في البدرشين.. جلسة كِيف وتسجيل 60 ثانية وراء فضح سيدة وعشيقها

كتب: محمد القماش الثلاثاء 23-10-2018 14:15

في تلك الليلة الحزينة، استمع سيد راضى، عامل، إلى مرثية في مقتل أخيه الأكبر «إمام»، لكن الكلمات التي جاءت على مسامع الشاب العشريني لم تكن بالعادية: «البقاء لله.. شيد حيلك». بل كانت على نحو مفجع إذ قال صديق سيد له: «زوجة أخيك وعشيقها عماد، صديق المجني عليه، قتلاه».

لم يستوعب «سيد» ما سمعه، للدرجة التي جعلته يطلب من محدثه تسجيلاً هاتفيًا لحديثه هذا مع صديق أخيه المتهم، محذرًا إياه: «اوعى تكون بتهزر في كلامك».

كانت عائلة «إمام» دفنت جثمانه، في 17 سبتمبر الماضى، بقرية أبورجوان في البدرشين، وأفاد تقرير مفتش الصحة بأن الوفاة سببها الإصابة بتوقف في عضلة القلب.

مكالمة هاتفية مدتها 60 ثانية بالكاد، دارت بين المتهم الأول «عماد»، وصديقه «عمرو»، كانت كفيلة بقلب موازين حالة الوفاة من طبيعية إلى شبهة جنائية.

خلال المكالمة، أكد المتهم الأول لصديقه: «يا عم أنا قتلت صاحبي (إمام) بمساعدة زوجته (حنان. ع)، حتى يخلو الجو لنا ونتزوج، وهى الآن ترفض علاقتنا كلية».

استمع شقيق المجنى عليه إلى هذه الكلمات، وحصل على نسخة لتسجيل المكالمة، وتوجه من فوره إلى مكتب حازم عامر، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة.

«أخويا اتقتل على يد مراته وعشيقها»، هكذا قال «سيد»، لوكيل النائب العام، قبل أن يضيف: «الجثة يا فندم دفنت من حوالي شهر، لكن المتهم الأول اعترف بالجريمة».

في القانون لا يعتد بتسجيلات المكالمة أو ما شابه سوى بإذن قضائي، لكن بتحرير الشاب سيد لمحضر بمركز شرطة البدرشين بالجريمة، طلبت النيابة التحريات التي دلت على الاشتباه في المتهمين، خصوصًا مع استخراج جثمان المجني عليه، وإعادة تشريحه بمعرفة خبير بالطب الشرعي والتأكد من وجود شبهة جنائية.

قال «سيد»، أمام النيابة، إنه بعد شهر على وفاة أخيه فوجئ بأحد الأهالى يخبره بأنه سمع خلال جلسة إدمان مخدرات بأن شقيقه قُتل على يد زوجته وعشيقها «عماد» لرغبتهما في الزواج.

وروى شقيق المجنى عليه للنيابة أنه طلب من محدثه (عاوز أشوفك.. كلامك صح)، فما كان منه إلا أن اتصل بالمتهم الذي تفاخر بجريمته (وقعت مرات صاحبي، والآن تدلع عليّ ولا تريد علاقتنا).

كثيرًا ما كان يجلس المتهم الأول بمنزل صديقه المجني عليه «عامل المحارة»، لتعاطي المواد المخدرة سويًا، حتى نشأت علاقة بين المتهم وزوجة المجنى عليه، لمدة عامين، يروى «عماد»، خلال التحقيقات، بعد القبض عليه وشريكته بالجريمة، أنه كان يقابل زوجة صديقه «حبينا بعض ولم يكن من عقبة سوى الزوج».

طلبت المتهمة «حنان» من عشيقها الحضور إلى منزلها، واتفقا على الخلاص من الزوج: «أعطيته منومًا في كوب النسكافية، وتخلصنا منه»، تقول المتهمة للنيابة إنها طلبت من المتهم الأول الإمساك بطرف عباءة من جانب وهي من الجانب الآخر لخنق زوجها «تخلصنا منه خنقًا».

عندما تأكدت المتهمة الثانية، عاملة نظافة بأحد المستوصفات الطبية، من وفاة زوجها ذهبت إلى عملها وعادت إلى منزلها في المساء كعادتها لتصرخ بأعلى صوتها «إلحقوني إمام مات»، وفى هذا الوقت كان «عشيقها» قد فر من منزلها، تؤكد المتهمة أنها دبرت للجريمة بالاشتراك مع صديق زوجها التي رفضت علاقتها به فيما بعد «خوفت الناس تشك فيّ لو ارتبطت به».

ودلت التحقيقات على أن المتهمين استخدما أداة الجريمة «العباءة» مستغلين نعومة الأقمشة، مما سهل إجراءات الدفن حيث لم تظهر أي علامات لمقاومة أو خدوش في جسد المجنى عليه.

وانتهت النيابة إلى قرارها بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق بالجريمة، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.