جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» رفضه للعودة إلى حدود 67، وأكد أن أي اتفاق نهائي مستقبلي سيتضمن وجود كتل استيطانية إسرائيلية خارج حدود إسرائيل، وقال «نتنياهو» في خطاب ألقاه في الخامسة بتوقيت القاهرة، اليوم الثلاثاء، أمام الكونجرس الأمريكي، إن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل «خارج حدود إسرائيل»، وإن القدس يجب أن تكون عاصمة موحدة لإسرائيل.
رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي استقبل في الكونجرس الأمريكي بتصفيق حاد، قاطعه أحد أعضاء الكونجرس بعد دقائق مع بدء كلمته، ليتجاوز ذلك قائلاً: «أنا فخور بأن هناك احتجاجات في برلماناتنا، لا يمكن أن يكون هناك احتجاج في برلمان طرابلس وطهران، لدينا صحافة حرة واقتصاد مفتوح ونقاشات في البرلمان».
«نتنياهو»، الذي بدأ خطابه بتهنئة أعضاء الكونجرس الأمريكي بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قال إن الشرق الأوسط يتغير وإن التحالفات في الشرق الأوسط تتغير، وأضاف أن إسرائيل هي «واحة الديمقراطية الوحيدة» في المنطقة، و«الحليف الوحيد» للولايات المتحدة، و«داعمها الوحيد»، و«ستبقى دائماً الداعم الوحيد» للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي حديثه لأعضاء الكونجرس الأمريكي قائلاً: «ليس عليكم أن تقوموا ببناء إسرائيل، فقد بنيناها، وليس عليكم أن تصدروا لنا الديمقراطية فقد حصلنا عليها، وليس عليكم أن ترسلوا القوات الأمريكية لإسرائيل، فنحن ندافع عن أنفسنا».
وعن الثورات العربية قال «نتنياهو» إن هناك معركة في الشرق الأوسط بين «الحرية» و«الطغيان»، وأضاف «في هذه اللحظة التاريخية، هناك الملايين من الشباب في هذه المنطقة عاقدون العزم على تغيير واقعهم، ويطالبون بالحرية، ونحن نتقاسم الآمال مع الذين قاموا بالثورة في تونس والقاهرة».
واستطرد «نتنياهو»: «نحن فخورون في إسرائيل أن هناك أكثر من مليون مواطن عربي يستمتعون بهذه الحقوق بهذه الحقوق لعقود في إسرائيل، وحدهم المواطنون العرب في إسرائيل يتمتعون بحقوق ديمقراطية حقيقية، فكروا في 300 مليون عربي، أقل من نصف بالمائة أحرار وكلهم مواطنون في إسرائيل»، على حد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ادعى أن «إسرائيل ليست كدول الشرق الأوسط، ولكنها مكرمة الشرق الأوسط»، وأنها «تدعم رغبة الشعب العربي في العيش بشكل حر».
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته عن إيران، قائلاً إنها «أكثر من يعارض السلام»، وأن «الطغاة في طهران يمولون الإرهاب في العالم»، وأضاف: «الوقت بدأ في النفاذ، امتلاك إيران لسلاح نووي سيؤدي إلى سباق نووي في الشرق الأوسط، وسيعطي للإرهاب مظلة نووية، يجب منع قادة إيران من كافة المنابر المحترمة في العالم لإنكارهم المحرقة، تعلمنا أن نأخذ التهديدات لنا على محمل الجد، نحن أمة خرجت من رماد المحرقة، وعندما نقول لا مجدداً فإننا نعني لا مجدداً»، على حد قول نتنياهو.
وعن عملية السلام قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «نحن نرغب في السلام لأننا نحتاج إليه، حققنا اتفاق سلام تاريخي مع مصر والأردن ودام لعقود، وهذا السلام يجب دعمه، من خلال الدعم الاقتصادي والسياسي للباقين الملتزمين بالسلام».
وعن المسار الفلسطيني في عملية السلام قال «نتنياهو»: «السلام مع مصر والأدرن مهم لكنه ليس كافياً، يجب أن نتوصل لسلام مع الفلسطينيين»، وأضاف: «منذ سنتين، أعلنت التزامي بدولة فلسطينية تقوم بجوار دولة يهودية، وأنا مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل هذه الدولة، وهذا ليس سهلاً بالنسبة لي، لأنني أعرف أن السلام الحقيقي سيجبرنا على التخلي عن بعض من وطننا التاريخي وبحسب حقنا التاريخي فإن الشعب اليهودي ليس محتل أجنبي، هذه أرض أجدادنا».
وفي إشارة إلى تهجير عرب 48 إلى الدولة الفلسطينية في حال قيامها قال «نتنياهو»: «لكن هناك حقيقة أخرى هي أن الفلسطينيين يتقاسمون معنا هذه الأرض، لن يكون هناك فلسطينيون – إسرائيليون، هؤلاء سيكونون مستقلين يعيشون في بلدهم».
واتهم نتنياهو الفلسطينيين بالتسبب في عدم إحلال السلام قائلاً: «لقد ساعدنا الاقتصاد الفلسطيني، وأصبح ينمو بنسبة 10%، إذا كانت مزايا السلام مع الفلسطينيين واضحة، فلماذا لم يتحقق السلام، مع كل رؤساء وزراء إسرائيل منذ توقيع أوسلو، بما فيهم أنا، وافقوا على السلام، فلماذا لم نتمكن من تحقيق السلام، لأن الفلسطينيين يرفضون دولة فلسطينية بجوارها دولة يهودية
نزاعنا لم يكن بسبب تأسيس الدولة الفلسطينية، نزاعنا كان بسبب وجود الدولة اليهودية».
وتابع «نتنياهو»: «اليوم يعلمون أطفالهم على الكراهية، ويطلقون على الميادين أسماء إرهابيين، والإبقاء على خرافة تقول أن إسرائيل سيسيطر عليها أطفال اللاجئين الفلسطينيين، هذا الأمر يجب أن ينتهي، حان الوقت أمام عباس ليقول سأقبل بالدولة اليهودية».
وعن الكتل الاستيطانية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «وضع المستوطنات سيتقرر وفقط بالمفاوضات، ولنكن واضحين، في أي اتفاق ينهي النزاع ستكون هناك بعض المستوطنات خارج حدود إسرائيل، إسرائيل لن تعود لحدود 67، وكما قال أوباما يجب أن تكون الحدود مختلفة، وإسرائيل ستكون سخية فيما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية، لكنها ستكون ثابتة فيما يتعلق بالحدود».
وعن اللاجئين الفلسطينيين قال «نتنياهو» إن «مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ستحل خارج حدود إسرائيل».
وتحدث «نتنياهو» عن وضع القدس في أي مفاوضات مستقبلية قائلاً: «لقد حان الوقت لنقول ذلك، فيما يتعلق بالقدس، فقط دولة إسرائيل الديمقراطية تمنح حق العبادة لكافة الأديان في المدينة، وطوال تاريخ العاصمة اليهودية، المرة الوحيدة التي كان المسلمون والمسيحيون واليهود يصلون إلى أماكن عبادتهم بشكل مباشر، كان خلال سيادة إسرائيل على القدس، القدس يجب أن لا تقسم مجدداً، ويجب أن تبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل».
وربط «نتنياهو» بين السلام والأمن قائلاً: «في الشرق الأوسط السلام يجب أن يكون قائماً على الأمن»، وأضاف: «انسحبنا من لبنان ومن غزة، واعتقدنا أننا حصلنا على السلام، وهو ما لم نحصل عليه، وإنما حصلنا على 12 ألف صاروخ أطلقتهم حماس وحزب الله».
وقال «نتنياهو»: إذا انسحبت إسرائيل من هذه الأراضي، فإن تدفق الأسلحة لن يكون عليه رقابة، وإطلاق الصواريخ سيستمر، وستصل الصواريخ إلى أي بيت في إسرائيل في خلال دقيقة واحدة .. لن نعيش بهذه الطريقة، إسرائيل بحاجة إلى تدابير أمنية فريدة»، من بينها أن تكون الدولة الفلسطينية «منزوعة السلاح تماماً».
وعن المصالحة الفلسطينية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «السلام لا يمكن فرضه، ويجب أن يكون عن طريق المفاوضات، وحماس ليست شريكاً في السلام، حماس ملتزمة بالإرهاب وتدمير إسرائيل، وقائد حماس أدان قتل بن لادن ووصفه بالمجاهد»، وأضاف «نتنياهو»: إسرائيل مستعدة أن تجلس اليوم مع السلطة الفلسطينية، لكنها لن تجلس مع حكومة مدعومة من طرف هو نسخة فلسطينية للقاعدة».
وفي نهاية خطابه وجه «نتنياهو» رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً: «أقول لعباس مزق اتفاقك مع حماس، وإذا فعلت ذلك فإن إسرائيل لن تكون آخر دولة تقبل بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، ولكنها ستكون أول دولة تقبل بذلك».