أبواب الرزق لا يغلقها إلا الشديد القوى.. بهذا المنطق يعملون، حتى مع المواجهات والدماء التى تسيل أمام مجلس الوزراء، لذا لم يكن مشهده غريبا، إذ توجه صباح الاحد إلى محل التصوير الخاص به الكائن فى شارع قصر العينى، فتحه بصورة عادية، لكنه لم يجلس داخله، بل استقر بكرسيه أمام المحل، بحثا عن زبون، وترقبا لأى حركة غير عادية فى الشارع.
لم يعبأ «طارق محمود على» بالمشاهد التى كان شاهدا عليها صباح الجمعة، ولا بخطورة الوضع أمام مجلس الوزراء، لكن الوضع سيكون أخطر إذا ما أغلق محله، إذ يعنى هذا بالنسبة له «موت وخراب ديار».
يعتمد طارق فى زبائنه على رواد السفارات المحيطة بالمنطقة «الأمريكية والسعودية والبريطانية» إذ يحتاجون صوراً فورية شخصية، وعلى بعض زبائن المنطقة، ورغم أن التوجه للسفارات فى ظل هذه الأوضاع أصبح صعبا، ونزول سكان المنطقة من بيوتهم أكثر صعوبة، رغم هذا وذاك، فإن إغلاق المحل فأل شؤم، لن يلجأ إليه، حسب تأكيده.
ربما يكون موقف طارق مقبولا، لكن موقف «فتحى حسن» - أحد العاملين بمحل عصير - غريب، إذ ظل واقفا فى محله، يروى عطش المتظاهرين، ويعمل بصورة طبيعية، لكنه ينوى الانضمام للمتظاهرين إذا ما استمر استخدام العنف ضدهم، وبرر: «أنا واحد أرزقى ومستحيل أقفل المحل اللى بيعيشنى أنا وأولادى وأولاد أخويا اللى بيعتمدوا عليا فى كل المصاريف، ومستحيل أدخل عليهم وأقولهم اشربوا من البحر يعنى، ورغم أن العمال اللى شغالين معايا خافوا ينزلوا النهارده وأنا الوحيد اللى جيت والإقبال شبه منعدم، لكنى لن أغادر محلى وأكل عيشى».