علي جمعة يعلق على مقولة «الإسلام انتشر بحد السيف»

كتب: بسام رمضان السبت 08-12-2018 20:29

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في رده على مزاعم انتشار الإسلام بحد السيف، إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: «أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ»؛ فالرسول أمر بنشر الإسلام، والتبليغ به والقتال من أجله، وبعد ذلك قال الله تعالى: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».

وأضاف جمعة، خلال حواره مع الإعلامي حسن الشاذلي، في برنامج «والله أعلم»، المذاع عبر شاشة «سي بي سي cbc»، السبت، «أن القتال لابد أن يكون له شروط، منها أن يكون في سبيل الله، وأن يكون قتالا وليس قتلا، وأن نرد العدوان بالعدوان، والله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نمثل بالجثث، ونكرم الأسرى، فالإسلام دين متكامل به قواعد الحرب والسلام».

وأكد أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة 14 سنة، ولم يرفع السلاح على أحد، وأنه عندما ذهب للمدينة كانت هناك حروب وغزوات، لكنها كانت للدفاع عن دينه وأصحابه، والشرط في القتال أن يكون جهاد دفع.

كما تحدث الدكتور على جمعة، عن حكم الردة، موضحا أنه لا يتعارض مع «لا إكراه في الدين»، شارحا: «قتل المرتد ندرسه في باب الحدود وليس في باب الإكراه على الدين، وهو من العقوبات التي فهمنا من مشايخنا عبر القرون أنه للزجر، ألا يقع الإنسان في جريمة الردة، فهناك حد من الحدود يسمى حد الردة، لكن لاعلاقة له بالدين أو الإكراه على الدين، ويكون تطبيقه في القضاء».

وأوضح أن الله أباح للنبي قتل من ارتد وكذلك المرجفين الذين يتعاملون بالعنف والسلاح، أو الخارجين على النظام العام خروجا مسلحا، وهو مايسمى حاليًا بـ«الإرهاب»، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا»، وبالرغم من ذلك لم يثبت أن النبي قتل أي مرتد.

وأردف عضو هيئة كبار العلماء: «يجوز لولي الأمر إذا رأى ارتدادًا مقرونًا بعنف وسلاح أن يقتل، وحد الردة لا يثبت إلا بالقضاء، الجماعة الإرهابية ليست مرتدة، لكنهم مرجفون ولهذا يستحقون القتل، فالمرتد المرجف يقتل، والمسلم المرجف يقتل، أما المرتد المسالم لا يقتل».

واختتم: «من يتلاعبون بالدين بسخافة فهذا قلة أدب، كمن يحل الخمر أو يتحدث عن أن الحجاب ليس فرضًا، أو يتحدث عن الصلاة دون وضوء، إحنا مطمئنين على ديننا لأنه لايبقى إلا الحق في النهاية».​