قبيل ساعات من قيام وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا بزيارة السبت إلى ليبيا، حيث تكافح حكومة مؤقتة، لتأكيد سلطاتها بعد شهرين من مقتل العقيد معمر القذافى، رفعت الولايات المتحدة معظم العقوبات الاقتصادية التى فرضت على ليبيا قبل سقوط النظام السابق، بينما رفع مجلس الأمن الدولى العقوبات عن البنك المركزى الليبى وأحد فروعه، ممهداً الطريق أمام إلغاء تجميد أصولهما فى الخارج، وتقدر بعشرات مليارات الدولارات لتخفيف أزمة نقدية حادة.
قال جاى كارنى، المتحدث باسم الرئيس الأمريكى باراك أوباما: «بعد مشاورات مع الحكومة الليبية الجديدة، رفعت الولايات المتحدة غالبية العقوبات الأمريكية» على هذا البلد، مشيراً إلى أن «أرصدة عائلة القذافى وأعضاء آخرين فى نظام القذافى فى الولايات المتحدة لا تزال مجمدة»، وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أن قيمة المبالغ التى تم رفع التجميد عنها تبلغ «أكثر من 30 مليار دولار».
من جهته، رحب وزير الخارجية البريطانى وليام هيج بإعلان الامم المتحدة رفع عقوباتها عن ليبيا، وأكد تصميمه على دفع الاتحاد الأوروبى فى اتجاه اتخاذ إجراءات مماثلة، ورفع التجميد عن حوالى 10.1 مليار دولار من الأرصدة الليبية المجمدة حالياً فى بريطانيا.
من ناحيتها، رفضت وزارة الخارجية الكندية التعليق على الأمر، مكتفية بالإشارة إلى أن الشرطة الاتحادية كلفت بتوضيح المسألة.
جاء ذلك فيما قال «بانيتا» فى أنقرة قبل توجهه إلى العاصمة الليبية، فى زيارة غير مسبوقة لوزير دفاع أمريكى، إن «سبب زيارتى إلى ليبيا هو أن تتسنى لى الفرصة لرؤية الوضع عن كثب وتحية الليبيين على ما أنجزوه من أجل الإطاحة بالقذافى»، وسلم «بانيتا» بالتحديات التى تنتظر ليبيا، قائلاً: «يعملون وسط بعض المشكلات بالغة الصعوبة»، إلا أنه أعرب عن تفاؤله بشأن المستقبل الليبى، قائلاً: «أنا على يقين بأن بلداً مثل ليبيا تمكن من إنجاز ما فعل وإظهار مثل هذه الشجاعة سيتوصل فى نهاية المطاف إلى إرساء الديمقراطية»، وأكد أن بلاده مستعدة لـ«تقديم كل المساعدة التى يطلبها منا (الليبيون)».
على صعيد الأوضاع الميدانية، خرجت جموع غفيرة الجمعه فى وسط مدينة بنغازى شرق ليبيا، مطالبة المجلس الوطنى الانتقالى بـ«تصحيح مسار الثورة»، واستبعاد أعوان القذافى من المناصب السيادية، كما طالب المتظاهرون باعتماد مبدأ الشفافية ومعرفة مصير الأموال المنصرفة من قِبَل المجلس، وتفعيل القضاء الليبى، كما طالبوا بضرورة توزيع الوزارات على جميع المدن الليبية، حسبما نقلته قناة «الجزيرة» على موقعها الإلكترونى.