أعلنت كلية الإعلام بجامعة القاهرة عن منح الباحثة دينا عصمت والي درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، عن بحث ودراسة ميدانية بعنوان: «التعرض للقنوات الفضائية وعلاقته بظاهرة الجهل الجمعي لدي الجمهور.. دراسة حالة بشأن قضايا التحول الديمقراطي في مصر».
وتعد ظاهرة الجهل الجمعي من الظواهر الاجتماعية ذات البعد الإعلامي والسياسي، والتى تنتشر بقوة في الدول التى تمر بمراحل تحول ديمقراطي أو تجاذب سياسي حاد، حيث تنتشر المعلومات التى تتبني وجهات نظر منطلقة من انحيازات مسبقة غير موضوعية، ما يجعل الجمهور أسير لأفكار محدودة في محيط دائرته.
ولا تقتصر دراسة الظاهرة على الفرد بل على مجموعات من الأفراد، تجاة مجموعات أخرى إلي حد الاعتقاد في كون رأيهم يشكل الأغلبية. وتقول دينا عصمت والي: «هذة البيئة من المعلومات تعد أرض خصبة لتداول وانتشار الشائعات، وما عرف حديثا بالأخبار الزائفة أو المفبركة «Fake New»، وهذه حالة تنتج ما يسمى بالوعي الزائف أو الجهل الجمعي Pluralistic Ignorance».
وتضيف: «عزز انتشار هذه الظاهرة الاعتماد على الشبكات الاجتماعية في نشر وتداول الأخبار، حيث يعتقد الشخص أن الجميع يعترض أو يوافق على أمر ما، بناء على ما تقوله دائرته من الأصداقاء". وتصف دينا والي هذه الحالة "بدائرة مغلقة من المعلومات المنحازة بطبيعتها، لأنها بنيت على أسسس شخصية وليست موضوعية».
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في مصر والوطن العربي التى تتعامل بشكل بحثي ميداني مع ظاهرة الأخبار المفبركة، وكيفية تعاطي الجمهور مع المعلومات التى يحصلون عليها على منصات الإعلام المختلفة.
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من، الدكتور أيمن منصور ندا، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية، مشرفا ورئيسا، والدكتور عادل فهمي بيومي، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية، مناقشا، والدكتورة أميرة سمير، الأستاذ المساعد بجامعة طنطا، مناقشا.
وتأتي أهمية الدراسة من كونها تطبق لأول مرة علي الجمهور المصرى كما أنها تتناول تحليل مضامين جميع وسائل الإعلام كالتلفزيون والرايو والصحافة والسوشيال ميديا علي مدار ٨ أشهر بدأت منذ يناير 2018 وحتى أغسطس من نفس العام وتقول الباحثة دينا والي: «الجزء الخاص بعمل بحوث ميدانية يمثل تحديًا كبيرا، حيث تم رصد أبرز القضايات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تداولها الناس في مصر، وكيف تعرضوا للمعلومات المتعلقة بها وما تعلق بذلك من معلومات زائفة».
وتشير إلى أن البحث الميداني تطرق لقياس دور القنوات الفضائية والراديو والصحف ووسائل «السوشيال ميديا» في تشكيل منظومة الوعي حول هذه القضايا وظاهرة الجهل الجمعي أو الوعي الزائف.
لمدة أكثر من عشر سنوات عملت الباحثة دينا عصمت والي، كمذيعة أخبار وبرامج في قنوات «أم بي سي»، و«أون تي في»، و«سي بي سي»، و«دريم»، و«آية أر تي»، قبل أن تنتقل قبل عامين للعمل في مجموعة قنوات دي أم سي.
وكانت دينا عصمت تخرجت من كلية الإعلام من جامعة القاهرة عام 2006 بتقدير عام جيد جدا، وقدمت العديد من المحاضرات وجلسات نقل الخبرات في الجامعات المصرية، حول المعايير والممارسات المهنية المتعلقة بتغطية الأخبار والأحداث الجارية.