تواصل نيابة قليوب تحقيقاتها في واقعه «مذبحة البريد» التي أودت بحياة رئيس خزينة وصراف بنفس المكتب على خلفية وجود عجز في عهدتهما وصل إلى 3 ملايين جنيه، حيث طلبت النيابة عمل جرد دقيق لملفات وأذونات الصرف والتوريد لأموال المكتب وعمل رصد للمبالغ المودعة به وأذونات الإيداع وأذونات الصرف لأي مبالغ كما طلبت النيابة مستندات وأوراقا عليها توقيعات وأوراق بخط يد رئيس الخزينة المنتحر وزميله الصراف «القتيل» لعرضها على الطب الشرعي.
وكشفت تحريات أجهزة الأمن في القليوبية أن رئيس الخزينة باق له 10 أشهر فقط ويخرج للمعاش وأنه مشهود له بحسن السير والسلوك والسمعة الطيبة بين زملائه في العمل كما توصلت التحريات إلى أن جميع شهود الواقعة وزملاءه أكدوا أنه لم يشاهدوه قبل ذلك اليوم يحمل سلاحا أيا كان نوعه نارى أو أبيض في يده وإنها المرة الأولى التي شاهدوه بسلاح يوم الواقعة ونفس الأمر زميله القتيل مؤمن ع ع من قرية دملو دائرة مركز بنها مشهود له بالسيرة الطيبة كما توصلت التحريات إلى أن الأول له 4 أبناء بينهم دكتورة صيدلانية توفيت مؤخرا لتعرضها لحادث أليم على الطريق السريع أمام القريه وباقى الأبناء حصلوا على تعليم متقدم بالجامعات.
وقال مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه، إن المنتحر طلب أكثر من مرة زيادة الحراسة على المكتب خاصة أن مكتب بريد قليوب من المكاتب الرئيسية التي يرد إليها أموال كثيرة وتوزع على مكاتب بريد أخرى فرعية وأضاف المصدر أن فريق البحث والأدلة الجنائية عندما توجهوا إلى مكان الواقعة للفحص وجمع التحريات لم يعثروا على فارغ الطلقة التي اخترقت صدر القتيل «الصراف» بينما تم تحريز المقذوف.
وأضاف المصدر أنه عقب علم منطقة بريد القليوبية بالواقعة أصدرت قرارا بالكشف عن أي حسابات تخص رئيس الخزينة وزميله الصراف أو أي حسابات تخص أي فرد من أسرتهما لتجميدها ومنع التعامل عليها لحين الانتهاء من تحقيقات النيابة والوصول إلى الحقيقة في واقعة اكتشاف عجز في عهدتهما وكذلك مراجعة كل الأملاك الخاصة بهما وحصرها.
وفى ذات السياق، كشفت لجنة الجرد المشكلة بمعرفة منطقة بريد القليوبية لحصر الأموال بالمكتب عن مبلغ العجز المختلس، وتبين أن قيمته 3 ملايين و104 آلاف جنيه.
كان اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، قد تلقى إخطارا من مأمور قسم قليوب يفيد بسماع إطلاق أعيرة نارية ووجود قتيلين بمكتب بريد قليوب الكائن بدائرة القسم وعلى الفور انتقل اللواء علاء فاروق، مدير المباحث وسيارات الاسعاف، وبالفحص تبين وجود كل من محمد ح س سن 59 رئيس الخزينة متوفى متأثراً بإصابته ومؤمن ع ع سن 42 صراف أول الخزينة وتوفي متأثراً بإصابته.
وتبين أن سبب الحادث اكتشاف لجنة جرد وجود عجز بالخزينة يقدر بحوالي 3 ملايين جنيه فحدثت مشادة كلامية بين القتيلين قام على أثرها الأول بإطلاق عيار نارى من طبنجة كانت بحوزته صوب الثاني محدثاً إصابته التي أودت بحياته، وعقب ذلك قام بإطلاق عيار ناري من ذات السلاح صوب نفسه محدثاً إصابته، والتي أودت بحياته، وتم تحرير محضر بالواقعة وانتقل فريق من النيابة العامة بقليوب برئاسة المستشار أحمد إمبابى لمعاينة مكان الواقعة.