«خبراء»: مصر أكثر الدول تضرراً من بناء السدود

كتب: أيمن حمزة الأحد 29-05-2011 20:15


أرجع الدكتور نادر نورالدين، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، الصراع بين مصر ودول حوض النيل إلى فقر نهر النيل مائيا، على الرغم من كونه أكثر الأنهار طولاً، وأن دولتى المصب - وهما مصر والسودان - تحصلان على 90% من مياه النيل، بينما تحصل دول المنابع على 10% فقط.


وأكد «نورالدين» أن مصر هى أكثر دولة يمكن أن تتضرر ببناء أى سدود على نهر النيل، وأن دول المنابع لا تعانى من مشكلة فى الموارد المائية على الإطلاق، بل إن بعض الدول تعانى من فائض فى المياه التى تغمر الأراضى الزراعية، وذلك بسبب وفرة مياه الأمطار والاعتماد عليها بشكل كبير، بعكس دول المصب خاصة مصر.


وأشار «نورالدين»، خلال الندوة التى نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية بعنوان «مصر ودول حوض النيل»، إلى أن موارد إثيوبيا المائية على سبيل المثال هى أكثر من ضِعْف موارد مصر، وأنها تتمتع بوجود حوالى 18 نهراً داخل وخارج حوض النيل.


وأوضح أن نسبة الاعتماد على مياه النيل كمورد مائى فى مصر تبلغ 98.5%، كما تبلغ 66% فى السودان، وتصل إلى 30% فقط فى الكونغو، و10% فقط فى إثيوبيا، مشيرا إلى أن نسبة الزراعة المروية التى تعتمد على مياه الأنهار لا الأمطار تصل إلى 98.5% فى مصر، بينما تبلغ 3% فى الكونغو، و2% فى أوغندا، و9% فى كينيا، و1% فى رواندا.


وأكد أن هذا الصراع له خلفية سياسية واستراتيجية أيضا، وأن النيل الأزرق الذى تعتزم إثيوبيا بناء السدود عليه يمد مصر بحوالى 86% من المياه، لذلك فهو يعتبر شريان الحياة لمصر، وأن «من يرد أن يسيطر على مقدرات المصريين يسيطر على النيل الأزرق»، مشيرا إلى أن إثيوبيا تعتزم بناء 4 سدود على النيل الأزرق، بالإضافة إلى سد النهضة.


وأضاف أن إثيوبيا اختارت هذا الاسم لتحشد الشعب لدعم المشروع باعتبار أنه سيكون سببا من أسباب نهضة الدولة، وبالتالى يصعب التراجع عنه.


وطرح «نورالدين» عددا من التساؤلات حول موقف مصر من إثيوبيا إذا استمرت فى خططها لإنشاء السدود، مثل: هل تستكين مصر للوضع الراهن؟ هل تتعاون مصر مع دول أفريقية محيطة للقيام بمناورات واتفاقيات دفاع مشترك؟ هل تأتى مفاوضات الضعف وعدم الاعتماد على خطاب القوة بنتيجة؟ هل حرب المياه مقبلة؟


من جانبه، قال الدكتور ماهر صالح، رئيس قسم الأراضى والمياه بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، إن قضية مياه النيل هى قضية مركزية فى التنمية والسياسة والصراع العربى - الإسرائيلى، كما أنها محور الجغرافيا السياسية وأساس الصراعات والتدخلات الخارجية، مؤكدا أن أزمة حوض النيل من أخطر المشكلات التى تواجه المنطقة العربية، وأنه من المتوقع أن يصل نصيب الفرد من المياه فى المنطقة العربية عام 2025 إلى 667 متراً مكعباً، وأقل من 50 متراً مكعباً فى مصر.