استمرت الاعتداءات التي يشهدها شارعا «قصر العيني» و«الشيخ ريحان» في السيطرة على عناوين صحف القاهرة، الصادرة صباح الاثنين، مع ارتفاع أعداد المصابين إلى حوالي 500 متظاهر، وارتفاع عدد الشهداء إلى 11، حسب إحصاء رسمي.
ونشرت صحيفة «الشروق» تصريحات للواء عبدالمنعم كاطو، الذي يعمل مستشارًا لدى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يرى فيها أن المتظاهرين «عيال صايعة يجب إحراقهم في أفران هتلر».
كما استمرت الصحف في رصد ما يرد من أنباء جديدة حول نتائج الاقتراع في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب، بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات في مؤتمر صحفي عقد، الأحد، عن النتائج الرسمية للمرحلة الثانية.
أفران العسكري
احتلت تصريحات اللواء عبد المنعم كاطو، التي جاءت في تقرير على الصفحة السادسة لجريدة «الشروق»، اهتمام رواد الشبكات الاجتماعية، الذين تناقلوها، معربين عن دهشتهم للتصريحات التي توجب وفقًا لقوانين بعض الدول محاكمة قائلها.
حيث نقلت «الشروق» عن الخبير العسكري والمستشار لدى جهاز الشؤون المعنوية التابع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قوله: «الإعلام يحمي المجرمين»، مسائلاً محرر «الشروق»: «كيف تتعاطفون مع عيال صايعة يجب إحراقهم في أفران هتلر؟».
ورغم أن تقرير «الشروق» يتناول الإشكالية القانونية الخاصة بالجهة المنوط بها التحقيق فيما يشهده شارع «قصر العيني» من أحداث، تم خلالها فض الاعتصام السلمي القائم أمام المجلس منذ نهايات نوفمبر الماضي بالقوة، إلا أن اللواء «كاطو» أكد في تصريحاته للصحيفة أن «المدنيين الموجودين بالاعتصام اضطروا قوات الجيش للتدخل، بعد محاولاتهم إحراق مجلس الشعب والمجمع العلمي»، الذي تم حرقه بالفعل وقام متظاهرون بإنقاذ بعض مقتنياته.
وأكد «كاطو» في تصريحاته أن «المصريين الشرفاء يتهمون وسائل الإعلام بالديكتاتورية المقنعة والعمالة».
من يحكم مصر؟
وتصدرت أحداث شارع «قصر العيني»، التي أسفرت عن مقتل 9 متظاهرين، بعضهم بطلقات الرصاص الحي، عناوين ومساحات التغطية في صحف القاهرة الصادرة الاثنين.
واهتمت صحيفتا «الأهرام» و«الأخبار»، بإبراز فشل محاولات الهدنة والتهدئة، التي تصدى لها عدد من نواب مجلس الشعب الجدد ورموز من القوى السياسية.
وقالت «الأهرام» في عنوانها «العنف يتحدى مبادرات التهدئة»، أما «الأخبار» فقالت: «محاولات التهدئة فشلت والأزهر يطالب بحقن الدماء».
ونسبت «الأهرام» لـ«شاهد عيان» يدعى صبري إبراهيم شلبي، باعتباره مؤسسًا «للائتلاف الشعبي لحماية وإنقاذ مصر» وشاهدًا في قلب الأحداث، بحسب «الأهرام»، قوله: «نحو 500 شخص من البلطجية والمسجلين الخطر وأطفال الشوارع، يمارسون أعمال التخريب والحرق بعد تلقيهم تعليمات من شخصيات مجهولة».
ورصدت «الشروق» في عنوانها الرئيس تغيرًا نوعيًا في طرفي المواجهات الدائرة، وقالت: «العسكري يسحب جنوده، ويدفع بالأمن المركزي».
وفي توصيفها للطرف المواجه لقوات الأمن «العسكرية منها، والمدنية»، قالت «الشروق»: «إن الثوار المعتصمين في الميدان كانوا هم الطرف الثاني في الاشتباكات التي تشهدها منطقة محيط مجلس الشعب وقصر العيني بالقرب من ميدان التحرير».
وقالت الصحيفة: «ارتفعت أعداد الضحايا، حسب وزارة الصحة، إلى 10 شهداء و564 مصابًا» مضيفة أن أعداد المتظاهرين ارتفعت في ميدان التحرير وشارع «قصر العيني»، وشكل عشرات منهم لجانًا شعبية، لإنقاذ مقتنيات «المجمع العلمي» من مخطوطات وكتب نادرة.
كما نقلت تصريحات للحقوقي مالك عدلي، المحامي بمركز «هشام مبارك»، باعتباره واحدًا من 25 محاميًا أعلنوا اعتصامهم بمحكمة زينهم، احتجاجًا على عدم سماح النيابة بعرض المتهمين على طبيب مختص.
وقال «عدلي»: «إن شابًا يدعى محمد محيي حسن، يبلغ من العمر 26 عامًا توفي خلال عرضه على النيابة العامة متأثرًا بإصابته».
وأكد أن غالبية المتظاهرين المعروضين على االنيابة بتهم التجمهر وتخريب المنشآت، مصابون بكسور في أماكن متفرقة، وبعضهم يعاني أمراضًا مزمنة، والنيابة ترفض علاجهم قبل التحقيق.
واستعادت صحيفة «التحرير» من الأرشيف القريب صورة تجمع الرئيس المخلوع، مبارك، مع المشير طنطاوي والفريق سامي عنان، رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري، وتساءلت الصحيفة: «من يحكم مصر الآن المشير أم رئيسه؟».
وبجانب الصورة كتبت «التحرير» في افتتاحيتها: «من يحكم مصر الآن.. هل هو المجلس العسكري، الذي سلمه الشعب أمانة الحكم يوم 11 فبراير، فاستولى عليها، أم أن «مبارك» مازال يحكم من مقعده في المركز الطبي العالمي، وفلوله في طرة، ورجاله، الذين تعلموا طاعته في المجلس العسكري؟.. لم يتغير شيء، نفس العنف، نفس الهمجية في سحل المتظاهرين، نفس الغل في قتل وردة شباب مصر».
كما تساءلت الصحيفة في تقرير مدعوم بالصور إن كان «المجلس العسكري ومعه جهاز الشرطة قد تواطأ كلاهما لإحراق المجمع العلمي».
وفي مقدمة التقرير قالت «التحرير»: «كان بإمكان (العسكري) أن ينقذ تاريخ مصر، لكنه يبدو أنه ترك النيران تعمدًا أو تواطؤا، تلتهم المجمع العلمي ليومين متتاليين.. كان يمكن أن يفعل مثلما فعل نظام مبارك وأنقذ مجلس الشورى بالطائرات التي ترش المياه، لكنه فضل أن يواصل سحل المتظاهرين».
وأضافت الصحيفة أن «العسكري لم يتحرك وفضل ترك النيران تلتهم المجمع، رغم اقتحام الثوار للمبنى في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخطوطات وكتب».
ونقلت الصحيفة عن خبراء أمنيين أن «عدم تدخل قوات الجيش أو الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية لإنقاذ المبنى، يشير إلى كون ما حدث جريمة مدبرة ومخططًا لها»، مؤكدين أن تقاعس سيارات المطافئ عن الدخول للسيطرة على الحريق «يعد خيانة من قوات الشرطة والجيش».
كما نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى، صورة انتشرت، الأحد، على الشبكات الاجتماعية تظهر تطابقًا بين ملامح أحد ضباط الشرطة العسكرية المعتدين على المتظاهرين أمام مجلس الشعب، وبين أحد مشعلي حريق «المجمع العلمي»، متسائلة: «من الذي يحقق؟».
وقالت الصحيفة إن الصورة تكشف عن أن «العسكري، الذي قام بالاعتداء على إحدى المتظاهرات بشد شعرها وضربها، بينما يرتدي زيه العسكري كاملاً، هو نفسه الذي قام بعد ارتدائه لزي مدني برمي النيران في المجمع العلمي».
وأضافت: «نفس الوجه، نفس الملامح القاسية، نفس الغل، الذي ضرب به الضابط الناشطة التي تم سحلها وتعريتها، هو نفس الغل الذي مد به يده بكرة اللهب ليشعل بها تاريخ مصر في المجمع العلمي».
وأضافت «التحرير» أن «مبعوث المجلس العسكري ارتدى زيًا مدنيًا وأحرق المجمع العلمي، ثم ارتدى زيًا عسكريًا وقام بسحل فتيات مصر».
نتائج الانتخابات
ونشرت صحف القاهرة تفاصيل المؤتمر الصحفي، الذي أعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات نتائج المرحلة الثانية للانتخابات، التي جرت في 9 محافظات يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
وقالت صحف القاهرة نقلاً عن المستشار عبدالمعز إبراهيم: «إن نسبة التصويت في الجولة الأولى للمرحلة الثانية من الانتخابات بلغت 67% من المسجلين في الكشوف الانتخابية، وإن اللجنة تداركت في المرحلة الثانية معظم التجاوزات التي شهدتها المرحلة الأولى».
وأدان «عبدالمعز» جهة لم يسمها بالتعاون مع «المخالفين لقرارات الصمت الانتخابي من مستخدمي الشعارات الدينية».