«مرصد الإفتاء» عن إعادة بث المحتوى الإعلامي القديم لـ«داعش»: دلالة على إفلاسه

كتب: أحمد البحيري الجمعة 16-11-2018 12:54

كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن منصات تنظيم داعش الإرهابي الإلكترونية دأبت منذ عدة أشهر على إعادة بث المحتوى الإعلامي للتنظيم سواء كان مرئيًّا أو مسموعًا أو مقروءًا، دون أية إصدارات جديدة تذكر، في دلالة واضحة على الأزمات الميدانية والبشرية التي يمر بها التنظيم وحالة الإفلاس وفقدان القدرة على إنتاج مواد إعلامية جديدة؛ الأمر الذي دفعه إلى إعادة نشر المحتوى القديم.

أضاف المرصد في معرض تحليله للمنصات الإعلامية الإلكترونية الداعشية أن تحليل مضمون المواد المعاد نشرها يقدم تصورًا عن الحالة التي بات عليها التنظيم، وطبيعة المشكلات التي يعاني منها، خاصة أن غالبية تلك المواد المعادة تستهدف الحث على البيعة والصبر والثبات؛ مما يؤكد أن التنظيم يعاني غياب بيعات جديدة، وندرة في المقاتلين، بعد هروب العديد من أفراد التنظيم مما دفعه إلى حث فلوله التي لا تزال تؤمن بفكره المنحرف على الثبات.

أشار المرصد إلى أن وحدة التحليل والمتابعة كشفت أن تنظيم داعش الإرهابي يكرر موادَّ إعلامية لمخاطبة مقاتلي التنظيم مثل: «اغتنم حياتك قبل موتك» وسلسلة نصائح وتوجيهات للمناصرين والمناصرات ومادة بعنوان «استقم كما أمرت» تتضمن النص على ما ينبغي أن يكون عليه أنصار المجاهدين، في محاولة من التنظيم لإثارة الجانب العاطفي والشعوري لدى هؤلاء حتى لا تنكشف الحالة المتردية التي آل لها أمره جراء فقدانه السيطرة على كافة المناطق الخاضعة لسيطرته وفقدان الكثير من المقاتلين في ساحات القتال سواء بالموت أو الهرب.

تابع المرصد قوله إن التنظيم سعى إلى بث رسائل تدليس لها دلالات خاصة تحاول خداع فلول التنظيم ومناصريه بأن قيادة التنظيم لا زالت باقية، وأنها تخاطبهم وتنسق فيما بينهم؛ لذلك فقد تكرر كثيرًا جدًّا نشر «بوست» تجديد البيعة للبغدادي.. «#جددو_بيعاتكم للخليفة البغدادي»، وإعادة نشر للمطويات المتعلقة بأحكام الخلافة والبيعة، بالإضافة إلى مطوية نسب البغدادي الذي يصل للقرشيين، وما إلى ذلك.

في سياق متصل، أكد المرصد أن منصات التنظيم أعادت بث العديد من المقاطع الصوتية لأبي بكر البغدادي تحث على الجهاد والثبات، فتم إعادة بث كلمات «ألا فليعلم العالم .... إلا من كان غافلًا .... القوانين الوضعية تحت أقدام جنود دولة الآساد – وبشر الصابرين» وهو ما يعني الحالة السيئة التي أصابت مقاتلي التنظيم مما دفعهم لفقدان إيمانهم بجدوى القتال تحت لواء التنظيم ودفع العديد منهم للهروب، فجاءت كلمات البغدادي –زعيم التنظيم-في محاولة لاستعادة هؤلاء.

أما على مستوى الإصدارات المرئية فقد تم إعادة بث عدد من «فيديوهات» التنظيم التي توثق حالات الانتصارات السابقة والعمليات التي قام بها، والرسائل التي تخاطب مقاتلي التنظيم تحثهم على مواصلة الحرب المقامة ضد التنظيم، وتحديد أعداء التنظيم المحليين والدوليين، حيث تم إعادة بث إصدارات «ومن يتوكل على الله فهو حسبه – حرب الوكالة – وإن غدًا لناظره قريب – عزم الكماة – صليل الصوارم – رمضان ... شهر الفتوحات – القابضون على الجمر- درع الصليب- لهيب الحرب».

اختتم المرصد تحليله بأن إعادة بث هذه الإصدارات القديمة لها مجموعة من الدلالات الأساسية التي ستمثل مستقبل الأذرع الإعلامية للتنظيم، وهي: ضعف إمكانيات التنظيم المادية في إعداد وإنتاج إصدارات جديدة، فقدان العديد من الكوادر البشرية التي كانت تعمل على إدارة وإنتاج المحتوى الإلكتروني؛ وذلك إما لسبب الموت والقتل أو الهروب والانشقاق من التنظيم، تراجع حجم ونوعية العمليات التي كان ينفذها التنظيم، سوء الحالة المعنوية للمقاتلين ومن ثم تزايد أعمال الهروب؛ لذلك يسعى التنظيم إلى إعادة بث إصدارات الثبات والوعود بالنصر.

فيما دعا المرصد إلى استكمال الجهود التنسيقية على المستوى الإقليمي والدولي للحفاظ ما حققته الحكومات والشعوب في إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي، مشددًا على ضرورة القضاء على البيئات الحاضنة للتطرف والعنف، لحرمان التنظيمات التكفيرية من العودة مرة أخرى.