خطايا السنوات الثلاث.. ما الذي يحتاجه الأهلي في يناير للخروج من أزمته؟

كتب: محمد البرمي الأربعاء 05-12-2018 14:08

خلال السنوات الثلاث الماضية، كرر الأهلي نفس الأخطاء دون أي جديد، وفي النهاية يدفع الفريق ثمناً باهظاً حتى في أفضل فترات الأداء مع المدير الفني السابق حسام البدري، كانت نفس الأخطاء والتي غالباً ما تكون نهايتها سيئة، خاصة في دوري أبطال أفريقيا.

خطايا السنوات الثلاث

خلال السنوات الثلاث الماضية، احتاج الأهلي صانع ألعاب بديلا لعبدالله السعيد والذي تجاوز عمره الثلاثين ولم يكن بمستوى ثابت مع الإجهاد الذي يصيبه، كما أن كل اللاعبين في الأهلي لم يجيدوا لعب الدور كما يقوم به أفضل صانع ألعاب في الدوري المصري خلال السنوات الماضية، ورغم معرفة الكابتن حسام البدري بأن صالح جمعة لا يمكن أن يقدم مستوى ثابتا أو يلعب دور البديل، لكنه كان يعتمد عليه.

من الأزمات الأخرى التي لم تعالج خلال السنوات الماضية مركز قلب الدفاع، الذي عانى كثيراً بخروج أحمد حجازي للاحتراف في الدوري الإنجليزي، دون توفير بديل على نفس القدر من المستوى، وتفضيل الكابتن حسام البدري لسعد سمير الذي قدم موسماً كبيراً 2016-2017، لكن لم يدرك «البدري» أن سمير لا يظل لفترة على نفس المستوى، ومع إصابة رامي ربيعة وغيابه ما يقرب من موسم وتراجع مستوى سعد سمير أصبح دفاع الأهلي ضعيفاً.

القائمة الأفريقية هي الأخرى لا تزال صداعا في رأس أي مدير فني، رحل بيسيرو، ومارتن يول، وفتحي مبروك، وحسام البدري، ثم كارتيرون، وفي الكثير من الأحيان يأتي المدرب الجديد ليرث قائمة محلية وأفريقية من لاعبين لم يخترهم، وبعضهم لا يقتنع به، بالتالي يدفع الأهلي ثمناً غالياً، كان آخر هؤلاء المدربين كارتيرون.

كارتيرون خلال مباراة الأهلي و وفاق سطيف الجزائري في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا - صورة أرشيفية حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي خلال مباراة فريقه أمام طنطا في الدوري الممتاز - صورة أرشيفية مارتن يول - صورة أرشيفية

غياب لجنة الكرة

أكثر النقاط التي تمثل مشكلة في الأهلي أيضاً خلال السنوات الثلاث الماضية هي غياب لجنة كرة حقيقة كما كانت في عهد الكابتن حسن حمدي، الرئيس الأسبق للأهلي، والتي ضمته ومعه الكابتن محمود الخطيب الرئيس الحالي وأسطورة النادي الراحل طارق سليم، ومن بعده هادي خشبة.

حاول محمود طاهر خلال فترة وجوده إحياء فكرة لجنة الكرة بإدخال الكابتن أنور سلامة وطه إسماعيل وعلاء عبدالصادق، لكن بسبب استئثاره بالقرار، فشلت اللجنة، ومن وقتها لم ترَ لجنة الكرة في الأهلي النور، وهي اللجنة المسؤولة عن مراجعة المدير الفني واختياراته وقائمة الفريق، بحيث إذا فشل المدير الفني تكون الأضرار أقل لكن ذلك لم يحدث حتى في عهد الكابتن محمود الخطيب.

المصري اليوم تحاور«محمود طاهر» - صورة أرشيفية حسن حمدى والخطيب فى إحدى المناسبات - صورة أرشيفية

في منتصف نوفمبر الماضي، كان مجلس إدارة الأهلي يضع شرطاً وحيداً لباتريس كارتيرون للاستمرار كمدير فني للأهلي، وهو أن يصعد بالفريق إلى دور الثمانية بالبطولة العربية، ورغم بعض التأكيدات أن ذلك لن يكون سبباً كافياً لبقاء الفرنسي إلا أن الأهلي ترك له مساحة كاملة لاختيار القائمة الأفريقية، بعدها خرج الأهلي من البطولة العربية، ثم رحل كارتيرون تاركاً إرثا للمدير الفني القادم وهي القائمة الأفريقية.

الأهلي أرسل للاتحاد الأفريقي قائمة ضمت كلا من حراسة المرمى: محمد الشناوي، شريف إكرامي، علي لطفي.

خط الدفاع: أحمد فتحي، محمد هاني، ساليف كوليبالي، سعد سمير، محمد نجيب، على معلول، أيمن أشرف.

خط الوسط: حسام عاشور، عمرو السولية، هشام محمد، كريم نيدفيد، إسلام محارب، محمد شريف، ميدو جابر، أحمد حمودي، وليد سليمان، ناصر ماهر.

خط الهجوم: وليد أزارو، صلاح محسن، مروان محسن.

وقرر الفرنسي كارتيرون قيد ٢٣ لاعبا وترك ٧ أماكن شاغرة للانتقالات الشتوية، بالإضافة لعدم قيد أي من اللاعبين المتواجدين بقائمة الانتظار، وهم صالح جمعة ورامي ربيعة وجونيور أجايي وعمرو بركات وعمرو جمال، خاصة أنه لن تتم الاستفادة منهم قبل الانتقالات الشتوية، لحين حسم موقفهم من القيد محليا مع إضافة أسماء بعضهم في القائمة الثانية بعد مقارنتهم مع الصفقات الشتوية.

ولا يحق للأهلي سوى إضافة 5 لاعبين جدد في يناير وفقا للائحة المحلية، وبالتالي سيقيد كارتيرون 25 لاعبا في القائمة الأفريقية، مع إضافة 5 صفقات في يناير، ليبقى هناك مقعدان شاغران في فرصة ذهبية أمام لاعبين من قائمة الاحتياط أو أحد اللاعبين الذين تم استبعادهم من القائمة الأولى المرسلة للكاف.

مباراة الأهلي و الترجي التونسي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا - صورة أرشيفية
خطايا القائمة الأفريقية من جديد

بالنظر إلى القائمة الأفريقية وما يحتاجه الأهلي خلال الفترة الماضية، ستتمثل العديد من الأزمات للفريق خلال الفترة القادمة.

1- الأهلي قيد كوليبالي الذي على ما يبدو لن يستمر كثيراً مع الفريق بعد تراجع مستواه وحاجة الفريق للاعب أفريقي بمستوى أفضل، خاصة في مركز الديفندر، بالتالي سيخسر الأهلي لاعباً في القائمة، كما تم قيد محمد نجيب رغم وصول سن اللاعب لـ 36 سنة، وهو ما يهدد استمراره مع تكرار الإصابات، في حين لم يتم قيد أحمد علاء أو رامي ربيعة (غير مقيد في القائمة المحلية)، بالتالي سيكون الأهلي في أزمة كبيرة على مستوى الدفاع بخروج كوليبالي.

2- في وسط الملعب هناك شكوك حول استمرار بعض اللاعبين، مثل ميدو جابر وأحمد حمودي، وربما إسلام محارب، كما تم استبعاد مؤمن زكريا من القائمة، والآن تم تجديد العقد، إذن سيكون الأهلي مطالباً بقيده مع إضافة لاعبين مثل محمد محمود اللاعب الجديد وصفقات أخرى في الخط الأمامي مثل حسين الشحات في حال تم ضمه أو مهاجم آخر وديفندر، خاصة أن هشام محمد لم يقدم مستوى مطلوبا وتكرار إصابات حسام عاشور وعدم قدرته على الاستمرار بشكل أساسي مع تقدمه بالسن.

اللاعب أحمد علاء - صورة أرشيفية رامي ربيعة - صورة أرشيفية ساليف كوليبالي خلال مباراة المصري البورسعيدي و الأهلي في الدوري الممتاز - صورة أرشيفية

ما الذي يحتاجه الأهلي في يناير؟

الأهلي في يناير سيكون مضطراً لضم كل من صالح جمعة ورامي ربيعة وجونيور أجايي على الأقل للقائمة المحلية والأفريقية، بالتالي ستكون لديه أزمة في إضافة اللاعبين الذين سيضمهم في يناير المقبل وقد يصل عددهم على الأقل 5 لاعبين وفقاً لحاجة الفريق.

مع خروج لاعبين من قائمة الأهلي الأفريقية، ستكون هناك مشكلة، خاصة أن البطولة ستلعب وتنتهي في فترة قصيرة وصعوبة الاعتماد على لاعبين محليين غير مقيدين في القائمة الأفريقية، لكن ما الذي يحتاجه الأهلي في يناير؟

1- يحتاج الأهلي في يناير لمدافع قوي صاحب خبرات قوية بعد تراجع مستوى سعد سمير وكوليبالي وحاجة أحمد علاء لفترة للتأقلم واللعب بشكل مستمر، وهو ما يعني أن الفريق سيكون عليه التعاقد مع لاعب متميز في هذه المنطقة.

الأهلي يفكر في لاعبين مثل محمود متولي، (يجيد اللعب في وسط الملعب وقلب الدفاع) وباهر المحمدي (يجيد اللعب في قلب الدفاع وظهير أيمن) من الإسماعيلي، وهناك أيضاً علي غزال (يجيد اللعب في وسط الملعب وقلب الدفاع) وعمرو طارق (يجيد اللعب ظهيرا أيسر وقلب دفاع) وكلاهما محترف في الدوري الأمريكي.

لكن المشكلة التي سيواجهها الأهلي هي عدم القناعة بمستوى علي غزال وعمرو طارق الذي سبق أن كان على وشك التعاقد مع الأهلي، لكن توقفت الصفقة، وصعوبة تخلي الإسماعيلي عن محمود متولي وباهر المحمدي.

اللاعب عمرو طارق - صورة أرشيفية اللاعب محمود متولي - صورة أرشيفية علي غزال - صورة أرشيفية باهر المحمدي خلال مباراة مصر و النيجر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية - صورة أرشيفية

2- مستوى الظهير الأيسر صبري رحيل السيئ يرشحه منذ موسمين للخروج من الفريق، لكن تمسك حسام البدري باستمراره حال دون ذلك، ومع الاعتماد على علي معلول لم يدرك الأهلي خطورة هذه المنطقة قبل أن يفكر النادي أخيراً في التعاقد مع محمود وحيد، لاعب المقاصة، وهو خيار جيد أيضاً سيمنح الأهلي فرصة جيدة لتحرير أيمن أشرف والعودة لقلب دفاع، وهو مركز يجيده بشكل أفضل من اللعب كظهير أيسر.

مباراة المقاصة و وادي دجلة في كأس مصر - صورة أرشيفية أيمن أشرف لاعب الأهلي - صورة أرشيفية

3- يحتاج الأهلي لاعبين اثنين على الأقل في مركز وسط الملعب، ومع صعوبة ذلك في يناير، فالأهلي سيكون مضطراً للتعاقد مع لاعب مع تراجع مستوى حسام عاشور بسبب الإجهاد والإصابات ومستوى هشام محمد غير المستقر وعدم ثبات مستوى عمرو السولية.
هشام محمد خلال مباراة الأهلي و الأسيوطي في الدوري الممتاز - صورة أرشيفية صراع على الكرة بين حسام عاشور ولاعب الترجى التونسى - صورة أرشيفية

4- أزارو لاعب مميز جداً، لكن عدم تركيزه ورغبته في الرحيل أثرت بشكل سلبي على مستواه، بالإضافة لإهداره الفرص السهلة أيضاً، فمن الأفضل أن يفكر الأهلي في بيعه والتعاقد مع مهاجم من شمال أفريقيا مثل (بن حليب مهاجم الرجاء) أو مهاجم أفريقي قوي يجيد إحراز عدد كبير من الأهداف، وهو ما سيمثل قوة كبيرة للفريق، وفي حال استمرار أزارو فعلى الإدارة الحديث معه وإقناعه بأن فرص انتقاله نهاية الموسم أفضل إذا شارك في كأس الأمم الأفريقية مع منتخب بلاده.

صفقات متوقعة وحلول ضرورية

عودة مؤمن زكريا للفريق والتعاقد مع محمد محمود سيمنح الأهلي فرصا أفضل في الخط الأمامي، والذي سيكون أقوى في حال التعاقد مع حسين الشحات، لاعب العين الإماراتي، وإضافة لاعبين آخرين.

مباراة المقاصة و وادي دجلة في كأس مصر - صورة أرشيفية مؤمن زكريا - صورة أرشيفية

1- عانى الأهلي كثيراً من ضعف الخبرات في الخط الأمامي وافتقد مجهودا كبيرا يقوم به مؤمن زكريا على المستوى الدفاعي وإحراز الأهداف، فدون النظر للأسباب التي أدت لابتعاد جناح الأهلي، فهو يقدم إضافة أفضل من أحمد حمودي وميدو جابر، على الأقل دفاعياً يمكنه تحمل مسؤولية الدفاع ومساندة زملائه، سواء لعب ناحية علي معلول أو أحمد فتحي.

ناصر ماهر فى مباراة الأهلي والترجي - صورة أرشيفية نشر صالح جمعة، لاعب النادى الأهلي، المعار للفيصلي السعودي، صورة بتشيرت الأهلي، موجهًا رسالة لجماهير الأهلي: «حتى نلتقي مجددًا، شكرًا لكم ودمتم في القلب». - صورة أرشيفية

2- محمد محمود اللاعب الجديد المنضم للأهلي لن تكون مميزاته داخل الملعب فقط لكنها ستساعد لاعبا مثل ناصر ماهر أن يكون أكثر عملاً واجتهاداً على المستوى الفني والبدني حتى يستمر في الحصول على الفرص بعد فترة من الاستهتار والغياب عن الفريق.

سيكون ناصر صاحب الموهبة الكبيرة بحاجة للحفاظ على مركزه في الأهلي بعد وجود منافسه قوية، وهو ما قد يصل للاعب آخر مثل أحمد حمدي، فالموهبة وحدها لا تكفي.

أما محمد محمود ففي حالة نجح في مكانه فسيعوض الأهلي كثيراً وسيغير شكل الفريق لما يتميز به من فنيات، حيث يجيد التمرير والتحكم في المباريات وإدارتها لحظة الهجوم وإجادته للدور الدفاعي وأيضاً قدرته على إحراز الأهداف.

3- حسين الشحات سيكون الإضافة الأهم في الأهلي، لأنه يجيد اللعب في مراكز الظهيرين الأيمن والأيسر ووسط الملعب والمدافع وصانع الألعاب وجناح، ويقدم مستويات مبهرة مع العين الإماراتي، وسيكون حلا أفضل بوجوده في الأهلي، وقته سيكون الثلاثي الأمامي قويا جداً بوجود لاعبين، مثل حسين ومؤمن ووليد سليمان وناصر ماهر ومحمد محمود.

4- يظل خيار التعاقد مع لاعب وسط ملعب ضرورة، لكن هذا المركز لن يصلح معه التعاقد مع لاعب صغير أو لاعب لا يمتلك خبرات أفريقية، لذلك فخيار فرانك كوم لاعب الترجي أو كوليبالي زميله بالفريق أو إيمومو إيدي نجوي، لاعب الوسط المدافع بفيتا كلوب الكونغولي، أو محمد أمين بن عمر من النجم الساحلي، 4 لاعبين بمستوى متميز جداً ولديهم الخبرة الكافية لشغل ذلك المركز مع التفكير في التعاقد مع لاعب صغير، مثل حمدي فتحي من إنبي ومحمود حمادة من الإنتاج الحربي.

مباراة الأهلي والنجم الساحلي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا باستاد برج العرب - صورة أرشيفية الأهلي والترجي التونسي - صورة أرشيفية

5- رمضان صبحي: عودة رمضان صبحي هي الخيار الأفضل ليس للأهلي فقط لكن لللاعب الذي فقد مستواه رغم موهبته الكبيرة بسبب عدم ملاءمة الدوري الإنجليزي له من البداية وحالياً عودته هي الأفضل للأهلي الذي يحتاجه بشدة، وله لكي يستعيد مستواه ويستمر موسما أو موسمين قبل أن يفكر في الاحتراف من جديد، خاصة أن عمره مازال صغيراً 21 عاماً.

حسين الشحات - صورة أرشيفية رمضان صبحي خلال مباراة مانشستر سيتي و هدرسفيلد في الدوري الإنجليزي - صورة أرشيفية

6- يمتلك الأهلي عددا كبيرا من اللاعبين الجيدين لكن الأزمة الكبيرة في إدارة هؤلاء اللاعبين بشكل جيد من اختيار القائمة ونوعيات اللاعبين والاستقرار الفني، وباستثناء مانويل جوزيه لم يستمر أي مدرب مع الأهلي أكثر من موسمين، وهي أزمة كبيرة يدفع الفريق ثمنها، كما يدفع ثمن غياب لجنة مستمرة ودائمة للكرة تملك رؤية حقيقية.