يعيش كريم عبدالعزيز الآن مرحلة جديدة فى حياته، بعد أن نجح مؤخراً فى أن يتخلص بنسبة كبيرة من التدخين وأن يمارس الرياضة بشكل منتظم، عقب عودته مؤخراً من رحلة علاج فى لندن إثر إصابته بثمانى جلطات فى الرئة. كريم قال لـ«المصرى اليوم»: شعرت الآن بأن الحياة أصبح لها طعم مختلف ولها قيمة، لأننى بصراحة كنت مهملاً جداً، وأعتبر أن فترة المرض كانت ابتلاء من الله لكى أهتم بنفسى، وقال كريم إن هذه الفترة كانت صعبة والصدمة الكبرى عندما أكدت لى الطبيبة التى قامت بالكشف على -أننى سأموت خلال أيام ووقتها لم أفكر سوى فى مستقبل أبنائى، وفوجئت بعدها بمتابعة الملحق الطبى العسكرى والمدنى المصرى فى لندن لحالتى ولم يتركانى أبداً، وطلبت منهما أن يبحثا لى عن طبيب آخر بدلاً من الحانوتية التى كشفت على وكرهتنى فى الحياة، وفى سياق متصل نفى كريم ما تردد من أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد عرض عليه العلاج على نفقة الدولة، وقال المجلس العسكرى كان يتابعنى باهتمام شديد وأشكره على ذلك، لأنه لم يطرح فكرة العلاج بهذا الشكل، ولو طرحها لرفضت، لأن هناك من المصريين من هم أولى منى، لأننى والحمد لله مقتدر.
وعلق «كريم» على ما يحدث فى الشارع المصرى الآن بأنه محزن جداً ومؤلم وقال: لا أعتقد أن أهداف الثورة كانت تحث على وضعنا فى هذه الصورة، لأننا لأول مرة نسمع نغمة الفتنة، وأؤكد أن هناك مؤامرة فى ذلك، لأن هناك مستفيدين من الفتنة ومن البلطجة ومن انهيار الاقتصاد، ورغم ذلك فلدى إحساس بأن ما نمر به هو أزمة وستنتهى، لأننا شعب قوى. أما عن صعود التيار الدينى فقال «كريم»: ليست لدى مشكلة مع الإخوان أو أى تيار دينى آخر، لأن الثورة طالبت بالحرية وعلينا الآن أن نستوعب جميع التيارات حتى لو كنا نختلف معها، لأننا الآن نعيش فى عصر جديد، لكنى فى الوقت نفسه ضد التعصب والعنصرية والعنف وعلى الجميع أن يطرح أفكاراً، وفى النهاية المواطن المصرى هو من سيختار من يمثله، وأضاف «كريم» لا أعتقد أن صناعة السينما ستكون عائقاً للسلفيين أو الإخوان، الذين أطلقوا على حزبهم «الحرية والعدالة»، فعليهم أن يقبلوا بالآخر وأن يقدموا هم أيضا ما يشاءون وعلى المشاهد أن يختار دون أن يصادر ما أقدمه.
وحذر «كريم» من إجراء انتخابات مجلس الشعب فى ظل الانفلات الأمنى الذى نعيشه، وقال إقامة الانتخابات فى هذه الظروف خطر للغاية، إلا إذا كان لدى الأمن خطة للسيطرة عليها لكنى أرى أن الوضع الأمنى أصبح مقلقاً، وقد جاء الوقت أن نفتح صفحة جديدة مع الشرطة، حتى لا نواجه مصيراً مظلماً بعد ذلك. وعن السينما أكد «كريم» أن الثورة أحدثت تغييرات على كل القطاعات، ومن ضمنها السينما، فما كان يجوز أمس لا يجوز اليوم، لأن العقلية اختلفت والأفكار تغيرت، حتى إننى لو قدمت فيلم «واحد من الناس» الآن لن يشاهده أحد ولن يحقق ولو جزءاً صغيراً من النجاح الذى قدمه، لأن الثورة خلقت واقعاً جديداً كما قال كريم إن الثورة لم تنته حتى نقدم أعمالاً عن الثورة، لكن نستطيع أن نقدم أفكاراً عن الأحداث المنتهية، مثل قتل الشهداء أو خروج المساجين أو اللجان الشعبية.
وأضاف «كريم» السينما الآن تمر بمرحلة صعبة، وقال إذا كانت أجورنا تمثل عائقاً للإنتاج فلابد أن نخفضها فوراً، كما أنه لدى استعداد أن أعمل دون أجر، حتى تستمر هذه الصناعة، لكن معظم المنتجين الآن أجلوا مشاريعهم، لأنهم فى مرحلة انتظار، لعدم وضوح الرؤية لديهم، لكنى ضد أن نترك الصناعة تغرق، لأنها كانت صاحبة فضل علينا جميعاً، وعلينا أن نساندها فى مثل هذه الظروف.
أما عن مشاريعه الفنية المقبلة، فأكد «كريم» أنه استقر على تقديم مسلسل مع المخرج أحمد جلال فى عام 2012، كما استقر على ثلاث أفكار سينمائية، سيختار من بينها خلال الفترة المقبلة، وأكد أن إحدى هذه الأفكار عن الثورة.
أما عن أبنائه، فأكد «كريم» أن نجله «على» ورث منه العناد لكنه طيب جداً لدرجة أن «ملك» شقيقته تضربه ويضحك لها.