكنولوجيا التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، إن مصر لديها نية صادقة فى تطوير التعليم والنهوض به، بدليل المؤتمرات القومية التى يتم تنظيمها لهذا الهدف، ومنها المؤتمر الذى استضافته جامعة القاهرة، والمؤتمر الحالى «مصر تستطيع»، وما يقوم به الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم، من مجهودات منذ توليه المهمة.
وأضافت «دينا» أن نتائج ما تقوم به مصر فى التعليم ستظهر خلال السنوات القليلة المقبلة، كما أن لديها فرصا كبيرة للاستفادة من أبنائها فى الخارج، ليس فقط بمجرد الحديث فى المؤتمرات المهمة ولكن بالمساهمة فى تطوير مشروعات التعليم ونقل الخبرات والتجارب فى الخارج، خاصة أن العالم كله يواجه نفس المشكلات ويبحث عن فرص تنمية وتطوير التعليم.
وتابعت أن المؤتمر فكرة هائلة بالنسبة لها، لأنها تبحث عن حلول لمواجهة التسرب من التعليم فى مصر، وتحسين البيئة التعليمية فى المدارس، وتنمية مهارات المدرسين والوصول للطلبة من خلال استخدام التكنولوجيا.
وأكدت خبيرة تكنولوجيا التعليم أن كل الشواهد تؤكد أن الدولة جادة فى تطوير التعليم، واتخذت خطوات فعلية تعدت مرحلة الحديث النظرى، مطالبةً بالاستفادة من التجارب الناجحة فى الدول الأخرى، لأنه لا يمكن تقييم هذه التجارب دون تطبيق.
وقالت سارة فهمى، أصغر عالمة مشاركة فى المؤتمر، وهى نائب الرئيس للشؤون الخارجية فى الائتلاف المتحد لطلاب الدراسات العليا فى جامعة كولورادو، إنها التقت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فى الإسكندرية، حيث تلقت منها دعوة لحضور المؤتمر، وكانت بالفعل ترغب فى المشاركة لرغبتها فى تقديم أفكار جديدة للمساهمة فى منظومة بناء المجتمع والمستقبل كله وتأسيس الطلاب بشكل صحيح.
وأضافت «سارة» إن مصر فى حاجة لمنظومة تعليمية متكاملة والاهتمام بالآداب والفنون، لافتةً إلى أنها ستعرض بحثاً فى المؤتمر لاستخدام الفنون فى المناهج الدراسية خصوصاً مع الأطفال.