أكثر من 5 آلاف شاب التقوا تحت سقف واحد في المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة شرم الشيخ، في النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، ناقشوا العديد من القضايا العابرة للحدود، ووضعوا اقتراحات لعلاج همومهم المشتركة، وقدموا إدانة كبرى للإرهاب والخروج على الاعتدال في التفكير.
لم يفت شباب العالم في ملتقاهم الثاني على أرض مصر الوقوف لتأمل مستجدات العصر، فتناولوا موضوعات الألعاب الإلكترونية وفرص العمل في ظل الذكاء الاصطناعي، وجلسوا إلى مائدة واحدة لاستعراض تجاربهم في ريادة الأعمال وتحدي الإعاقة، وأطلقوا نداء عاجلًا لتمكين الشباب والمرأة.
نال المشاركون شرف التمثيل في المنتدى، واقتنص المتحدثون فرصة ثمينة لمخاطبة العالم. بدورها، التقت «المصري اليوم» عددًا من شباب العالم لاستطلاع آرائهم حول منتداهم، فأبدوا إعجابهم بالتنظيم، وامتنانهم لشباب مصر على حسن وكرم الضيافة، وأشاروا إلى بعض الإخفاقات على أمل تفاديها في المرات القادمة.
مصعب النور: «العالم لم يعط منتدى الشباب حقه.. بل بخس ثمنه»
قدم مصعب النور محمد، طلبًا للمشاركة في منتدى الشباب عبر الموقع الإلكتروني للمنتدى، وجاءته الدعوة للحضور إلى مدينة شرم الشيخ، وحضر جلسات عن دور الشباب في السلام وبناء المجتمعات وتحديات العولمة، فضلًا عن أجندة «أفريقيا 2063».
يقول «مصعب» إن «جلسات أفريقيا 2063 ناقشت موضوعات مثل تمويل مشروعات البنى التحتية، ولكن النقاش لم يكن مجديًا في اعتقادي، وكنت أتمنى أن يكون قائمًا على أوراق علمية محكمة، وأن يعتمد منهجية قائمة على الإحصاءات والأرقام».
ويضيف: «كنت أفضل أن تكون نتيجة الحوار قابلة للتنفيذ، وتكون التوصيات صادرة من خبراء كلٌ في مجاله، وأتمنى أن تتدارك إدارة المنتدى هذه النقاط في المرات القادمة، حتى لا يضيع مجهودهم، وأتمنى أن يكون هناك مجال للتطبيق، لأن المحاضرين يأتون ويقولون كلمتهم ثم يغادرون ويباشرون أعمالهم دون أن يتغير شئ. هذا العمل بذل فيه مجهود عظيم، ومخرجاته هي تتويج لهذا الجهد».
ويكمل حديثه فيقول: «نقاشات أفريقيا 2063 تناولت موضوع الإرهاب، ولكنها لم تتناول النزاعات بين الدول الأفريقية مثل ملف المياه بين مصر والسودان وإثيوبيا، وكذلك النزاع على مثلث حلايب وشلاتين. أفريقيا مليئة بالأزمات، وهي مخزن الموارد في العالم، وكنت أفضل أن يكون النقاش قائمًا على محاور محددة».
يرى «مصعب» أن «كل الأطماع تتجه إلى أفريقيا، وبالتالي فإنها تحتاج إلى تفكير عميق وتفكير استراتيجي وتوحيد مثل الاتحاد الأوروبي، لكن الحوارات حول القارة في منتدى شباب العالم افتقدت إلى المنهجية، وكانت لازمة حتى يمكن للمشاركين والمتحدثين إبداء آراءهم وملاحظاتهم».
تنظيم المنتدى في رأي «مصعب» كان «مدهشًا»، ويقول: «أنا ذهلت من حجم التنظيم وروح الفريق، هذا حدث على مستوى عالمي، مجرد تجميع 5 آلاف شاب حول العالم تحت سقف واحد لم يحدث من قبل، شئ عظيم وهو بمثابة حوار للحضارات، وهو مشروع للتغيير الذي يبدأ من الأفكار، وهناك اهتمام كبير براحة الناس بمجرد وصولهم».
يقول الشاب السوداني، البالغ 30 عامًا، إن «العالم لم يعط منتدى الشباب حقه، بل بخس ثمنه، ووسائل الإعلام الخارجية لم تهتم بنقل فعالياته، والعالم كان يجب أن يعطي اهتماما أكبر لهذا الحدث»، وقدم التحية إلى الشباب المصري على هذا العمل، والشكر على كرم الضيافة، ويقول: «هي وقفة ودين في جبين الإنسانية، ومصر أثبتت للعالم أنها أرض الحضارات، لأن المجتمعات المتقدمة لم تفكر في هذا الأمر، ولكن شباب مصر يقودون الثقافة في العالم».
حضر «مصعب» إلى المنتدى مشاركًا، ويقول: «لو أتيحت لي الفرصة للتحدث كنت سأتناول التغيير في أفريقيا؛ لأن هناك مقاومة للتغيير في القارة، وكنت سأتحدث عن تنمية البنى التحتية لدول القارة، وكنت سأقول إن الشباب العربي منغلق على العالم، والشباب في السودان معزول عربيًا وعالميًا، نحن بحاجة إلى الانفتاح والتنسيق وعلاقات وزيارات متبادلة ومجالس ثقافية مع دول العالم وأن تكون هناك شبكة تجمع العالم لمواكبة التطور».
يرى «مصعب» أن «المنتدى لم يروج لنفسه جيدًا في الخارج، وهو بحاجة إلى جذب مزيد من الخبراء والتكنوقراط حول العالم للاستفادة من قيمتهم التسويقية»، وينتقل إلى الشباب السوداني، فيقول إنه «منعزل عن العالم بعد مشاهدتي لمنتدى شباب العالم في مصر، هذا الحدث جعلني أعيد ترتيب حساباتي، وأعتقد أننا إذا فكرنا في تنظيم مثل هذا الحدث في السودان لن نقدر على إخراجه بالمستوى نفسه».
ويختتم طالب الدكتوراه في إدارة الأعمال حديثه بالإشادة بـ«قدرات الشباب المصري على التنظيم، بعد أن قاد ثورة الربيع العربي ونظم مثل هذا الحدث العالمي، كيف يقومون بهذا العمل؟! لا بد من تسليط الضوء على هذا الأمر حتى يستفيد الشباب حول العالم من التجربة المصرية».
مهدي حسن: «لو تحرك شباب المنتدى بحرية سيضخون 500 ألف دولار يوميًا في السوق المصرية»
شارك مهدي حسن في فعاليات منتدى شباب العالم كمتحدث بورقة بحثية حول ملف المياه بين الدول الأورومتوسطية، بفضل دراسته للاقتصاد في مدينة بورصا التركية، ويقول إنه عرف بالمنتدى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فسجل بياناته عبر الموقع الإلكتروني.
عرض الشاب البنجالي ورقته أمام جلسات الأمن المائي، وقدم مجموعة اقتراحات لعلاج هذه المشكلة، وركز أيضًا على أهمية الشراكة الأورومتوسطية في ذلك الملف الحيوي؛ لما تمثله المياه من أهمية كبرى في حياة الشعوب.
يقول الشاب البالغ 22 عامًا: «أعجبت كثيرًا بالتنظيم الرائع للمنتدى، وأعجبت كذلك بالجلسات والفعاليات، وهذه أول مرة أشارك في أحداث عالمية، كما أن مشاركتي جاءت كمتحدث، وهذه أيضًا المرة الأولى التي أزور فيها مصر».
يضيف «حسن»: «تنظيم هذا المنتدى بمبادرة مصرية وعلى أرض مدينة شرم الشيخ سينعكس بشكل إيجابي على علاقات مصر مع دول العالم، وهذا الأثر الإيجابي لتنظيم المنتدى سيظهر على المدى البعيد».
ويرى أن «المنتدى من حيث التنظيم جيد جدًا، وآمل في المرات القادمة أن يجري تدريب الشباب المصريين ليكونوا قادرين على المشاركة في الأحداث والفعاليات العالمية، بالإضافة إلى توفير فرص لمشاركة الخبراء العالميين، وتدريب شباب العالم وتنمية إحساسهم بالمسؤولية ودفعهم إلى المشاركة في المحافل الدولية».
يقول «حسن»: «لم أجد وسائل إعلام أجنبية لنقل أحداث المنتدى، ولكني أعتقد أن المنتدى ليس بحاجة إلى وجود منصات إعلامية مثل (بي بي سي) بفضل عصر المعلومات الذي نعيشه، وقوة وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأحداث بسرعة فائقة».
ويضيف: «لو جرى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للمنتدى أعتقد ستصل أخباره إلى كل زاوية في العالم، دون الحاجة إلى المنصات الإعلامية الكبرى، والمنتدى تحدث بالفعل عن قوة وسائل التواصل الاجتماعي».
لم يأت «حسن» إلى مصر من قبل، ورغم ذلك لم تسنح له الفرصة لزيارة القاهرة، ويقول: «سأزورها بالتأكيد في المرة القادمة، وأعتقد أن شباب العالم المتواجد الآن في شرم الشيخ لو أتيحت له الحرية للتنقل والتجوال داخل المدن المصرية سيفيدون الاقتصاد المصري بشكل كبير».
ويقترح: «لو أنفق كل شاب من المتواجدين الآن 100 دولار في اليوم سيتوفر للاقتصاد المصري كل يوم 500 ألف دولار، هذا الرقم سينتهي إلى نتيجة طيبة اقتصاديًا بنهاية المنتدى. أعداد المشاركين في المنتدى كبير، يتجاوز 5 آلاف شاب وشابة حول العالم، ولكن لا يسمح لهم بحرية التحرك».
أميرة سلامة: «المنتدى لا يتيح التحدث للمشاركين.. والجلسات أحادية الجانب»
أميرة سلامة واحدة من منظمي النسخة الأولى لمنتدى شباب العالم عام 2017، ولكنها شاركت هذا العام بالتسجيل عبر الموقع الإلكتروني، واهتمت بحضور جلسات مناقشة الإرهاب وفرص السلام، لأن «الأمر في المنطقة العربية صعب، ودائمًا ما أفضل النقاشات الإنسانية».
تقول الشابة الروسية اللبنانية: «فكرة المنتدى بشكل عام جيدة، كل جلسة هامة ولكن بطريقتها، وفضلت جلسات الإرهاب لانعدام العلاقة بينه والدين، ولكن الجلسات تناولت علاقته بالدين بشكل عام، وهي مشكلة كبيرة في المنطقة العربية».
تضيف الشابة البالغة 22 عامًا، والمقيمة حاليًا في القاهرة: «جلسة الإرهاب والتطرف لم تتح للمشاركين التحدث وإبداء الآراء، ولكنني كنت أفضل أن نجلس سويًا في ورش عمل لعرض الآراء، بدلًا من أسلوب المحاضرات والجلسات أحادية الجانب».
تعمل «سلامة» في وزارة الشباب والرياضة الروسية، وشاركت في العديد من المؤتمرات العالمية، وساهمت بدور تنظيمي في ندوات حول مخيمات اللاجئين في سوريا وفلسطين ومخيمات الأوكرانيين في روسيا، وتقول: «لو أتيحت لي الفرصة للحديث، كنت سأفضل عرض مشكلات اللاجئين في المخيمات».
تقول «سلامة»، وهي مهتمة بدراسة اللغات والترجمة، إن «المنتدى أتاح فرصة جيدة لالتقاء الشباب، وأنا شاهدت أناسًا من جميع دول العالم؛ مسلمين ومسيحيين، فرنسيين وروس وغيرهم، وهذا يجعلنا نفهم في النهاية أننا واحد وهذا مهم للإنسانية وهي أهم شئ في اعتقادي».
وترى أنه «بحاجة إلى إتاحة الفرصة أمام المشاركين للتعبير عن أنفسهم، وألا يكون الحديث حكرًا على المتحدثين، ولو افترضنا أن شخصًا جاء من روسيا وآخر من اليمن فإن هؤلاء لديهم معرفة أكثر بمشكلات مجتمعاتهم، لذا يجب إتاحة الفرصة أمام المشاركين مثل المتحدثين».
وتضيف: «أفضل أيضًا أن تمتد فعاليات المنتدى أكثر من الأيام المخصصة، لأن مدة المنتدى قصيرة جدًا، وهناك مشكلة في إقامة الجلسات وورش العمل بالتزامن وفي توقيت واحد، لو أن هناك 3 جلسات تجري في الوقت نفسه وأنا أفضل حضورهم جميعًا ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأفضل أن يمتد المنتدى إلى 5 أيام».
وتقترح «استخدام حوارات الدائرة المستديرة بدلًا من المحاضرات والجلسات؛ لإتاحة الفرصة أمام المشاركين والمتحدثين لمناقشة الموضوعات بشكل أعمق، وتناول جميع وجهات النظر، بأن يتحدث شخص من فرنسا وآخر من فلسطين وثالث من سوريا، ولكن أسلوب الدائرة المستديرة غائب عن المنتدى للأسف».
جوناس تافاريس: «منتدى الشباب سينقل مصر وشرم الشيخ إلى منطقة مختلفة»
جاء جوناس تافاريس إلى منتدى شباب العالم بغرض التعلم قبل أي شيء آخر، فالشاب البرازيلي يسعى لأن يكون دبلوماسيًا، ويرى أنه من أجل تحقيق ذلك عليه الاحتكاك بثقافات العالم، وعدم تفويت الفرصة للمشاركة في المحافل الدولية مبكرًا.
عرف الشاب البالغ 21 عامًا بمنتدى الشباب عن طريق الإنترنت، وسجل بياناته عبر الموقع الإلكتروني للمنتدى منذ نحو شهرين، وحصل على دعوة للمشاركة في الفعاليات، ويقول: «كنت متحمسًا للمشاركة في أعمال المنتدى، وتوقعت مجئ عدد من المتحدثين المهمين، للتحدث حول العديد من الموضوعات الهامة».
يدرس «تافاريس» الاقتصاد والتاريخ في إحدى الجامعات الأمريكية، ويقول: «مثل هذه المنتديات تساعدني وتؤهلني لتحقيق الهدف، والمنتدى يتحدث تحديدًا عن قضية التنمية ويتناول الشق المتعلق بالسياسة، وهذا هو ما يهمني لارتباطه بمجال دراستي».
يقول: «مشاركتي في هذا المنتدى منحتني خبرة لكي أكون قائد شاب مطلع على العديد من الثقافات والتجارب المختلفة، وتنظيم المنتدى تعدى كل توقعاتي، وعندما جئت إلى هنا لم أكن أتوقع مثل هذا التنظيم الرائع، وأنا سعيد للحصول على هذه التجربة».
تعرف «تافاريس» من خلال منتدى شرم الشيخ على العديد من الأصدقاء من مختلف دول العالم، ويقول: «قابلت أحد المتحدثين وهو دبلوماسي من المجر، وحدثني عن العديد من التجارب حول العمل الذي أطمح إلى الانخراط فيه، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلي، وبالتأكيد سأكرر زيارتي إلى مصر».
ويضيف: «جئت إلى هنا للمشاركة في والتعلم من فعاليات المنتدى، ولم أتطلع إلى التحدث، لأن إمكانياتي لا تؤهلني لذلك في هذه المرحلة، ولكن إذا أتيحت لي الفرصة كنت سأتحدث عن التعليم في المدارس العادية، وكيفية تعزيز وبناء أجيال قادرة على النهوض ببلادها، خاصة في دول العالم الثالث، ومن شأن هذا أن يصنع أبطال قادرين على الحلم وتغيير الواقع من خلال تطبيق التكنولوجيا الحديثة في التعليم».
يرى «تافاريس» أن «المنتدى نجح في الترويج لنفسه عالميًا، وبالنظر إلى حالتي، فأنا شخص عادي وعرفت بالمنتدى عن طريق الإنترنت، وهناك الكثير من الشباب حول العالم يتحدثون عنه، ويجدونه فرصة لاكتساب العديد من الخبرات، وصفحة المنتدى على فيس بوك تحظى بأكثر من مليون معجب، وهذا دليل على وجوده العالمي».
ويقول: «تنظيم منتدى شباب العالم بمبادرة مصرية وعلى أرض مدينة شرم الشيخ سينقل مصر والمدينة إلى منطقة مختلفة تمامًا، وأعتقد أن جميع أنظار العالم تتجه إلى المدينة بفضل هذا الحدث. تنظيم المنتدى جيد جدًا، بل عظيم، وهناك أكثر من 5 آلاف شاب يحضرون الفعاليات، والجميع تحت السيطرة، فضلًا عن حسن الضيافة، والجميع يعمل على ضمان راحتنا، وهذا أمر كبير».
إيفا كوالا: «مصر جمعت 5 آلاف شاب تحت سقف واحد.. أمريكا لم تفكر في هذا»
حضرت إيفا كوالا جلسات منتدى شباب العالم بعد تسجيل بياناتها عبر الموقع الإلكتروني للمنتدى، حيث تشارك الفتاة الكاميرونية مع عدد من الأصدقاء في مجموعة لتبادل فرص المشاركة في الفعاليات والمنتديات الدولية عبر «فيس بوك»، وتقول: «من حسن حظي حصلت على دعوة للحضور إلى منتدى شرم الشيخ».
ترى الممثلة الكاميرونية أن «تنظيم المنتدى جيد، ولكنه ليس كاملًا، لأنه لا يوجد تنظيم كامل مئة بالمئة، وهذا ليس مقتصرًا على منتدى الشباب في مصر، ولكن هذا المنتدى عمل جيد، وأنا أحيي مصر عليه، حيث كان هناك أكثر من 5 آلاف شاب، وجرى تنظيم حضورهم ودخولهم إلى الجلسات، وهذا استلزم جهدًا كبيرًا».
تقول «كوالا» إن «إقامة المنتدى في مصر تتيح للشباب المصري فرصة للتواصل مع شباب العالم لمشاركة وتبادل الأفكار، وأتمنى في المرات القادمة أن تكون هناك أجندة واضحة للمشاركين والمتحدثين، فمنذ مجيئنا لم نجد برنامجًا للمشاركة في أعمال وجلسات المنتدى، والجميع يجد نفسه أمام خيارات عديدة، وأعتقد أن وجود برنامج موحد من شأنه أن يحل يعالج الأمر».
وتضيف: «أتطلع أيضًا إلى إيجاد وسيلة للتواصل بين شباب المنتدى بعد انتهاء الجلسات والفعاليات، حتى الآن يأتي الشباب من مختلف دول العالم، ويشاركون في الجلسات، ولكن بعد ذلك يذهب كل واحد إلى وجهته وكأن شيئًا لم يكن، لا بد من تحقيق التواصل بين هؤلاء، فضلًا عن ضرورة جلب موسيقيين ومطربين وممثلين من مختلف الدول لإلهام الشباب».
ترى «كوالا» أن «هذا الحدث ضخم، أكثر من 5 آلاف شاب مجتمعين في مكان واحد، هذا ما فعلته مصر، والولايات المتحدة نفسها لم تفكر في الإقدام على هذا، وللأسف وسائل الإعلام لدينا في الكاميرون لم تنقل فعاليات المنتدى، أعتقد أنهم لم يعرفوا به، وكان بإمكان إدارة المنتدى مخاطبة حكومتنا بتمثيل 6 شباب من الكاميرون في منتدى مصر لتفادي هذا الأمر».
لم تسنح الفرصة أمام الممثلة الكاميرونية للتجول في المدن المصرية، فلم تخرج عن مدينة شرم الشيخ التي تصفها بأنها «مدينة رائعة»، وتشيد بالمصريين وترى فيهم «أناس جيدون»، وتقول: «تعرفت بالفعل على أصدقاء مصريين لطفاء، والطعام المصري من الأشياء التي أعجبتني هنا».
أبادير يوحنا: «أتمنى إقامة المنتدى مرتين كل عام وليس مرة واحدة»
شارك أبادير يوحنا كمتحدث في منتدى شباب العالم بورقة بحثية عن التهرب الضريبي، وحضر جلسات «أجندة أفريقيا 2063» لمناقشة خطة الاتحاد الأفريقي ورؤيته في الأجندة التي تضمنت محاور: الاقتصاد والساسة والهوية الأفريقية وتاريخ القارة وفرص الاستثمار.
قدم الشاب المصري، البالغ 24 عامًا، ورقته البحثية في 25 صفحة، وتناول فيها ظاهرة التهرب الضريبي الدولي، ويقول إنها « مشكلة يعاني منها العالم بسبب دول الملاذات الضريبية، وهي ظاهرة تضر بالدول التي تعتمد على الضرائب في ميزانيتها العامة».
ويضيف المحامي والباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية أن «أفريقيا غنية بالموارد لكن سوء استغلالها هي المشكلة، وهي الآن تتنفس، ولكننا نتمنى المزيد، لذا وضع الاتحاد الأفريقي خطة أجندة 2063، ومنتدى شباب العالم بحث بدوره سبل تطبيق هذه الأجندة، باعتبار أن مصر ستكون رئيسة الاتحاد الأفريقي بدء من يناير 2019».
شارك «يوحنا» في النسخة الأولى من المنتدى عام 2017، وتقدم هذا العام من خلال الموقع الإلكتروني للمنتدى، ويقول: «نلت شرف المشاركة في حدث يضم أكثر من 5 آلاف شاب حول العالم»، مشيرًا إلى أن «جلسات المنتدى تناولت سبل التقارب والوحدة بين الشعوب الأفريقية من خلال إصدار جواز سفر موحد، وإنشاء جامعة أفريقية موحدة لنشر العلوم والمعرفة.
يرى «يوحنا» أن «تنظيم المنتدى جيد جدًا، والجميع يتعاونون لضمان راحة المشاركين، ولدينا الطريقة المثلى لعرض الأفكار والمقترحات، وأنا على المستوى الشخصي سعيد جدًا بالمشاركة، وآمل أن يكون المنتدى خطوة إلى الأمام تخدم أفريقيا والعالم أجمع، وآمل أن يحقق طموحات الشباب ويخرج بتوصيات لدفع عجلة التنمية».
ويقول: «جلسات وورش أفريقيا 2063 تناولت الجوانب الإيجابية للدفع في اتجاه الوحدة بين الدول الأفريقية، ولم تتطرق إلى النزاعات والخلافات بين دول القارة، مثل ملف المياه بين مصر وإثيوبيا والسودان، والنزاع على حلايب وشلاتين وغيرها من الموضوعات الشائكة».
ويضيف: «البعض يعيب على تنظيم المنتدى في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، لكن دوره في تنشيط السياحة هام للغاية، وآمل أن يجري تنظيم المنتدى مرتين كل عام وليس مرة واحدة؛ لأنه حلقة الوصل بين الشباب والإدارة السياسية».
صقر الشيراوي: «المنتدى جبّار.. وصُدمنا من حجم التنظيم»
جاء صقر الشيراوي إلى منتدى شباب العالم ضمن وفد مملكة البحرين، وهي المرة الأولى التي يحضر فيها أعمال المنتدى، وشارك في جلسات التنمية المستدامة مثل العمل التطوعي، ويقول إن «التنظيم جيد، واستمتعنا بحفل الافتتاح والجلسات، وشئ جميل أن نرى في الدول العربية مثل هذه الأحداث الكبرى».
يضيف طالب الإعلام والمنتسب إلى وزارة الشباب والرياضة البحرينية أن «المناقشات داخل الجلسات اتسمت بالحماس الكبير، ودارت العديد من الحوارات بين جميع الدول وممثليها»، ولكن دوره جاء كمشارك، ولم تتح له فرصه التحدث.
يقول الشاب البالغ 23 عامًا: «لو أتيحت لي الفرصة للحديث في إحدى الفعاليات كنت سأفضل الحديث عن العمل التطوعي، لأنني شاركت في هذه الأعمال داخل مملكة البحرين، ولدي خبرة في هذا المجال، والمنتدى عرض العمل التطوعي داخل الدول العربية والخليجية والعالم بشكل عام». ويشدد: «أعتقد أن هذا المنتدى في مصر وصل إلى العالمية، حتى (هاشتاجات) المنتدى حظيت بتفاعل كبير على تويتر وإنستجرام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام».
يرى «الشيراوي» أن «المنتدى نال تغطية إعلامية جيدة في الدول العربية والخليجية على وجه التحديد، لكن عالميًا لا أعتقد أنه نال قدره من التغطية في الإعلام الخارجي، وهذا إجحاف لحقه، ولكني أعتقد أن هذا راجع إلى ضعف الدعاية والترويج للمنتدى في دول العالم».
يثمن «الشيراوي» للمصريين تنظيم المنتدى، ويقول إنهم «أدوا عملهم بشكل جيد، ووصلوا بالفكرة إلى أكبر عدد ممكن من دول الخليج والدول العربية، ومن الوارد أن يكون بعض الناس لم تصل إليهم الفكرة ولم يشاركوا، ولكن بالإجمال هذا المنتدى جبار، وجميعنا مصدومين من حجم التنظيم والعمل داخل المنتدى».