بوادر انفراجة فى أزمة «الصحراء المغربية» بعد «6 سنوات عجاف»

كتب: خالد الشامي الجمعة 07-12-2018 17:10

بدأت قضية الصحراء المغربية المعروفة بـ«البوليساريو» تأخذ منعطفا جديداً عقب المباحثات التي شاركت فيها أطراف النزاع (المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو) في جنيف، على مدار يومين، ومن ثم الإعلان عن مباحثات جديدة في الربع الأول من العام المقبل، ويعتبر جلوس الأطراف على مائدة التفاوض سبيلا للخروج بحل سلمى ينهى الصراع القائم منذ عقود طويلة.

وتعتبر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الأطراف الأربعة للنقاش بدون شروط مسبقة، في حضور المبعوث الشخصى إلى الصحراء، الرئيس الألمانى السابق هورست كوهلر، خطوة جيدة للتهدئة، حيث ذكر الأخير أن هناك إمكانية للتوصل إلى «حل سلمي» للنزاع في المنطقة، بعد اجتماع ممثلى الأطراف حول طاولة مستديرة في جنيف لأول مرة منذ 2012، ولفت إلى أنه لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه.

وقال وزير الخارجية المغربى ناصر بوريطة، إن المحادثات جرت «فى أجواء جيدة جدا»، وأضاف أنها لا تكفى، داعيا إلى ترجمة تلك الأجواء إلى إرادة حقيقية، لتغيير هذا الوضع، مشيرا إلى أن الروح البناءة التي سادت اللقاء لا تكفى للتوصل إلى تسوية هذا النزاع«.

وتابع «بوريطة» عقب انتهاء المائدة المستديرة برعاية الأمم المتحدة، أن بلاده مستعدة لحضور جميع اللقاءات إذا توفرت إرادة حقيقية لدى أطراف النزاع، فيما اعتبر حضور الجزائر، لأول مرة وجها لوجه مع المغرب، ساهم في تعزيز المائدة المستديرة، كما أن النقاش في كل نقاط جدول الأعمال، لم يكن معمولا به في الاجتماعات السابقة.

وأوضح أن مشاركة المغرب في طاولة المحادثات وفق مرجعية قرارات مجلس الأمن الأخيرة، خاصة الفقرة الثانية من قرار 2440 التي تشير إلى أن هذه اللقاءات تهدف إلى التوصل إلى حل واقعى عملى قائم على التوافق، لكنه حذر من استنزاف الجهد والوقت بدون إحراز أي تقدم يذكر.

وشارك في الاجتماعات في قصر الأمم المتحدة بجنيف على رأس الوفد المغربى وزير الخارجية ناصر بوريطة، والوفد الجزائرى بقيادة وزير الخارجية عبدالقادر مساهل، بالإضافة إلى الوفد الموريتانى بزعامة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الخارجية، إلى جانب وفد جبهة البوليساريو يتقدمه خطرى أدوه>

وجددت فيه الحكومة الموريتانية موقفها بالحياد التام والدفع بأطراف النزاع إلى التوصل إلى حل لهذه القضية، وقال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن هناك أجواء من الجدية والالتزام والصراحة والاحترام المتبادل، فيما أشار وزير الخارجية الجزائرى إلى أن بلاده ستواصل دعم جهود المبعوث الأممى لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بنزاع الصحراء.

وفى نهاية الشهر الماضى، دعا المغرب، الجزائر للرد على مبادرة الملك محمد السادس، لإنشاء لجنة سياسية مشتركة للحوار بشأن القضايا الخلافية بين الجارتين، وتنظر المغرب إلى الجزائر بأنها طرفا في نزاع الصحراء المغربية.

وأثناء الاجتماع الأخير في جنيف، أعلن رئيس وفد جبهة البوليساريو، المشاركة في المائدة المستديرة التي دعت إليها الأمم المتحدة في الربع الأول من العام المقبل، إلا أنه تمسك بمطلب الاستفتاء وتقرير المصير، لكن المغرب يرفض هذا المطلب ودعا إلى الحكم الذاتى تحت إدارة المغرب.