«إيمان» بين التليفزيون والبلكونة بحثاً عن حقيقة ما يحدث «تحت البيت»

كتب: حنان شمردل الأحد 18-12-2011 18:06

لا تصدق كل ما تشاهده على شاشات الفضائيات، فيكفى أن تخرج من بلكونتها، لتتأكد بنفسها مما تنقله الشاشات، وبناءً عليه تتخذ الأسرة القرار: هننزل من البيت أو هنفضل قاعدين فيه.

بين التليفزيون والبلكونة، تقضى «إيمان» وأسرتها معظم أوقات اليوم، خاصة بعد اندلاع أحداث مجلس الوزراء على مقربة من بيتها، إذ تسكن شارع سعد زغلول الملاصق لشارع حسين حجازى، موقع الأحداث، وتعتبر الأسرة المكونة من 6 أشخاص شاهد عيان على كل ما يحدث فى المنطقة.

«إيمان»، ربة منزل، تسكن وشقيقاها وأبناء شقيقها سوياً، لكنها لا تجد منطقاً فى تواجد الأطفال، وتبرر: أخويا بيسيب شقته فى المعادى ويقعد عندى عشان مدارس ولاده، لكن تقريباً الأولاد ماراحوش المدارس، حتى المدرسين بيخافوا ييجوا يدوهم الدروس فى البيت من ساعة اعتصام مجلس الوزراء، بصراحة إحنا اتحبسنا فى سجن مفتوح.

وتروى: نظرت من البلكونة، وشاهدت شباباً لا يزيد عمر أكبرهم على 17 سنة، يجرون وخلفهم قوات الجيش، المشهد كان مرعباً، فلا هؤلاء هم ثوار 25 يناير، ولا الجيش كان جيشنا الذى حمانا فى 25 يناير، تصورت فى البداية أنهم لصوص، لكن معركة الطوب والحجارة أعادت إلى ذاكرتى مشهد شارع محمد محمود.

ورغم أنها تابعت الأحداث منذ بدايتها، لا تملك «إيمان» إجابة عن سؤال: مين اللى بدأ أولاً؟.. فهى ترى الطرفين مدانين، وأن الضحية الوحيدة لما يحدث هى مصر، وقالت: أيوه مصر.. واللى زينا، اللى مش عارفين يخرجوا من بيوتهم، اللى خايفين من قنبلة تهد البيت على دماغهم، اللى بيجيبوا طلباتهم بالشهر عشان مش عارفين ينزلوا الشارع، اللى البواب بالنسبة لهم هو الأمل الوحيد.