الكنيسة: «دير السلطان» قبطى منذ القرن السابع الميلادى

كتب: اخبار الجمعة 26-10-2018 05:11

أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا مفصلا عن تاريخ «دير السلطان» بالقدس، ومحاولات الرهبان الأحباش السيطرة عليه بعد أن استضافتهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واللجوء للمحكمة العليا فى إسرائيل، والتى حكمت لصالح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غير أن الحكم لم ينفذ حتى الآن.

ويرجع تاريخ دير السلطان فى القدس، حسب بيان الكنيسة، إلى عهد السلطان عبدالملك بن مروان «684- 705م»، والذى وهبه للأقباط، فسمى دير السلطان، وتم التأكيد على ملكية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للدير، فى عهد السلطان صلاح الدن الأيوبى فى القرن الثانى عشر.

وأضاف بيان الكنيسة: «فى النص الأخير من القرن السابع عشر، لجأ الأحباش للكنيسة القبطية ليجدوا لهم مأوى مؤقتًا للإقامة لديهم إلى أن تحل مشكلتهم ويعودوا إلى أماكنهم التى انتقلت فى عام 1654م إلى كنيستى الروم والأرمن بسبب عدم قدرة الكنيسة الإثيوبية على دفع الضرائب، فاستضافت الكنيسة القبطية الرهبان الأحباش كضيوف فى بعض غرف دير السلطان بصفة مؤقتة.

وفى عام 1820 قامت الكنيسة القبطية بأعمال ترميم بدير السلطان مما استدعى إخلاء الدير من كل قاطنيه، «الأقباط والأحباش»، يوم 17 أكتوبر 1820، وسمح لهم بالعودة كضيوف بالدير فى عام 1840م باعتبارهم من أبناء الكنيسة القبطية، فيما قام بعض أصحاب المصالح من الحكومات الخارجية ببث بذور انشقاق بين الأقباط والأحباش وحفزوا الرهبان الأحباش على القيام بمحاولات متكررة للاستيلاء على الدير.

صورتان ضوئيتان من بيان الكنيسة عن الدير

وفى عام 1906 طلب الرهبان الأحباش، كما أكد البيان، القيام بترميم الدير كخطوة أولية فى محاولة الاستيلاء عليه ولذلك أسرعت الكنيسة القبطية بتقديم طلب للقيام بالترميم والذى وافقت عليه السلطات الرسمية المختصة فى عام 1910 مؤكدا بذلك أحقية الأقباط كأصحاب الشأن والتصرف فى دير السلطان.

وفى عام 1945 وفى فترة الانتداب البريطانى، قام الأحباش بطلاء إحدى الغرف التى كانوا يقيمون فيها، فأرسل محافظ القدس خطابا يؤكد فيه أن ذلك العمل لا يمكن اعتباره فى المستقبل قرينة تؤيد أى حق لهم فى دير السلطان، ووجه صورة من هذا الخطاب لمطران القدس آنذاك.

وفى 25 إبريل، 1970، وأثناء إقامة قداس عيد القيامة بكنيسة القيامة أرسلت الحكومة الإسرائيلية قوات عسكرية لتمكين الرهبان الأحباش من دير السلطان بتغيير «الكوالين» وسلموا المفاتيح الجديدة للإثيوبيين وعندما علم الرهبان الأقباط بهذا هرعوا إلى دير السلطان لاستعادة ممتلكاتهم ولكن القوات الإسرائيلية منعت بالقوة دخول مطران الأقباط وكل من معه إلى دير السلطان.

واختتم بيان الكنيسة: «تقدم مطران الأقباط بدعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية والتى أقرت بالإجماع بإعادة مفاتيح الكنيستين وأبواب الممر لأيدى الأقباط وذلك فى 16 مارس 1971، إلا أن الحكومة الإسرائيلية مازالت تمتنع عن تنفيذ حكم المحكمة العليا إلى يومنا هذا على الرغم من الدعاوى العديدة التى قدمت فى الفترة ما بين 1971 وحتى اليوم».