جاء إبراهام لينكولن رئيسا للولايات المتحدة في واحدة من أسوأ فترات التمييز العنصرى، ولينكولن من مواليد ١٢ فبراير ١٨٠٩ وكان الرئيس السادس عشر لأمريكا وحكم في الفترة من ١٨٦١م إلى ١٨٦٥، حيث انتهت فترة رئاسته باغتياله «زي النهارده» وقد قامت في عهده الحرب الأهلية الأمريكية بعد انفصال إحدى عشرة ولاية وإعلانها تكوين دولة مستقلة سمّيت الولايات الكونفدرالية الأمريكية، فتمكن من الانتصار وإعادة الولايات المنفصلة إلى الحكم المركزى بقوة السلاح.
كما كان صاحب قرار إلغاء الرق في أمريكا عام ١٨٦٣ولد في ولاية إيلينوى الأمريكية في أسرة فقيرة لأبوين مزارعين ولم يحصل على تعليم رسمى إلا أنه تمكن من تكوين ثقافة عالية من جراء قراءاته الكثيفة لأمهات الكتب الغربية. وفى عام ١٨٣٧، وبعد أن علّم نفسه مبادئ القانون الإنجليزى والأمريكى، دخل لينكولن نقابة المحامين، وكان في أوائل حياته عضواً في حزب الويك الذي كان الحزب الثانى في أمريكا قبل انقراضه على يد الحزب الجمهورى، ثم استأنف حياته السياسية حينما كان حزبه القديم، حزب الويك، يلفظ أنفاسه الأخيرة وينضم أعضاؤه إلى أحزاب أخرى أبرزها حزب جديد سمى بالحزب الجمهورى الذي انضم إليه عام ١٨٥٤. وقد رشحه الحزب الجمهورى لخوض انتخابات مجلس الشيوخ لتمثيل ولاية إيلينوى.
هاجم العبودية واتّهم من قبل خصومه إثر ذلك بمحاباة «الزنوج» وخسرالانتخابات أمام مرشح الحزب الديمقراطى وفى ١٨٦٠ وحينما اشتد الخلاف بين ولايات الشمال والجنوب، وبين مناهضى الرق ومؤيديه، خاض الانتخابات الرئاسية كمرشح للحزب الجمهورى وفازبمنصب الرئاسة فكان أول رئيس للولايات المتحدة من الحزب الجمهورى. لم يتمكن من القيام بردة فعل تجاه الانفصال قبل ٢٣ فبراير ١٨٦١، حينما تسلّم مهام الرئيس بشكل رسمى.
وفى سبتمبر ١٨٦٣أصدر لينكولن «إعلان التحرير» الذي قضى بمنع الرق في الولايات «الثائرة»، هادفا ضرب الاقتصاد الجنوبى وإغراء العبيد بالانفلات من ملاّكهم وفى الانتخابات الرئاسية لعام ١٨٦٤فاز بالانتخابات فوزاً ساحقاً. بعد ذلك بأشهر قليلة، في التاسع من أبريل عام ١٨٦٥ بالتحديد، استسلم كبير الضباط الجنوبيين، الجنرال روبرت لى، فانتهت بذلك فعلياً الحرب الأهلية الأمريكيةوبعد أيام من استسلام الجنوب، حضر مع زوجته مسرحية في ماريلاند يمثّل فيها مجموعة من المتعاطفين مع قضية الانفصال، فقام أحدهم، جون ويلكس بوث، بإخراج مسدسه وإطلاق النار على رأسه فأرداه قتيلاً.