طائرات «الناتو» تقصف معسكراً لقوات القذافى فى طرابلس وزوجة الزعيم الليبى تتهم الحلف بـ«ارتكاب جرائم حرب»

كتب: وكالات السبت 28-05-2011 20:23

يواجه الزعيم الليبى معمر القذافى ضغطاً متزايداً عسكرياً ودبلوماسياً، حيث قصفت طائرات حلف شمال الأطلنطى (ناتو) معسكراً تابعاً لقوات الزعيم الليبى معمر القذافى فى العاصمة طرابلس فى الساعات الأولى من صباح السبت ، بعد يوم من انضمام روسيا إلى الدول الغربية فى المطالبة بتنحيه.


وأفاد شهود عيان الجمعه بأن انفجارين متتاليين وقعا فى المعسكر الكائن بمنطقة «قرجى» غربى طرابلس، لتكون بذلك المرة الأولى التى يقوم فيها «الناتو» بغارة جوية نهارية على العاصمة، إلا أنه لم يتسن معرفة مدى الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن القصف.


كان طيران «الناتو» قصف العاصمة الليبية وضواحيها، ليل الجمعه ، حيث سمع دوى عدة انفجارات بالقرب من «باب العزيزية» مقر إقامة القذافى، وذكر التليفزيون الليبى أن طائرات الناتو قصفت مواقع قرب قرية مزدة جنوب طرابلس، مشيرا إلى أن غارات الحلف خلفت أضرارا بشرية ومادية.


يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه الضواحى الغربية لمدينة «مصراتة» قتالاً عنيفاً بين الثوار وكتائب القذافى، لليوم الثانى على التوالى، فيما قال أطباء فى مستشفى مصراتة إن 5 من المعارضة قتلوا وأصيب أكثر من 10 فى القتال الجمعه  ، وقالت منظمة الصحة العالمية إن القتال فى مصراتة يؤدى إلى مقتل ما يقدر بنحو 12 شخصاً يومياً.


وشهد النزاع الليبى، الجمعه ، تطوراً سياسياً مهماً مع قرار روسيا التخلى عن القذافى، حيث انضم الرئيس الروسى ديمترى مديفيديف إلى موقف الغربيين المطالبين برحيله، قائلاً: «العالم لم يعد يعتبره (القذافى) زعيم ليبيا»، وموضحاً أنه فى حال خروج القذافى من ليبيا فلن تقدم له روسيا فرصة الحصول على ملاذ فيها، إلا أن الرئيس الروسى أكد أنه عرض على شركائه فى مجموعة الثمانى «وساطته» فى النزاع الليبى، وأعلن أنه أرسل مبعوثا إلى بنغازى، معقل التمرد الليبى، وذلك فى الوقت الذى تستعد فيه قوى الغرب للانتقال فى المستوى العسكرى إلى «مرحلة جديدة»، مع نشر مروحيات هجومية بريطانية، إلى جانب مروحيات فرنسية، ومع ذلك، فإن النظام الليبى بدا ميدانياً غير مستعد لأى تنازل، واتهمه «الناتو» بزرع ألغام حول مدينة «مصراتة»، التى يسعى النظام لاستعادة السيطرة عليها، فيما نفى الحلف، الجمعه ، تقارير بأن نظام القذافى مستعد للتقدم بعرض جديد لوقف إطلاق النار.


ومن جهتها، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية،الجمعه ، اقتراح توسط روسيا فى رحيل القذافى، بأنه يمثل «ضغطاً كبيراً» على القذافى، لكن الصحيفة نقلت عن رئيس معهد الشرق الأوسط فى موسكو يفجينى ساتانوفسكى شكوكه حيال موافقة القذافى على الرحيل فى أعقاب رفض قادة المعارضة وقف إطلاق النار الذى اقترحه الاتحاد الأفريقى، وتابعت الصحيفة أن المحللين يشعرون بالريبة حول ما إذا كانت روسيا ستؤثر على القذافى من عدمه، كما نقلت مجلة «تايم» الأمريكية عن ماثيو روجانسكى، نائب رئيس برنامج روسيا فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى بواشنطن قوله: «إن حرص ميدفيديف المفاجئ للتوسط فى الصراع الليبى يبدو وكأنه محاولة متسرعة لاستعادة بعض النفوذ على صعيد السياسة الخارجية، لكن من الصعب جداً على روسيا أن تصل بهذه السفينة إلى بر الأمان»، وأوضح: «القذافى لا يملك الكثير من الحوافز فى هذا الإطار، وروسيا ليس لديها الكثير من النفوذ لاقناعه». جاء ذلك فيما انتقدت صوفيا القذافى زوجة الزعيم الليبى، فى تصريحات لها الجمعه ، الضربات الجوية التى أدت إلى مقتل ابنها سيف العرب، واتهمت «الناتو» بارتكاب «جرائم حرب».