يُعد الاستعداد الدائم لمجابهة الأزمات والكوارث والمشاركة فى المشروع القومى لمحو الأمية وتعليم الكبار، وكذا تدريس مادة التربية العسكرية لطلبة المدارس الثانوية العسكرية فى الجامعات والمعاهد المصرية الحكومية والخاصة، من أهم مهام قوات الدفاع الشعبى والعسكرى الرئيسية، فضلًا عن الإشراف على تأمين الأهداف الحيوية المؤمنة بالحراسات المشددة والمنظمات الشعبية، وكذلك تنظيم الزيارات الميدانية لطلبة المدارس والجامعات لمصابى العمليات الإرهابية والمشروعات التنموية العملاقة والكليات والوحدات والمزارات العسكرية.
والدفاع الشعبى والعسكرى يمتلك تاريخًا عريقًا من بطولات كُتبت بالدم للحفاظ على أرض الوطن ومقدساته، وحاضرًا واعدًا يتحدث عن جهود مُضنية لهذه القوات تُبذل لغرس روح الولاء والانتماء فى قلوب الشباب وترسيخ حب الوطن والتضحية من أجله، ما يبشر بمستقبل مشرق ومزدهر.
ونشأت قوات الدفاع الشعبى والعسكرى فى 25 أكتوبر عام 1953، بقرار من الرئيس الراحل، محمد نجيب، تحت مسمى (قوات الحرس الوطنى)، وتشكّلت من وحدات إقليمية مكوّنة من أفراد متطوعين يرأس كل منها قائد لتنفيذ المهام التى تحدد لهم، وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صدر القانون رقم 55 فى ديسمبر عام 1968، والخاص بإنشاء (منظمات الدفاع الشعبى) بمهمة حماية الخطوط الخلفية للقوات ومنع أى نشاط عسكرى أو تخريبى يقوم به العدو.
وفى عام 1969، صدر القرار الجمهورى رقم 563 لسنة 1969، بإنشاء قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، وأُسند إليها مهام وزارة الحربية حينذاك، فى تأمين الأهداف الحيوية ووضع خطة لتأمين كل هدف حيوى ومدينة حدودية والإشراف على تنظيم وتدريب وجاهزية الأهداف للتصدّى لأى أعمال عدائية قد تتعرض لها والمدن الحدودية، وتتركز المهام أيضًا فى تنسيق الأعمال بين الأفرع الرئيسية والهيئات والإدارات والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة والأجهزة التنفيذية بالدولة والمحافظات والإمداد بالمعلومات الدقيقة والمؤثرة ورفع كفاءة إجراءات التأمين، باستخدام أساليب التدريب الحديثة، وتنفيذ خطة الإشراف والمتابعة والمرور الدائم على جميع الأهداف الحيوية، للوصول لأعلى معدلات الاستعداد القتالى الدائم، لمجابهة التهديدات والعدائيات المحتملة كافة.
وتتضمن المهام التخطيط والتدريب على أسلوب مجابهة الأزمات والكوارث وأسلوب إدارتها، ووضع خطة متكاملة للتغلّب عليها وإزالة الآثار الناتجة عنها، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظات، وتنفيذ البيانات العملية لإسلوب التغلّب على (أزمة أو كارثة)، من خلال محاكاة لإدارة أزمة داخل محافظة ما، وعقب انتهاء التدريب يتم الوقوف على النقاط الإيجابية وعمل تقرير شامل يتم تسليمه للجهات المختصة، يليه إعادة المرور مرّة أخرى على المحافظة، لمتابعة تلافى النقاط المطلوب التركيز عليها، بالإضافة إلى المساهمة فى المشروع القومى لمحو الأمية فى 9 محافظات (الشرقية - الجيزة - الفيوم - بنى سويف - الدقهلية - كفر الشيخ - المنوفية - الغربية - جنوب سيناء)، بالتنسيق مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ويتم من خلاله اختيار المجندين الحاصلين على مؤهلات عليا فى تخصصات (الآداب - قسم لغة عربية، والتربية، والتجارة، والحقوق)، ويتم تكليف كل مجند بمحو أمية 30 دارسًا بالفصول التابعة للقوات، ويتم اختبار الدارسين بواسطة الهيئة، حيث بلغت نسبة النجاح فى الفصول خلال العام الدراسى (2017 - 2018) 83%، ويتم الإشراف على تلك الفصول فى كل محافظة، بهدف الوقوف على المصاعب والمقترحات التى تواجه عملية التدريس.
ويدخل فى مهام القوات، كذلك، تدريس مادة التربية العسكرية لطلبة المدارس الثانوية العسكرية بالجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة داخل جميع المحافظات، طبقًا لنص القانون رقم 46 لسنة 1973، بهدف تنمية روح الولاء والانتماء لدى الطلبة، بالإضافة إلى تدريس مادة التربية العسكرية لطلبة الجامعات الحكومية على مدار العام والجامعات الخاصة والمعاهد العليا خلال إجازتى نصف العام ونهاية العام، وتشتمل دورات التربية العسكرية على أنشطة رياضية مختلفة ومحاضرات نظرية عن موضوعات الأمن القومى المصرى ومكانة الشهيد ودور القوات المسلحة فى القضاء على الإرهاب والتنمية الشاملة بالدولة ومحاضرات عملية عن بعض أساسيات الحياة العسكرية، بهدف إعداد جيل من الشباب قادر على أداء الخدمة الوطنية.
وتتضمن الدورة إعداد ورقة بحثية يشترك فيها من (5-10) طلاب عن موضوعات مختلفة فى التاريخ العسكرى، وموضوعات الأمن القومى المصرى، بهدف تنمية الاطلاع والمعرفة وروح الفريق لدى الطلبة، لإكسابهم القدرة على إجراء نقاش هادف وبناء.
وعن تطوير أداء القوات، قال اللواء أركان حرب، خالد توفيق، قائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، إن القيادة العامة للقوات المسلحة تُولى اهتمامًا كبيرًا بعملية تطوير قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، لمواكبة العصر الحديث، لافتًا إلى أنه تم تطوير الدفاع الشعبى والعسكرى بالتعاون مع جميع أفرع وتشكيلات وإدارات القوات المسلحة، وأن عملية التطوير مستمرة ولا تتوقف عند مرحلة مُعينة.
وأضاف «توفيق»، خلال لقاءٍ بالمحررين العسكريين، أن هناك تنسيقًا بين الدفاع الشعبى والوزارات، بشأن مواجهة الأزمات والكوارث، كما أن قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تقوم بدراسة مشاكل كل محافظة على حدة، حتى يتم وضع الخطط لها، بناءً على تلك الدراسات التى تقوم بها، كاشفًا أن هناك 20 جامعة خاصة و142 معهدًا خاصًا موجودة فى مصر، وأنه تم توقيع بروتوكول تعاون فى مايو 2016، بشأن تنظيم ندوات ودورات للطلبة فى الجامعات والمعاهد الخاصة.
وأشار «توفيق» إلى أن هُناك تنسيقًا بين الدفاع الشعبى والجهات المختصة داخل القوات المسلحة، بهدف إرسال لجان إلى الجامعات لتقديم التسهيلات الخاصة بالتجنيد لذوى الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى توجيهات القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة باتخاذ إجراءات لسرعة الارتقاء بمنظومة العمل للقوات، وذلك بهدف تنمية روح الولاء لدى الشباب ومختلف فئات المجتمع من خلال خطة متكاملة».
وأوضح أنه تم تنفيذ 5 زيارات لطلبة جامعات (سوهاج وأسوان وجنوب الوادى)، بخلاف التنسيق مع الاتحاد العام للكشافة والمرشدات المصرى، لتنظيم معسكرات تعايش بالوحدات العسكرية لمدة 5 أيام لمختلف الأعمار السنية، بهدف تحقيق التواصل الحقيقى والتعريف عن قرب بالمؤسسة العسكرية وتبادل ونقل الخبرات واكتساب المهارات من خلال تنفيذ برنامج متميز للطلبة، يتضمن موضوعات تفاعلية يقومون بتنفيذها (تعايش - طوابير سير - ملاحة برية - سباحة).
واستكمل: «لذوى الاحتياجات الخاصة اهتمام خاص، حيث يتم التنسيق مع المجلس القومى لشؤون الإعاقة على إشراك 50 فردًا منهم بجميع الالتزامات الرئيسية التى تقوم بها قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى.
ومن جانبهم، أعرب طلبة الجامعات المختلفة الذين شاركوا فى دورات التربية العسكرية والندوات التثقيفية والزيارات الميدانية، تحت إشراف قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، عن سعادتهم البالغة لما تحصّلوا عليه من معلومات أدّت إلى زيادة روح الولاء والانتماء للوطن ورفع الروح المعنوية لديهم، وقال عبدالله الزاهر، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة جنوب الوادى، إنه شارك فى الندوة التثقيفية السادسة التى أقيمت بالجامعة، وتعرّف من خلالها على إنجازات القوات المسلحة فى خدمة عملية التنمية المختلفة التى تشهدها مصر، بالإضافة إلى إدراكه لحقيقة العديد من القضايا التى تمسّ الأمن القومى المصرى، كما تعلّم مواجهة الفكر المتطرف والإرهابى وذلك عن طريق التوعية والتثقيف لجميع المحيطين به وشرحه لحقيقة الأمور.
واتفقت معه نيرة جودة، الطالبة بالفرقة الرابعة كلية التمريض جامعة بنها، لافتة إلى أنها تعرّفت على دور القوات المسلحة ومواجهة مصر للإرهاب وبناء الدولة الوطنية الحديثة من خلال ندوة تثقيفية تعلمت فيها مفهوم الأمن القومى وعناصر قوى الدولة الشاملة».
وأكدت هاجر صبرى، الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الهندسة جامعة بنها، أنها شاركت فى زيارة ميدانية لأنفاق قناة السويس الجديدة، وأن القوات المسلحة تقوم بعملية تنفيذ المشروعات القومية فى وقت قياسى وفق جودة قياسية عالمية.