أعلن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير أن المتهمين السعوديين فى قضية مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى ستتم محاكمتهم على الأرض السعودية، فيما حذر وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس من أن القضية تؤثر على أمن المنطقة.
وأكد وزير الخارجية السعودى، فى كلمته بمؤتمر حول الأمن فى المنامة، السبت، أن جماعة «الإخوان» الإرهابية هى الفكر الأساسى لتنظيمى «القاعدة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وقال إن «الإخوان» جماعة إرهابية، ونعمل على القضاء على فكرهم التدميرى مع شركائنا بالمنطقة والعالم.
وأضاف أن المنطقة تشهد صراعاً بين رؤيتين؛ إحداهما تدعو للأمل والأخرى تدعو للظلام وتسعى لنشر الطائفية وتشجيع الإرهاب.
وأوضح «الجبير» أن الصراعات فى الشرق الأوسط جاءت بسبب قوى إقليمية تعمل على تغيير المعادلات والهيمنة على المنطقة. وتابع قائلا: «نتعامل مع رؤيتين فى الشرق الأوسط.. رؤية سعودية مستنيرة وأخرى إيرانية ظلامية»، مؤكدا أن إيران أكبر راعٍ للإرهاب بالمنطقة، مشيرا إلى أن العقوبات على طهران ستتصاعد فى نوفمبر المقبل، ولا يمكن لها أن تستمر فى ممارسة إرهابها.
وأضاف: «لدينا مصالح علينا حمايتها مثل أمن الملاحة الدولية، وسنقف مع من يساندنا، والاستراتيجية التى اتبعناها لمواجهة إيران كانت فعالة»، مطالبا طهران بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل فى شؤون الدول الأخرى.
وتطرق وزير الخارجية السعودى لقضية قتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى، وأكد أن المتهمين ستتمّ محاكمتهم فى السعودية، وذلك بعد ساعات على طلب تركيا تسلمهم.
وقال الجبير: «بشأن مسألة التسليم، هؤلاء الأفراد مواطنون سعوديون. إنهم موقوفون فى السعودية والتحقيق يجرى فى السعودية وستتمّ ملاحقتهم فى السعودية». وأضاف أن «هذه القضية يجب أن تكون موضع تحقيق». وأضاف «سنعرف الحقيقة وسنعاقب المسؤولين ونضع آلية حتى لا يتكرر ذلك بعد الآن».
وأدان الجبير «الهستيريا فى وسائل الإعلام بينما لم ينته التحقيق بعد».
من جانبه، حذر وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس، السبت، السعودية من أن مقتل خاشقجى «يجب أن يُقلقنا جميعا» لأنه يؤثر على أمن المنطقة، وعلى «ثقة» و«احترام» الولايات المتحدة لحليفها السعودى.
وقال ماتيس، فى كلمته بالمؤتمر، الذى ينظمه المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن: «عندما يمكن لأصوات المعارضة أن تسمع، تصبح أى أمة أكثر أمانا».
وأضاف: «عندما تتوقف أمة عن احترام المعايير الدولية والقانون، فإنها تضعف الاستقرار الإقليمى فى وقت يشكل فيه الضرورة الكبرى».
وبعدما شدد على «خطورة الوضع»، ذكر ماتيس بأن الولايات المتحدة ألغت تأشيرات عدد من المشتبه بهم، مؤكدا أنها «ستتخذ إجراءات أخرى مع تكشف الوضع تدريجيا».
وقال «سأواصل مشاوراتى مع الرئيس (دونالد ترامب) ووزير الخارجية (مايك بومبيو) اللذين يجريان تقييما لانعكاسات هذا الحادث على استراتيجيتنا».
ودعا ماتيس أيضا دول الخليج المشاركة عسكريا فى الحرب باليمن إلى بدء مفاوضات سلام اعتبارا من نوفمبر لمحاولة إنهاء النزاع، وقال إن «كل الحروب يجب أن تنتهى ومأساة اليمن تتفاقم يوما بعد يوم». وأضاف «حان الوقت لوضع حد لهذه الحرب.. يجب أن تحل التسوية محل المعارك وأن يعيش الناس بسلام ليتصالحوا».
وقال ماتيس إن «انتهازية روسيا وسعيها إلى تجاهل النشاطات الإجرامية للأسد ضد شعبه يثبت افتقادها الالتزام الصادق بالمبادئ الأخلاقية الأساسية». وأضاف «اليوم أريد أن يكون ذلك واضحا: وجود روسيا فى المنطقة لا يمكن أن يحلّ محل الالتزام الطويل والدائم والشفاف للولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط.. التزام أكرر تأكيده بلا تحفظ». وتابع ماتيس «ندعم الشركاء الذين يغلبون الاستقرار على الفوضى».
واستبعد وزير الخارجية البحرينى، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط «فى ظل طموح الهيمنة الإيرانية القائم على التدخل فى شؤون الآخرين».
وأضاف، فى كلمته أمام جلسة «المتغيرات فى الشرق الأوسط»، أن التدخل الإيرانى لا يزال أمراً قائماً فى كل من العراق ولبنان، وأشار إلى أن ميليشيات حزب الله المدعومة من طهران تعمل على زعزعة استقرار لبنان والمنطقة، مشددا على أن التحالف العربى يعمل على إعادة الأمن والاستقرار لليمن.
وأكد أن منطقة الخليج ستظل ركيزة للاستقرار بالشرق الأوسط، لافتا إلى أن التحالف الأمنى الإقليمى المقترح بين الولايات المتحدة، وحلفاء خليجيين، ومصر والأردن سيكون «مفتوحا أمام من يقبلون بمبادئه»، موضحا أن التحالف المزمع تشكيله سيكون فى طور العمل بحلول العام المقبل.
وشدد وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدى، على أن النزاع الأساسى فى المنطقة هو النزاع العربى الإسرائيلى، «والحل الأمثل هو حل الدولتين». وقال: «نريد شرق أوسط بلا نزاعات يفتح فرصا أكبر لشبابه، فالنزاعات تحرمنا من حقنا فى التقدم». وأضاف: «من حق الفلسطينيين دولة مستقلة يتمتعون فيها بحريتهم تكون فيها القدس الشرقية مدينة سلام بدلاً من منطقة ساخنة مليئة بالنزاعات»، محذرا من أننا «إذا لم نؤمن للفلسطينيين دولة مستقلة فإن النزاع سيستمر وسيصبح الانفجار قريبا».
كما حذر من استمرار التدهور فى سوريا «إذا لم نتمكن من إيجاد حل سياسى»، وقال: «أضعفنا داعش لكننا لم ندمره، وتدميره يحتاج حلاً سياسيًا»، محذرا من أننا «إذا لم نوفر التعليم لأطفال سوريا، سيصبح كل طفل منهم بيئة خصبة لتنظيمات إرهابية أخرى غير داعش».
وقال بريت ماكجورك، ممثل الولايات المتحدة فى التحالف الدولى ضد داعش، إن 70 دولة عززت قوانينها لمواجهة الإرهاب، مؤكدا أنه لم يعد بإمكان داعش السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضى أو الحصول على إيرادات كبيرة، بفضل جهود دول التحالف الدولى.
وكشف عن أن 4.1 مليون عراقى عادوا إلى المناطق التى كان داعش يسيطر عليها، موجها الشكر إلى رئيس الوزراء العراقى السابق حيدر العبادى «لأنه ترك العراق فى مكان أفضل مما كان عليه حين تسلم منصبه».
وشددت وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا على أهمية الحوار الذى وصفته بأنه «خطوة مهمة لمواجهة داعش»، لافتة إلى أن خطر التنظيم الإرهابى تعدى المنطقة العربية ليكون خطرا دوليا، مؤكدة حاجة الدول المجاورة إلى العمل معا لضمان الأمن العالمى ومنع داعش من تحقيق أهدافه.
أما وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، فقالت «الآن هو الوقت الأنسب لتطبيق الدبلوماسية فى مناطق النزاع بالشرق الأوسط بعد كل المعاناة التى رأيناها من الحرب»، مؤكدة أن «الاستثمار الوحيد لدول العالم فى سوريا الآن هو إيقاف الحرب» وأن القضية الأهم فى العراق الآن هى إعادة بناء الدولة واستعادة استقرارها».
وقالت إن ألمانيا أنفقت بالفعل حتى الآن 1.5 مليار يورو للتصدى لداعش.