شعب قارئ لا يُهزم أبداً

لقد ثبت من خلال تاريخ البشرية الطويل، أن القراءة والثقافة جناحان متلازمان للحفاظ على الإنسان المبدع المتزن. فقد اتخذ معرض فرانكفورت الدولى للكتاب فى أحد أعوامه شعارا هاما وصادقا تماما وهو «شعب قارئ.. لا يُهزم أبدا» Die Leute Lesen Wird Nie Besiegt إن الدول الأوربية وفى مقدمتها ألمانيا، تضع ضمن أولويات اهتماماتها الأساسية لبناء دولها قطاع البناء أولا، ويليه قطاع السياحة ثم الثقافة والتعليم وتخصص لها المليارات. وإذا نظرنا من خلال الإحصائيات الرسمية، لوجدنا مثلا مبيعات الكتب فى السنة الواحدة تزيد على 10 مليار يورو، وأنها جذبت أكثر من 45% من كل القوى العاملة ضمن الاتحاد الأوروبى. ونجد فى الصين يقرأ المواطن أكثر من 6 كتب سنويا. فى الوقت الذى نجد فيه للأسف أعلى نسبة أمية فى العالم تتواجد فى الوطن العربى. فهناك أكثر من 60 مليون أمّى عربى و9 ملايين طفل لا يتعلم. إنّ الطفل العربى يقرأ 7 دقائق سنوياً، بينما الطفل الأميركى يقرأ 6 دقائق يومياً. ومعدل ما يقرأه الفرد فى العالم العربى سنوياً هو ربع صفحة فقط. لذا فإن مكافحة الأمية ورصد المبالغ الكافية لها والاهتمام بالمناهج وتدريب المعلمين وتحديث المناهج ومحاربة الفقر والجهل والمرض من الأولويات فى هذا العصر إلى جانب تشجيع المواهب فعليا وعمليا.

نبيل شبكة - مستشار ثقافى سابق