هل يستطيع ترامب منع أطفال العرب من الحصول على الجنسيّة الأمريكية؟.. خُبراء يجيبون

كتب: نورهان مصطفى الثلاثاء 30-10-2018 20:47

«نحنُ الدولة الوحيدة في العالم التي يحضر إليها الشخص ويُنجب طفلاً، ويصبح الطفل مواطنا أمريكيا لمدة 85 عاما، ويتمتع بكافة مزايا الجنسية، إنهُ أمر سخيف، سخيف، ويجب أن ينتهي»، كلمات قليلة قالها «ترامب» أثناء مقابلة أجراها مع موقع «أكيسوس»، مُفجرًا عاصفة كبيرة في وجه كُل من يحلُم بالذهاب يومًا إلى أمريكا، لحصول أطفاله عىل الجنسيّة الأمريكية، وبالتالي حيازتهُم للباسبور «الأزرق»، الذي ربمّا يحوّل حياته تمامًا.

يبدو فكر ترامب في إصدار أمر تنفيذي يقول إنه يهدف إلى منع حق حصول الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين غير أمريكيين أو مهاجرين بطريقة غير شرعيّة، إذ أكد في نفس المقابلة المذكورة سابقُا أن إصدار مثل هذا الإجراء من بين سُلطات رئيس الدولة، بينما يؤكد خبراء أن المادة الدستوريّة المتعلقة بحق منح الجنسية للمولودين على الأراضي الأمريكية لا يمكن إلغاؤها بدون موافقة الكونجرس.

من ناحيتُه، قال ترامب إنه كان يعتقد أن اتخاذ مثل هذا القرار، الذي وصفهُ بأنها خطوة «قيد التنفيذ»، يتطلّب تعديلاً دستوريًا، لكنه اكتشف أنه من الممكن لرئيس الدولة أن يصدر أمرا تنفيذيا بهذا الشأن، مضيفًا: «نحنُ الدولة الوحيدة في العالم التي يحضر إليها الشخص وينجب طفلا، ويصبح الطفل مواطنا أمريكيا لمدة 85 عامًا، ويتمتع بكافة مزايا الجنسية، إنه أمر سخيف، سخيف، ويجب أن ينتهي».

من الناحية القانونية، يرجع تاريخ حق منح من يولد على الأراضي الأمريكية الجنسية لعام 1898، حتى وإن ولد لأبوين لا يحملان الجنسية الأمريكية، بقرار من المحكمة العُليا، كما نصّ التعديل 14 من الدستور الأميركي على اعتبار «جميع الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة أو الحاملين لجنسيتها والخاضعين لسلطتها القضائية، مواطنين للولايات المتحدة ومواطنين للولاية التي يقيمون فيها»، وبالتالي يتمتّعون بحقوق ربمّا لا يتمتع بها غيرهم في بقع العالم المُتناثرة.

خُبراء أجانب وصفوا تلك التصريحات بـ«التحركات الكاسحة للإدارة ترامب»، فيما وصفها آخرون بـ«التحريضية»، إذ قال السيناتور الديمقراطي، كريس كونز، أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: «ترامب يسوّق رواية كاذبة بشأن الهجرة، على نحو يُذكّي الخوف قبل الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر المُقبل».

هُنا، داخل جمهورية مصر العربية، يلجأ عدد كبير من النجوم إلى ولادة أبنائهم خارج مصر، تحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كان آخرهم الفنان تامر حسني، وذلك بجانب نماذج أخرى، مثل منى زكي وأحمد حلمي الذين أنجبا طفلها الثاني «سليم» هُناك، والفنانة زينة، وشيرين وخالد سليم.

ومع مشروع قرار ترامب، سوف يتم حظر ذلك تمامًا، وبالتالي الحصول على مميزات مثل الحصول على شهادة ميلاد رسميّة من الحكومة الأمريكية، إذ يستطيع أن يستخرج أهله لهُ جواز سفر أمريكي، ثم يحقّ لهذا الطفل بعد بلوغه السن القانونية، بطلب حق الإقامة، ومن بعد التجنّس لوالديه وإخوته فيما بعد، وينطبق على المهاجرين أيضًا وزوّار الولايات المتحدة من السائحين والطُلاب الجُدد.

بخصوص مشروع قرار ترامب، قال دكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسيّة بجامعة القاهرة، والجامعة الأمريكيّة سابقًا لـ«المصري اليوم»، إن ما يفكر بهِ ترامب هدفه «تحصين أمريكا من المهاجرين أو من حاملي الجنسيات الأخرى»، وهو جُزء هام من مشروع ترامب الذي أبدى معارضة للهجرة غير الشرعية خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 2016، وبالفعل اتخذ إجراءات بخصوص ذلك، ولم يعارضه أحد من الكونجرس الأمريكي.

وعن طبيعة صلاحيات ترامب، أكد فهمي أن صلاحيات الرئيس الأمريكي الحالية، تمنحهُ حق تنفيذ ذلك، إذ وصف الصلاحيات بـ«الكاملة»، وفقًا للنظام الرئاسي الذي يسير به، مثلما فعل مع الجانب المكسيكي، فهو يعتبر أن الدول الأخرى المجاورة لأمريكا، هي بمثابة «الفناء الخلفي لأمريكا»، فيجب التصدي لذلك.

فيما يتوقّع فهمي أن ترامب سيواجه صعوبات إذا قرر تنفيذ القرار، إذ قال: «لن يتم تنفيذ ذلك القرار، إلا إذا ترشّح ترامب في فترة رئاسية ثانية، ونجح في ذلك.. النظام الأمريكي الحالي هو الأسوأ في تاريخها».

أما دكتور عماد جاد، فيرى أن ترامب من حقه فعل ذلك، إذ قال في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «ترامب من حقه تفعيّل القرار، من حق كل رئيس دولة أن يختار أشخاص أو مهن بعينها لإعطائها جنسية بلاده».

وعن تفعيل القرار، قال: «دي عملية تنظيمية تتعلق بالقرارات السيادية، لكن القرار هيكون محل انتقاد داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها».