تواصلت الاشتباكات التي بدأت منذ فجر الجمعة، وظهرت أعداد كبيرة من قوات الجيش ففى الحادية عشرة والنصف صباحاً، أجبرت المتظاهرين على التراجع إلى ميدان التحرير وواصلت سحلهم وضربهم باستخدام العصى الكهربائية والهراوات وأشعلت النيران فى الخيام الموجودة بمبنى المجمع واقتحمت المستشفيات الميدانية وألقت القبض على المصابين ومنعت الأطباء من الخروج، واحتجزتهم أيضاً.
واستمرت الاشتباكات والمطاردات حتى الشوارع الجانبية من الميدان واستولت قوات الجيش على كاميرات وسائل الإعلام المتواجدة بالمبانى المطلة على الميدان وبإحدى الشقق التى يتجمع بها الناشطون السياسيون، لتصوير انتهاكات الجيش، واعتقلت قوات الجيش عشرات المتظاهرين وأصابت المئات منهم.
واتهم حزب العدل، الشرطة العسكرية بمطاردة أحد أعضائه ويدعى محمد اليمانى، و7 من أصدقائه من مسجد عمر مكرم حتى مقر الحزب فى شارع عائشة التيمورية بجاردن سيتى، السبت، وحصارهم فى مقر الحزب، والاعتداء عليهم بالضرب فى مدخل العمارة، واصطحابهم بالقوة إلى مكان مجهول حيث تم ضربهم بوحشية، ثم تركهم أمام إحدى محطات الوقود بشارع قصر العينى، باستثناء فتاة واحدة لم يتم الإفراج عنها، وهو ما نفاه مصدر عسكرى.
وانقسم المتظاهرون إلى 3 فرق، بعضهم يرد المولوتوف بالمولوتوف، وآخرون وقفوا مذهولين يرددون «الجيش بيولع فى البلد»، بينما توجهت الفرقة الثالثة إلى حنفية إطفاء الحريق المثبتة فى مبنى الجمعية العلمية في محاولة لإطفاء المبنى الذي اشتعل، ولكنهم وجدوا المياه مفصولة عن حنفية الحريق، ليتطوع أحدهم ويخرج لشراء أسطوانة إطفاء للحريق، لكنها لم تفلح فى السيطرة على حريق المبنى الذى امتد لساعات.
وفى الوقت الذى استمر فيه اشتعال النيران فى المبنى كانت قوات الجيش الموجودة توجه خراطيم المياه على المتظاهرين المتواجدين فى محاولة لتفريقهم لكن دون جدوى وظلت عمليات التراشق بالحجارة مستمرة، ووقع على أثرها عشرات المتظاهرين وتم نقلهم إلى المستشفى الميدانى المتواجد فى ميدان التحرير، بالإضافة إلى وحدة الإسعاف التى أقامها الأطباء أمام بنك التنمية والائتمان الزراعى.
وتمكنت قوات الجيش من بناء جدار خرساني في نهاية شارع قصر العيني في اتجاه ميدان التحرير، وتواصلت الاشتباكات على جانبيه بين قوات الجيش والمتظاهرين بالحجارة وكرات اللهب، فيما أكد أطباء المستشفى الميداني أن هناك إصابات بين المتظاهرين بالرصاص والخرطوش.
وحول حالات المصابين والجرحى، قال محمد مصطفى، مسؤول التنظيم بالمستشفى الميدانى لاعتصام مجلس الوزراء، إن أعداد المصابين وصلت - حتى صباح السبت - إلى 500 حالة، تضمنت 10 حالات مصابة بطلقات نارية و23 حالة مصابة بالخرطوش، وتباينت بقية الحالات بين كسور وجروح وكدمات نتيجة رشقهم بالزجاج والطوب وكسر الرخام من أعلى مجلس الوزراء
شاهد الفيديو