صحف أجنبية: المجلس العسكري يؤكد فشله في إدارة مصر.. ويستخدم نظامًا ممنهجًا للعنف

كتب: ملكة بدر الإثنين 19-12-2011 12:55

ألقت معظم الصحف الأجنبية الضوء على الاشتباكات العنيفة التي يشهدها ميدان التحرير والشوارع المجاورة له، وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن الاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين أدت إلى وقوع 10 قتلى وأكثر من 441 مصابًا حتى الآن مع استمرارها لليوم الثالث على التوالي.

وأشارت إلى أنه تم توثيق العنف الذي تعاملت به قوات الأمن والجيش مع المتظاهرين، بما فيه استخدامهم للأسلحة والذخيرة الحية ضد العزل والتعامل معهم بقوة ووحشية، موضحة أن هذا يعني أن «القادة العسكريين الذين يحكمون مصر قد قرروا تصعيد العنف».

ورأت أن تلك الاشتباكات والأحداث العنيفة «تهز الثقة في المجلس العسكري الحاكم وتنفي ما أعلنه عن نيته في تسليم السلطة بشكل سلمي وديمقراطي»، كما ذكرت أن السبب في الأحداث هو قيام الجيش بهجوم ضارٍ على المحتجين ليل الجمعة، وسحلهم واعتقال عدد كبير منهم وحرق خيامهم.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن القتال الدائر بالقرب من ميدان التحرير وداخله أحيانًا «يؤكد وجود نظام بغيض ممنهج للعنف مع فقدان لمصداقية المجلس العسكري الذي يثبت أنه فشل في إدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة الحساسة».

من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن هناك تضاربًا في وسائل الإعلام المصرية حول سبب اندلاع العنف الجمعة الماضي، مشيرة إلى وجود «معركة محتدمة بين وسائل الإعلام المستقلة والأخرى الحكومية لإلقاء اللوم على المتسبب في الأحداث الجارية».

وأشارت إلى أن الحرب الإعلامية تضع الدعم الشعبي على المحك، خاصة مع بدء السباق بين البرلمان والمجلس العسكري على مقاليد السلطة ومن الذي سيتحكم في الحكومة الانتقالية ويضع الدستور الجديد.

ووصفت «نيويورك تايمز» تغطية وسائل الإعلام المستقلة والناشطين الحقوقيين بأنها كانت تبدو وكأنها «تتحدث عن بلد آخر بالمقارنة بتغطية التليفزيون المصري ووسائل الإعلام الحكومية»، خاصة بعد نشر مقاطع فيديو وصور متعددة توضح انتهاكات بشعة قام بها الجيش بحق المتظاهرين العزل، منها سحل المتظاهرين المدنيين وإطلاق النار عليهم، وآخرين قاموا بتمزيق ملابس وحجاب فتاة تعثرت أمامهم وبدأوا في التنكيل وضربها بوحشية.

في السياق نفسه، وصفت «إندبندنت» البريطانية مقطع الفيديو الشهير الذي تظهر فيه الشابة المحجبة وجنود الجيش يسحلونها ويضربونها بقسوة بالغة ويمزقون ملابسها في الشارع بأنه «وحشي وسيؤجج الأوضاع أكثر في أحدث موجة عنف تشهدها القاهرة».

واعتبرت الصحيفة أن ما حدث للفتاة التي استمر الجنود في ضربها بوحشية حتى بعدما فقدت الوعي «مهانة كبيرة لأي امرأة مصرية»، مشيرة إلى أن الجنود لم يكتفوا بضربها بالهراوات وتعرية جسدها وسحلها على الأسفلت، وإنما أصر واحد منهم على القفز على صدرها وبطنها أكثر من مرة بحذائه.

واتفقت معها صحيفة «تليجراف» البريطانية في أن الفيديو «أشعل غضب مصر أكثر من أي صورة أو فيديو آخر»، مشيرة إلى أن المواطنين الذين حاولوا إنقاذها من أيادي الجنود تلقوا نصيبهم من العنف والضرب والسحل، فيما تلقى المحتجون الذين حاولوا إبعاد الجنود بإلقاء الحجارة عليهم سيلًا من رصاص أحد المجندين.

وأكدت «تليجراف» أن الجيش المصري الذي يواجه انتقادات عنيفة بسبب إدارته للفترة الانتقالية للبلاد منذ تنحي مبارك في فبراير الماضي «فعل كل ما بوسعه لمنع فيديو ضرب الفتاة المحجبة من الظهور، وقام باقتحام البيوت الموجودة في ميدان التحرير وبالقرب منه كما صادر عددًا كبيرًا من كاميرات التصوير، بحسب أقوال المراسلين الموجودين».

وأشارت إلى أن الجيش يعول على المواطنين المصريين الذين يكرهون المحتجين ويعتبرونهم «بلطجية يسعون لتخريب البلد ومنع الاستقرار»، معتمدًا على وصفه المحتجين والثوار في الإعلام الرسمي بأنهم «يسعون لتنفيذ ثورة مضادة ويتلقون تمويلًا أجنبيًّا للمؤامرة على البلاد».

من ناحية أخرى، أوضحت «تايم» الأمريكية أن ما يحدث منذ يوم الجمعة الماضي ما هو إلا «حلقة جديدة من سلسلة الانتهاكات الوحشية التي تمارسها قوات الأمن المصرية على الثوار».

وأضافت أن تلك الاشتباكات تلقي بشك كبير على قدرة الانتخابات البرلمانية الجارية في منح مصر الاستقرار أو التعامل مع القضايا السياسية الملحة بشكل مناسب، مشيرة إلى أن المجلس العسكري منذ توليه السلطة في فبراير وحتى الآن «بذل كل وسعه باستمرار للحد من تأثير أي حكومة مدنية جديدة».

واعتبرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن يوم ضرب الفتاة وتعريتها في الشارع المصري هو «يوم العار في الشرق الأوسط»، مؤكدة أن نساء مصر تتمتعن بالشجاعة رغم كل ما حدث، ونشرت عدة صور لانتهاكات بالغة القسوة تعرضت لها النساء أمام مجلس الوزراء وفي ميدان التحرير على يد قوات الأمن.