نذر الحرب الأهلية تلوح فى اليمن.. و«صالح» يتوعد: لن أقدم تنازلات بعد اليوم

كتب: عنتر فرحات, وكالات الأربعاء 25-05-2011 19:36

تجددت الاشتباكات فى العاصمة اليمنية صنعاء، بين القوات الحكومية الموالية للرئيس على عبدالله صالح، وأنصار الزعيم القبلى المنشق، الشيخ صادق عبدالله الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، مما أسفر عن سقوط 59 قتيلا على الأقل وإصابة العشرات منذ اندلاع المواجهات «الإثنين» الماضى، وبما يهدد بإشعال فتيل الحرب الأهلية فى البلاد، بعد فشل الوسطاء فى التوصل لإيقاف المواجهات الدامية بين الجانبين مع استمرار تظاهر واعتصام عشرات آلاف المواطنين فى العاصمة وكبرى المدن، مطالبين بسقوط النظام.


قال شهود عيان ومصادر طبية وأمنية إن إجمالى عدد قتلى المواجهات بين قوات الرئيس اليمنى وأنصار الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، التى ينحدر منها الرئيس ـ بلغ 59 شخصا من بينهم 44 قتيلا من أنصار الأحمر وأعضاء لجنة الوساطة وسكان المنازل المجاورة لمنزل الأحمر و14 جنديا، وأكثر من 200 جريح من أنصار الأحمر و30 جريحا من القوات الحكومية، وأضافت المصادر أن منزل الشيخ صادق تعرض إلى قصف صاروخى، فيما كانت تجتمع فيه لجنة من شيوخ القبائل ووسطاء فى محاولة لنزع فتيل الأزمة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، بينهم اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسى.


وقال شهود الأربعاء، إن قوات صالح خاضت معارك بمدافع رشاشة ضد أنصار الشيخ الأحمر، الذى انشق عن النظام وأعلن تضامنه مع المحتجين المطالبين برحيل الرئيس صالح، وأضاف أحد الشهود: تجددت الاشتباكات وبالإمكان سماع دوى إطلاق نار متقطع فى المنطقة»، مؤكداً: «الاشتباكات كانت عنيفة، أصوات الأسلحة الآلية وقذائف المورتر كانت تسمع فى كل مكان، رأيت دخانا يتصاعد من مدخل وزارة الداخلية». وأفادت أنباء بأن أنصار الشيخ الأحمر سيطروا على مبنى وكالة الأنباء اليمنية فى صنعاء.


وفى تصريحات تعكس القلق على مستقبله السياسى، بعد توجيه اتهامات له من قبل قيادات يمنية بمحاولة إشعال فتيل الحرب الأهلية، سارع الرئيس على عبدالله صالح إلى دعوة الموالين للزعيم صادق الأحمر إلى وقف أعمال العنف واستهدافهم لقوات الأمن، وطالبهم بالانسحاب من المبانى والمنشآت العامة التى قاموا بمهاجمتها والسيطرة عليها. وأكد «صالح» أنه «لن يقدم المزيد من التنازلات» و«سيقاتل من يهدد أمن واستقرار البلاد»، مكرراً استعداده لتوقيع اتفاق نقل السلطة فى إطار الحوار.


وقال الرئيس اليمنى، الذى أثار عدم توقيعه على المبادرة الخليجية للمرة الثالثة، رغم إجراء تعديلات تضمن عدم ملاحقته قضائيا هو وأعوانه ـ إنه يأمل ألا يصبح اليمن دولة فاشلة أو ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، مضيفا أن الشعب اليمنى يريد انتقالا سلميا للسلطة، وأكد «أنه يأمل ألا يصبح اليمن صومالا آخر، مضيفا أنه سيتم القضاء على العنف وسيعاد بناء الاقتصاد».


وأشار الرئيس اليمنى إلى أنه لن يستدرج إلى حرب أهلية، رغم الاشتباكات، موضحا أن ما حدث ترف استفزازى لاستدراج اليمن إلى حرب أهلية، لكن هذا قاصر على أبناء الأحمر، وحملهم مسؤولية إراقة دماء مدنيين أبرياء، وأضاف أنه حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية، لكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات.


وفى المقابل، قال تحالف المعارضة إن الهجوم على منزل الأحمر أحد أعراض «الهيستيريا» التى أصابت الرئيس والمحيطين به وإصرارهم على الزج بالبلاد فى حرب أهلية، بينما أكد عبدالقوى القيسى، مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر، أن دعوة الرئيس اليمنى إلى إحياء مبادرة نقل السلطة محاولة منه لخداع الشعب.وقال «إن صالح يعتقد أنه حقق انتصارا فى الميدان، والآن يتحدث من موقع المنتصر، الذى حسم الأمور لصالحه» مؤكدا استمرار الاشتباكات فى صنعاء بين الجانبين الحكومى وأنصار الشيخ صادق وأن قوات الأمن تستخدم الأسلحة الثقيلة فى ضرب المعارضين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن انتشار المعارك فى صنعاء حولها إلى منطقة حرب وينذر بامتداد المواجهات إلى أماكن أخرى ويهدد بتحول نهج المتظاهرين السلميين فى ساحات التغيير، ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكى، رفض ذكر اسمه، أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى الأمم المتحدة، لتشديد الضغوط على الرئيس اليمنى بالتهديد بفرض عقوبات عليه وعلى المقربين من قياداته وكبار مسؤوليه فى الجيش والقيادات الأمنية، إن أصر على عدم التوقيع على اتفاق رحيله عن السلطة، وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة وقادة دول المنطقة العربية يخشون من أن جمود الوضع فى اليمن يتيح لتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية فرصة ممارسة أنشطته.