أكد المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أن تحقيق التكامل الاقتصادي العربي أصبح ضرورة حتمية فى ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الروابط الوثيقة بين كافة البلدان العربية تمثل الأساس المتين لإقامة تكتل اقتصادي عربي قادر على تحقيق الحلم الكبير بإقامة السوق العربية المشتركة.
وقال «نصار»، في سياق لقائه بمجلس إدارة اتحاد الغرف العربية، الذي يعقد اجتماعه رقم (128) بالقاهرة، بمشاركة وفود 18 دولة عربية، وذلك بالإنابة عن رئيس مجلس الوزراء، إن «منظمات الأعمال العربية لاعب رئيسي وفعال فى تحقيق هذا التكامل، وبصفة خاصة فى المجالين الصناعى والتجارى ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة لشعوب المنطقة، وهو الأمر الذى تدعمه الحكومات العربية من خلال توفير البيئة والمناخ المواتى لنمو حركة الاستثمار فى البلدان العربية».
وأوضح الوزير أن الحكومة المصرية حريصة على التنسيق مع كافة الحكومات العربية لتسهيل منظومة الإجراءات لتحقيق انسياب فى التجارة البينية العربية، وكذا تسهيل حرية انتقال رؤوس الأموال، مشيراً في هذا الإطار إلى نجاح الجهود المصرية مع دولة السودان الشقيق فى رفع وإزالة القيود على التجارة بين البلدين، وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على معدلات التبادل التجارى خلال المرحلة المقبلة.
وأشار «نصار» إلى أن مصر تفتح ذراعيها لاستقبال استثمارات رجال الأعمال العرب لإنشاء مشروعات جديدة والانطلاق بمنتجاتهم إلى مختلف دول العالم والتي ترتبط مع مصر باتفاقيات تجارة حرة تتيح النفاذ إلى حوالي 2 مليار نسمة، مؤكداً في هذا الإطار حرص الحكومة المصرية على تقديم كافة التيسيرات والتسهيلات اللازمة أمام المستثمرين العرب لبدء مشروعاتهم فى السوق المصري.
من جانبه، أكد محمد عبده سعيد، رئيس اتحاد الغرف العربية، حرص الاتحاد على المشاركة بفاعلية فى رسم السياسات الاقتصادية العربية لتتواكب والمتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وكذلك تعزيز وتفعيل التعاون بين رجال القطاع الخاص العربى باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق النمو المستدام للاقتصاديات العربية.
وأوضح أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، وأمين صندوق اتحاد الغرف العربية، أن الاتحاد يقوم حالياً بإعداد ورقة عمل شاملة لتعزيز التجارة البينية العربية، بهدف عرضها على مؤتمر القمة الاقتصادى العربي، الذي من المقرر أن تستضيفه دولة لبنان مطلع العام المقبل.
كما تحدث خلال اللقاء عدد من رؤساء اتحادات الغرف العربية، حيث أكدوا على أهمية التزام الحكومات العربية بتطبيق اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، وكذلك ضرورة توحيد المواصفات العربية، وتسهيل عملية انتقال رجال الأعمال بين مختلف البلدان العربية.
وفى هذا الإطار، دعا الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، إلى إعداد آلية متكاملة للتعامل مع العقبات التجارية، وبصفة خاصة القيود غير التعريفية في بعض الأسواق العربية بما يسهم فى إزالة هذه القيود وتحقيق انسياب فى حركة التجارة بين الدول العربية.
كما أشار السفير كمال حسن على، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية، إلى أنه يجرى حالياً دراسة وضع آليتين فى إطار جامعة الدول العربية الآلية الأولى تستهدف التزام الدول العربية بتطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والثانية آلية للشفافية وتستهدف إطلاع الجامعة على أي قرارات أو إجراءات اقتصادية جديدة تتخذها أحد الدول الأعضاء لتعميمها على باقى الدول بما يتيح إتاحة المعلومات وبشفافية أمام رجال القطاع الخاص العربي.