السيسي يوصي بتشكيل لجنة قومية لمناقشة وسائل التواصل الاجتماعي

كتب: عبدالله سالم, محسن سميكة الإثنين 05-11-2018 20:29

عقدت جلسة «مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ أم تستعبد مستخدميها؟»، مساء الاثنين، ضمن جلسات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.

بدأت وقائع الجلسة بفيلم عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تحدث باتريك وينست، المدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت في السويد، عن الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، مبينًا أن 300 دراسة أثبتت الأثر السئ لمواقع التواصل الاجتماعي على مراكز بعينها في مخ الإنسان، وسلبه إرادته وانتباهه، بجانب دراسة تؤكد أن استخدام الإنترنت لمدة ساعتين في اليوم يُفقد الإنسان قدرته على القيام بالأشياء على الوجه الأمثل.

وأكدت الخبيرة في المجال الرقمي وتكنولوجيا البيانات، كريستينا اديرو، أنه لا بد من توفير برامج لحماية الأطفال من الإنترنت، وتدريسها في المدارس، مشيرة إلى أهمية تعليم الأطفال حقوق الإنسان حتى يتخلصوا من سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم عالمًا خياليًا للأطفال والمراهقين.

وقالت الفتاة الليبية أروى أبون، التي تعرضت لحادث تنمر عبر الإنترنت، إن الإنترنت يخلق أشخاصًا غير حقيقيين، وهذا أمر غير إيجابي على الأطلاق، وتؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدم قدرة الأفراد على التواصل الحقيقي في المجتمع.

وأشار مخرج الأفلام الوثائقية والمصور الإنجليزي جاكسون هاريس إلى أن الإنترنت جعل الأفراد أقل قدرة على التواصل بصورة حقيقية، والأمر يصبح أكثر خطورة عندما يتعلق بالحياة الشخصية، ولذا من الضروري أن يفرق الفرد بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي.

وأضاف رجل الأعمال الألماني والمستشار في مجال الأمن السيبراني، ماركو جيريك، أن الناس تلجأ لمواقع التواصل؛ ليعيشوا في عالم وهمي؛ لأنهم يجدوا فيه ما لا يجدوه في الواقع، فيما يجب أن يشعر كل إنسان أن لديه هدف يجب أن يحققه؛ للخروج من عزلة العالم الافتراضي.

من جهتها، أوضحت الكندية بيلى بارنيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة سكلز كامب، مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، وأنها قد تدفعهم لإدمان المخدرات أو الكحوليات.

وتحدث خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، عن تحقيق الإرهاب لمكاسب كبيرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنها وفرت له مساحة كبيرة مجانية أكبر من أرض الواقع لبث أفكاره، واستخدامها كوسيلة للتجسس على الشعوب، وهو ما يلقي عبئًا على أجهزة الاستخبارات الدولية.

فيما ركزت التنزانية فلافيانا ماتاتا، المدير التنفيذي لمؤسسة فلافيانا ماتاتا، على الجانب الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنها تساعدها على التواصل واتخاذ القرار في العمل.

وبيّنت الدكتورة فاطمة الزهراء عبد الفتاح، الباحثة المتخصصة في الدراسات الإعلامية وتكنولوجيا الاتصالات، أن وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لنقل الأخبار المزيفة التي تنتشر بشكل كبير خلال فترات الأزمات، موضحة أن شكل التزييف والتلفيق على مواقع التواصل تطور بشكل كبير، خاصة مع وجود حوالي 190مليون إنسان آلي يعمل على مواقع «فيس بوك» وتويتر كمستخدمين حقيقيين.

وأشارت الخبيرة الإماراتية خولة الهاوى، المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أهمية مواقع التواصل في ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة؛ حيث إنها تشعر المستهلك بأهمية رأيه، وتوفر وسيلة تواصل بين المستهلكين وأصحاب المشروعات، كما تُعدُّ وسيلة تسويق بتكاليف أقل، وتبنى بناء عليها استراتيجيات التسويق.

وتحدث محمد خيرت، مؤسس موقع «شوارع مصرية| Egyptian streets»، عن أنه أسس موقعه لتقاسم قصصه مع الآخرين، مشددًا على أهمية ألا تكون الحكومات رد فعل، بل تتحرك من البداية للرد على الشائعات والقضاء عليها.

واختتمت الجلسة بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أوصى خلالها بتشكيل لجنة قومية أو مجموعة بحثية قومية لتناقش قضية وسائل التواصل الاجتماعي، وتضع استراتيجية لتعظيم الاستفادة منها وتكون أداة فعالة في مجالات مثل التعليم والصحة، فهي من الممكن أن تكون أداة بناء أو هدم، وبدونها لا يمكن التواصل مع العالم، مشددًا على أهمية بناء الشخصية بشكل مناسب ومتوازن للتعامل مع مواقع التواصل، والتعامل مع الحياة.