أدى المنصف المرزوقى اليمين الدستورية، الثلاثاء، بعد انتخابه عن طريق المجلس الوطنى التأسيسى التونسى، رئيساً مؤقتاً للجمهورية، وقال: «قررت أن أكون رئيساً لكل التونسيين وأتفرغ لمسؤوليتى، لذلك استقلت من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية»، متعهداً ببناء جمهورية «ديمقراطية مدنية تعددية».
وأقسم «المرزوقى»، وهو زعيم حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، واضعاً يده على القرآن الكريم، بالحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهورى، وبـ«احترام القانون التأسيسى المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة» فى تونس، والعمل على «حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات»، وبالوفاء لأرواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الأجيال وتجسيد مبادئ الثورة. ووعد «المرزوقى» بأن يكون «رئيساً لكل التونسيين»، وبضمان «الحق فى الصحة والتعليم وحقوق المرأة»، التى قال إنه سيعمل على تدعيمها أكثر، خصوصاً فى مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وشدد «المرزوقى» على أن «مهمتنا هى وضع الأسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية». وأكد المرزوقى «تثمين هويتنا العربية الإسلامية مع الانفتاح على الخارج»، مشيراً إلى أن تونس ستعمل على «حماية المنتقبات والمحجبات والسافرات»، بلا تمييز وبمساواة أمام القانون. وقال إن «أبرز التحديات يتمثل فى تحقيق أهداف الثورة، خاصة أن العديد من الأمم تنظر إلينا كمختبر للديمقراطية».ودعا «المرزوقى» المعارضة التونسية إلى «المساهمة فى الحياة السياسية وعدم الاقتصار على لعب دور الملاحظين»، وذلك بعد ما أثاره قسم من المعارضة العلمانية من مخاوف.
كانت المعارضة صوتت ببطاقة بيضاء (44 صوتاً)، احتجاجاً على «سلب صلاحيات الرئيس»، لدى انتخاب المرزوقى، الاثنين، رئيساً فى «المجلس التأسيسى». وترحم «المرزوقى» فى تأثر على أرواح «شهداء الثورة»، التى أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، وقال وقد غلبه الدمع «دون تضحياتهم ما كنت لأوجد فى هذا المكان»، كما وجه تحية للشعبين السورى واليمنى. وأعلن «المرزوقى» استقالته من رئاسة حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية»، كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس، كما أعلن أنه «سيكلف» حمادى الجبالى، أمين عام حركة النهضة الإسلامية، برئاسة الحكومة الجديدة، اليوم الأربعاء.
يأتى ذلك فيما انتقدت المعارضة التونسية انتخاب «المرزوقى» رئيساً «دون صلاحيات» ودون تحديد مدة ولايته.