ختام جلسات «تمكين ذوي الإعاقة» في منتدى شباب العالم

كتب: عبدالله سالم, محسن سميكة الإثنين 05-11-2018 20:32

استكملت جلسة «تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة نحو عالم متكامل» في المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة شرم الشيخ، مساء الاثنين، ضمن جلسات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم.

بدأت المذيعة آية عبدالرحمن الجلسة بالحديث عن أن الإعاقة تكون في الفكر وليس في الجسد، وهناك شخصيات قامت بتحدي الإعاقة والتغلب على الصعاب.

وتحدث البطل إسلام أبو علي، أحد أبطال العالم في السباحة، عن حياته قبل الإعاقة وممارسته الرياضة وانطلاقه وحيويته، وبعدها تعرض لحادث سيارة أصابه بالجلوس على كرسي متحرك.

ثم تحدث عن تذمره في بداية إعاقته ونظرة المجتمع حوله، ثم رغبته أن يظل جالسا في فراشه دون فعل شيء، ولكنه قرر أن يقتل هذه الرغبة وأن ينظر للجانب الإيجابي في حياته وإعمال عقله في إعادة تأهيله مرة أخرى، ولكنه لاقى صعوبات بسبب عدم وجود ثقافة إعادة التأهيل لأصحاب الإعاقة
موجودة بمصر. وذات يوم قال له أحد أصدقائه مازحا «لو دفعتك في الماء.. ستغرق!»، ولكنه نظر للمزحة بشكل مختلف، وقرر بعدها تعلم السباحة، وبعدها فاز بالمركز الأول عامي 2013، 2014.

وبعدها أراد الانضمام للمنتخب الوطني ولكنه علم أن المنتخب المصري للسباحة تم إيقافه بسبب عدم وجود ميزانية. ثم التقى المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب السابق وطرح عليه فكرة عودة نشاط منتخب السباحة والتمثيل الدولي لمصر في المحافل الدولية، وبالفعل تمت إعادة نشاط المنتخب مرة أخرى.

وأضاف إسلام أنه كان يتدرب 5 ساعات يوميا وبعدها مثّل مصر في مدريد وحصل على الميدالية البرونزية، وأثبت قدرته على منافسة السباحين الدوليين. وحصوله على أفضل سباح في مصر للأعوام 2014 و 2015 و 2016 و 2017 و 2018، ثم حصوله على الميدالية الفضية في أولمبياد برلين والمركز الخامس في بطولة المكسيك. ثم اكتشف بعدها إصابته في الكتف ما أدى لتوقف نشاطه عن السباحة، ولكنه لم يتوقف عن الحياة، فقام بتنظيم أول ماراثون لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، وفي نهاية حديثه أوضح أنه يريد نشر رسالة «إذا كنت تمتلك الإرادة ستجد الطريق».

وتحدثت فريدة بدوي من غانا، مهندسة برمجيات والمؤسس المشارك والمسؤول التقني الرئيس لشركة البرمجيات logical، عن وجود حالة لديها تؤثر على الحديث، وأن حالتها تسوء مع مرور الوقت وعدم وجود أي دعم من دولة غانا لذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك لاقت صعوبات بالغة في تعليمها.

وبعدها حصلت على دبلومة في تكنولوجيا المعلومات، وبعدها قررت البحث عن عمل في سوق المعلومات، خاصة وأن المشتغلين بهذا المجال أكثر خبرة منها. ولكنها قامت بهذا التحدي وقررت استغلال كافة الفرص المتاحة أمامها لتطوير نفسها.

وأشارت إلى عملها مبرمجة في الـ18 من عمرها في أحد شركات العاصمة الغانية أكرا، وأنها كانت من القلة الموجودة من النساء، وعندما اكتشفت أن نظام الشركة لا يعمل اتخذت قرار تغييره. ثم دعت الجميع لبذل مزيد من الجهد نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم وجود أي تمييز بينهم وبين الآخرين. وأردفت أنها تعمل حاليا على تأليف كتاب بعنوان Comic يكون أبطاله من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ثم تحدث الدكتور أسامة بن أحمد الجنادي، مدير جامعة الأعمال والتكنولوجيا، نيابة عن الدكتور عبدالله دحلان، رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، وألقى كلمة بعنوان «الاحتياجات التعليمية الخاصة»، وتحدث عن مفهوم الإعاقة، وارتباطه بجوانب التفاعل بين القصور البدني والذهني الذي يعاني منه الشخص وبين البيئة التشريعية التي يعيش فيها مما يؤثر فيه، وتزايد الاهتمام بذلك بسبب انتشار الحركة الحقوقية لذوى الاحتياجات الخاصة عبر العالم.

ولم يعد تعريف الإعاقة متعلقا بالاحتياجات الخاصة بالأفراد بل بمستوى قدرة البيئة على تهيئة الظروف لتمكينهم من الاندماج والمشاركة في المجتمع العام، ومن ثمَّ تغير مفهوم الإعاقة ليصبح عدم قدرة المجتمع على خلق بيئة تناسب كافة أفراده، وعليه أصبح توفير الفرص المتساوية هدفا في مختلف القطاعات عبر العالم، ومنها المؤسسات التعليمية وعلى رأسها جامعة العلوم والتكنولوجيا بجدة لإعطائهم الفرص المتساوية ليكونوا أفرادًا ذوي فاعلية مثمرة في المجتمع.

وأطلقت الجامعة مبادرات بعنوان «التعليم الجامعي حق لذوي الاحتياجات الخاصة» الذين يعانون من صعوبات التعلم والصعوبات الجسدية، إضافة إلى إنشاء مركز لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على فرص عمل مناسبة، ويضمن استقلاليتهم وفاعليتهم بصفتهم عناصر فاعلة في المجتمع. ثم أضاف أنه يجب وضع ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار في المواصلات العامة وعند إنشاء الطرق وتصميم المباني.