أكد المشاركون في جلسة «سياسة وتوجيه الأعمال» التي أقيمت خلال فعاليات اليوم الأول لمنتدى «إفريقيا 2018» في مدينة شرم الشيخ اليوم، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في الفترة من 8- 9 ديسمبر الجاري، على ضرورة تضافر جهود الحكومات الإفريقية والقطاع الخاص لمواجهة التحديات التي تواجه رواد الأعمال والتي تتمثل أغلبها في تحديات غير مالية، يجب معالجتها لتعزيز الابتكار والتعاون وخلق بيئة أكثر ملاءمة لرواد الأعمال، وتمكينهم بهدف تحفيز النمو وخلق فرص العمل والوظائف في المنطقة.
قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إن التمويل لم يعد المشكلة الرئيسية التي تواجه رواد الأعمال في مصر، في ظل مبادرات البنك المركزي الذي تُتيح التمويل اللازم بتكلفة منخفضة وبتسهيلات كبيرة، مشيرا الى وجود بعض التحديات غير المالية التي تواجه رواد الأعمال تتمثل أبرزها في نقص الخبرات الإدارية والفنية لدي القائمين على تلك المشروعات والتي تتطلب تقديم مزيدا من الدعم لهم في ذلك الإطار.
وأشار إلى أن الحكومة بصدد إصدار قانون لتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي يتضمن تخفيض حجم الضرائب المفروضة عليهم، وانخفاض الفوائد على القروض الممنوحة لهم.
وأكد معيط على أهمية وجود رواد أعمال في الاقتصاد المصري، وذلك لدورهم الكبير في توفير وظائف جديدة، وتخفيف العبء عن الحكومة، في ظل محدودية قدرة الحكومة على خلق المزيد من الوظائف في أجهزتها، موضحا أن الحكومة تسعى لابراز قصص نجاح رواد الأعمال وتوفير المبادرات اللازمة لنجاحهم.
وأوضح وزير المالية أن 60% من الاقتصاد المصري يندرج تحت القطاع غير الرسمي، مشيرا إلى سعي الحكومة لجذب المزيد من الشركات تحت المنظومة الرسمية، مؤكدا أن قانون الإفلاس والشركات ساعد بشكل كيبر على جذب الشركات غير الرسمية، بالإضافة إلى تحسين وضع مصر في مؤشر ممارسة الأعمال.
من جانبها، أشارت ايفيانوا اجوشوكو مديرة الشراكات والتقييم لمؤسسة توني ايلميلو الرواندية، إلى اتباع المؤسسة فلسفة اقتصادية تقوم على رأس المال الأفريقي، حيث تؤمن أن التحول والتطور في القارة السمراء يعتمد بشكل أساسي على القطاع الخاص وريادة الأعمال.
وأوضحت أن رواد الأعمال يؤثرون في المجتمع من خلال مشروعاتهم وليس فقط تدبير تكاليف معيشتهم، الأمر الذي يضعهم على عجلة قيادة القارة إلى التنمية الحقيقية. وشددت على ضرورة دعم القطاع الخاص لرواد الأعمال فنيا وماديا، كنوع من رد الجميل للمجتمع خاصة في ظل تحقيق الأرباح من خلال العمل فيه.
ومن جانبه أكد سيرجيو بيمنتا نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولة للشرق الأوسط وأفريقيا، على أهمية بناء قدرات ومهارات رواد الأعمال الشباب ومساعدتهم بشكل فني وتقني وعدم اقتصار الدعم على الجانب المادي فقط، وذلك من خلال مساعدتهم في الإلتقاء بكبار الشركات ورجال الأعمال للاستفادة من خبراتهم.
وتابع: «لابد من عمل شبكة تواصل بين المشاريع الجديدة لرواد الأعمال والشركات الكبيرة ذات التأثير في المجتمع لتبادل الخبرات، والقيام بدور المستشار الفني لهذه المشاريع».
وطالب سيرجو الحكومات الأفريقية بضرورة خلق نظام بيئي لإنجاح المشاريع الريادية في أفريقيا، من خلال توفير بنية تحتية تقنية، ودعم رواد الأعمال واشراكهم في عمليات التنمية، وتعميق دور القطاع الخاص في تمويل المشروعات القومية المختلفة مثل مشروعات الرعاية الصحية وغيرها.
فيما دعت كاثرين ماهوجو عضو مبادرة «أفريكا نيكست ستارت أب» وإحدى شباب رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، إلى تغيير الفكر تجاه عمل المرأة ، بالإضافة إلى تيسير الإجراءات اللازمة للحصول على قروض لبدأ مشروعاتهن الجديدة وخفض أسعار الفائدة عليها.
وقال أليخاندروا ألفاريز دي لا كمبا مدير الممارسات لمؤسسة التمويل الدولية بالشرق الأوسط وأفريقيا، أن هناك بعض الدول في إفريقيا تقوم بتقييد عمل المرأة ورائدات الأعمال وأحيانا يتم منعهن نهائيا من ممارسة الأعمال.
وأشار إلى ضرورة إلتقاء رائدات الأعمال مع شباب رواد الأعمال من الرجال للحصول على خبراتهم في ظل منعهن لسنوات طويلة من المشاركة في بيئة الأعمال، وبالتالي تعويض الخبرات التي تنقصهم بعد إتاحة الفرصة والتمويلات لهم.