حول جيل كامل تربى على أغنية «صافينى مرة» للعندليب فى خمسينيات القرن الماضى، جيل بدأ يتفتح على الحياة مع ثورة يوليو.. ويغنى لها مع عبدالحليم.. عاش أزهى عصورها وانتصاراتها.. حتى كانت نكسة يونيو 1967 وضياع كل الآمال التى عاش عليها.. جيل دمرته الصدمة وما تلاها من أحداث.. تدور أحدث روايات نعيم صبرى «صافينى مرة».. وفى أجواء احتفالية، واحتفائية بالمؤلف، كان حفل توقيع دار الشروق فى حضور نخبة من محبى وأصدقاء الكاتب الكبير.
فى البداية قال الكاتب والناقد، أسامة عرابى، إن نعيم صبرى يدرك أن زمن الرواية هو زمن التعدد والصيرورة، فهو يرى نصه داخل التاريخ لا خارجه، أى أنه يضطلع بمساءلة الواقع، ما ينتج تحالفا بين القارئ والكاتب، وهو ما أشار إليه برتولد بريخت. وتابع عرابى: «فى رواية صافينى مرة، نعيش الحياة بوصفها لحظة متحولة ومتجددة للعالم ومتغيراته، حيث تبنى الأشخاص بنوع خاص عبر إضاءات ولمسات هى أشبه بالتداعى من زمن ضائع.
يرى عرابى، أن الشخصية الرئيسة وهى الراوى الذى يحكى بضمير الأنا، استطاعت أن تسبغ على علاقة الـ«أنا»، موحية بصدق ما تحكيه، وهى تروى حكايتها للعالم.. أما عنوان الرواية «صافينى مرة» فيقدم نعيم صبرى، من خلال الأغنية الشهيرة لعبدالحليم حافظ، إطلالة على عصر يستعيد به ذكريات زمن عاشه هو ووجيله.
ووصف الدكتور والمؤرخ محمد عفيفى أستاذ ورئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، نعيم صبرى بأحد مثقفى مصر الرائعين، وقال إن أسلوبه السردى أقرب لأسلوب نجيب محفوظ، الذى رافقه لسنوات طوال، حتى ظهرت ذاتية الكاتب فى الرواية بوضوح رغم محاولاته الهروب منها.
واختصر وزير الثقافة الأسبق، الدكتور والناقد شاكر عبدالحميد، حديثه قائلا: نعيم صبرى غير مولع بالتعقيدات أو بالحيل أو بالتجريب، ولا يصعب الأمر على القارئ لأنه متفرد فى كتابته عن المجتمع، محققا المتعة والفائدة، وممهدا المجال لدراسة الأنثروبولوجيا. وقال الناقد والكاتب الصحفى، مصطفى عبدالله، رئيس تحرير أخبار الأدب الأسبق، إن نعيم صبرى ليس مجرد روائى يقدم للساحة عملا للنشر، ولكنه واحد ممن لديهم رؤية حقيقية يسعى لتقديمها.
الكاتبة ضحى عاصى، قالت إن قدرته على صياغة المشاعر الصافية، والعنوان الذى اختاره للرواية لا ينحسر فى أغنية العندليب، بل فى روح نعيم ذاتها، فلديه حالة من لاتصالح، مترفع عن الحذلقة. وقال ناصر عراق: عندما أقرأ حتى عبارات نعيم على صفحته على السوشيال ميديا تعترينى فرحة غامرة، حما قديمة أو صورة تعبر عن زمن عاشه، موقف سياسى، أراه صادقًا وواضحًا ومحددا بلا خشونة أو ركاكة.