منذ عام 1980 وحتى الآن، زادت معدلات الإصابة بالسمنة حول العالم للضعف، إذ وصل عدد المُصابين بهذا «المرض» إلى أكثر من 1.9 مليار شخص حول العالم، وتقول منظمة الصحة العالمية إن زيادة الوزن والسمنة تفتك بأرواح عدد أكبر مما يفتك به نقص الوزن.
فما هي السمنة، وما هي الأسباب المؤدية لها؟ وما الأضرار الناجمة عن الإصابة بها؟
تُعرَف السمنة بكونها تراكمًا غير طبيعي أو مفرطًا للدهون، ويُعد مؤشر الكتلة أحد الأساليب البسيطة لمعرفة إذا ما كان الشخص في طور السمنة أو معرضًا لها، وهو ناتج قسمة وزن الشخص على مربع طوله بالمتر.
ويُعد الشخص مُصاباً بالسمنة إذ كان مؤشر كتلة جسمه أكبر من 30، فيما يُعد وزنه زائدًا إذ ما كان مؤشر كتلته متراوحًا ما بين 25 و30.
تؤدي الإصابة بالسمنة لزيادة عوامل الخطر المتعلقة بالأمراض غير السارية، إذ يُمكن أن تُسبب الإصابة بها أمراض القلب والأوعية وبعض أنواع السرطان، والسكري، وزيادة ضغط الدم، وأمراض المفاصل التنكسية، وأمراض الكلى والسكتات الدماغية.
وهناك العديد من الأسباب المؤدية للسمنة، من ضمنها الزيادة في مدخول الأغذية التي تولد طاقة كثيفة، والغنية بالدهون، علاوة على الخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة.
وتقول الدراسات الحديثة إن الفقراء أكثر بدانة من الأغنياء، ففي دراسة امتدت لأكثر من 55 عاماً، استخدم الباحثون مجموعة من البرمجيات لإجراء مقارنة لمدى تغير وزن أطفال بريطانيين من عام 1946 وحتى عام 2001، شملت الدراسة فحص مؤشرات كتلة أكثر من 18000 طفل، حلل فيها الباحثون طبقتهم الاجتماعية، وكيفية تأثيرها على الوزن والطول، ليجدوا أن الأطفال الذين ولدوا في عام 1946 من الطبقات الاجتماعية الدُنيا كان لديهم متوسط وزن أقل من الأطفال الذين ولدوا لنفس الطبقات عام 2001، وهو الأمر الذي يعنى وجود زيادة في نسب السمنة بين الأطفال في نفس الطبقة الاجتماعية.
وبمقارنة مستويات السمنة لدى هؤلاء الأطفال بذويهم من نفس العمر لكن من الطبقات الاجتماعية الأعلى، وجد الباحثون إن مستويات السمنة تتزايد كلما زاد الفقر، إذ يميل آباء أطفال الطبقات الدنيا إلى تقديم طعام أرخص وغنى بالدهون أكثر وأسرع في عملية الطهي لأطفالهم.
البحث، الذي نُشر في دورية «لانسيت» الشهيرة، قال إن أطفال الفقراء «ضحية لأنظمتهم الغذائية الرخيصة» وهو ما يعرضهم للإصابة بـ«السمنة» وما يتبعها من أمراض.
وتشير دراسة أخرى فحصت نمط التأثر بالسمنة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن معدلات السمنة تميل إلى الزيادة مع انخفاض الدخل بين النساء، مؤكدة على أن الارتباط بالفقر في بدايات الحياة يعزز من الإصابة بالسمنة في المستقبل، إذ أن الأطفال الذين عانوا من الفقر في حياتهم المبكرة يُصابون بالسمنة في المراهقة بمعدلات أكبر من ذويهم الذين عاشوا حياة مبكرة متوسطة أو رغدة.
فيما قال تقرير صادر عن منظمة «هيليث كير» إن المناطق السكنية ذات الكثافات المرتفعة التي يعيش فيها الفقراء تتزايد فيها معدلات السمنة بسبب افتقارها للأغذية ذات الجودة العالية وعدم كفاية احتياجها من الخضروات الطازجة، ما يجعل السكان يميلون إلى تناول البدائل غير المكلفة التي تكون منخفضة في قيمتها الغذائية ومرتفعة في سعراتها الحرارية كما تحوي الكثير من الدهون والملح والسكريات الضارة.