مساء الخميس، داخل مدينة جازان السعوديّة، أقصى الجنوب الغربي للملكة، وقف الشاب العشريني، أحمد طه، داخل صيدلية «النهدي»، كعادته أثناء الوردية الليلية، كانت حركة البيع والشراء هادئة مثل برودة الطقس المُحيط، لحظات ودخل إلى الصيدلية، زبون سعودي، في العقد الثالث من العُمر، تسلل وراء الصيدلي الشاب، ثم طعنه 7 طعنات بسلاح أبيض، حاول الصيدلي الشاب الدفاع عن النفس، لكنه تلّقى طعنة أخيرة استقرت في القلب، فأعادته «غريبًا كما كان».
وفي يوم الجمعة، أي اليوم الأول بعد مقتل «أحمد»، أكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أنها تابعت على الفور واقعة مقتله، لافته إلى أنها تواصلت مع نقيب الصيادلة لمتابعة الواقعة، كما أضافت أنها تواصلت مع أسرته في القاهرة وقدمت لهم التعازى، لافتة إلى أن أسرة الفقيد طلبت عودة الجثمان في أسرع وقت.
«المصري اليوم» تواصلت مع والدة الضحيّة، السيّدة آمال سيد، والتي قالت إن أحد أصدقاء «أحمد» في السعودية، أبلغهم باعتراف القاتل بجريمته، إذ قال: «اعترف بكامل قواه العقلية، مش مختل عقليًا، كما تم التصديق على الاعتراف من قِبل 3 مشايخ»، أي سيتم تنفيذ حكم القصاص عليه، المدوّن بـ«قُتل الضحية على غفلة، مع سبق الإصرار والترصد».
قبل أيام، قالت منة طه، شقيقة الصيدلي المقتول بالسعودية، إن شقيقها قتل على يد 3 أشخاص وليس شخصًا واحدًا، وأن المتهم ليس مختل عقليًا، خلال لقاء تلفزيوني، الأمر الذي قالت عنهُ والدة «أحمد»: «إحنا مشوفناش حاجة، لكن صاحب أحمد هناك بيقول، الشرطة عملت محضر بيقول إن اللى نفذ الجريمة (سعودى الجنسية) و من شجعه و اصطحبه إلى الصيدلية بسيارته، ووقف معه حتى قُتل الشهيد (يمنى الجنسية) و اليمنى هو من تعرفت عليه الشرطة و هو من اصطحبهم إلى منزل المنفذ للقتل و دلّ الشرطة عليه«.
يتم الآن تشريح جثة «أحمد»، استعدادًا لنقل جثمانه إلى مصر كي يتم دفنه، كما تقول والدته، والتي أكدت أن بعد أيام من الحادث، لم تتواصل الجهات الرسميّة معهم، فقط يُخبرهم صديق الضحية بآخر التطورات هُناك، إذ تحكي: «نفسي الجثة ترجع وابني يتدفن.. السعودية تطبق أحكام الله، ومن قتل يقتل».