تناول السيناريست محمد سليمان عبدالمالك، الدراما الطبية، في حلقة برنامج «ليل داخلي» على راديو «إينرجي»، وقال عبدالمالك إن الدراما الطبية هي تلك التي تتناول قصص عن أطباء أو قصص متعلقة بالطب، مشيرا إلى أنها دراما تربط الإنسان بحالته الجسمانية وهي جزء لا يتجزأ من تفكير الشخص، وهو ما يفسر النجاح الكبير الذي تحققه برامج الطب، إلا أن الأمر تحول إلى تجارة أكثر من كونه علم ومعرفة.
وأضاف عبدالمالك، أن هناك مصطلح اسمه «التشويق الطبي» بدأ في الروايات ثم انتقل إلى شاشات التلفزيون والسينما، وأن أطول مسلسل في التاريخ هو دراما طبية تنتج BBC حلقة أسبوعية منه منذ عام 1986، وحتى الآن تم إنتاج 1108 حلقات منه.
وأكد أن الخمسينات شهدت إرهاصات الدراما الطبية من خلال شبكة «إن بي سي» و«سي بي إس»، في مسلسلات مثل City Hospital، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح واستمرت موسم واحد أو اثنين، ووقتها لم تكن المواسم الطويلة قد وصلت لثقافة المتفرج الأمريكي.
وأوضح أن أول وأشهر طبيب في عالم الأدب هو الدكتور فيكتور فرانكشتاين بطل رواية الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي التي صدرت في 1818، وتحكي قصة عالم
يخلق مخلوقا عاقلا، مشيرا إلى أن «ماري» حلمت بهذه القصة وحولت حلمها إلى كتابة، وأنها كانت مدفوعة بمنافسة بينها وبين زوجها وصديق لهما حين أقاموا في سويسرا ودخلوا تحدي من يكتب أفضل قصة رعب، مشددا على أن هذه القصة أثرت كثيرا في الثقافة الشعبية العالمية، وأخذ عنها عشرات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والقصص الأدبية.
وأشار إلى أن أول معالجة مسرحية للرواية، كانت في دار الأوبرا الإنجليزية عام 1823، وأول معالجة سينمائية كانت عام 1910، وتابع أن رواية «دكتور زيفاجو» للأديب الروسي بوريس باسترناك، تنتقد الثورة الروسية بشدة، وهي كانت ممنوعة من النشر في روسيا، فهربها برويس إلى ناشر إيطالي، ونشرت في إيطاليا لأول مرة عام 1957، وقد منع من السفر إلى السويد لاستلام جائزة نوبل في الأدب، وتحكي الرواية قصة طبيب روسي يتمزق قلبه بين امرأتين، تحولت إلى فيلم عام 1965 بطولة عمر الشريف، وتم دعم الفيلم من جهات أمريكية وتكلف 11 مليون دولار وحصد 110 مليون دولار إيرادات، وقد ترشح الفيلم إلى عدد كبير من جوائزالأوسكار فاز منها بـ 5 جوائز.
وأردف أن مايكل كرايتون، هو شخصية حقيقية ولكن جمع بين الأدب والطب، فهو طبيب وأديب وسيناريست ومنتج ومخرج أمريكي توفي في 2008، هو وأغلب رواياته تحولت لأعمال سينمائية وبيعت بأكثر من 400 مليون نسخة، ومن أشهر رواياته «جوراسيك بارك».