«رحلة إلى الإيدز».. «المصري اليوم» تتتبع دماء حامل الفيروس بمستشفى المنيرة

شقيق المريض يؤكد لـ«المصري اليوم» صحة منشور الطبيب بالواقعة على «فيس بوك»
كتب: نورهان مصطفى الثلاثاء 16-10-2018 06:20

مساء 14 أكتوبر، مُنتصف ليل القاهرة، كانت كُل أركان حيّ السيدة زينب الشعبي هادئة، بسبب برودة الجو، فيما عدا البُقعة المحيطة بمستشفى المنيرة العام، تحديدًا في القسم الخاص بالاستقبال والطوارئ، كانت صرخات المريض تنطَلق دون توقف، لكنها ليست صرخات عاديّة، وإنما صرخات ألم واستغاثة مصحوبة ببقع دماء، خضبّت أرضية المستشفى في ثوانٍ معدودة وصبغتها باللون الأحمر بدلاً من الأبيض، وسط انتشار الذعُر في أعين الجميع، مُرددين: «كُله يبعد، ده مريض مُصاب بالإيدز».

«دخل الطوارئ شاب على كرسي، مُصاب بنزيف حاد، أدى لانفجار بعد تمدُد في الشريان الفخذي، المريض غرّق المستشفى كلها دم»، هكذا كتب طبيب الجراحة الذي شاهد الواقعة، ثروت بدوي، تفاصيل الواقعة عبّر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، مضيفًا: «أنا أول شخص اتعامل معاه، وعملت له اسعافات أولية تمهيدًا لتحويله من المستشفى، غير المتخصص في مثل تلك الحالات، لأن المستشفى لا يوجد بها غرف عزل أو جراحة أوعية دموية».

من الباب الخلفي للمستشفى، وحتى مدخل الطوارئ، الذي يبعُد عن المدخل الرئيسي عدة أمتار، تناثرت دماء المريض على أرضيات وجُدران المستشفى، حسبْ شهادة الدكتور ثروت، الذي أضاف وفقًا للمنشور المذكور سابقًا: «قفلنا الاستقبال، وبلغنا الطوارئ يبعتوا إسعاف، الحالات اللى في الطوارئ هربت، والناس اللى على القهوة هربوا بمجرّد السماع عن وجود مريض إيدز في المستشفى».

«المصري اليوم» قامت بجولة داخل مُستشفى «المُنيرة» سابقًا، «الموت» حاليًا..

بدأت جولتنا بالقرب من المقهى الشعبيّ الذي ذكر «ثروت» أنه شهد الواقعة، كان المقهى مزدحمًا كما عادته، يمتزج صوت «النرد» المُرتطم بخشب الطاولة، بطلبات الزبون المُتردد دائمًا، الوجوه عابسة، لكن لا شئ مُتغير في المكان، بعد خطوات معدودة، توجهّت إلى متجر الأدوات الدراسية المتواجد بالقُرب من المقهى، سألتُ صاحب المتجر عن أي أحداث غير عاديّة، جرَت بالقُرب من مستشفى المنيرة، تردّد الرجُل الأربعيني للحظات، ثم قال: «تقصدي إيه يعني؟»، فأجبته بالروايات المُتناثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن مريض الإيدز الذي جاء دون تعقيم أو تجهيزات إلى المستشفى، فأصابَ الجميع بالذُعر.

صمتْ الرجُل الأربعيني لعدة ثوان، ثم عاد ليُخبرني بأنه رأى حركة غريبة أمام المستشفى أمس، سيارات إسعاف جاءت بأجهزة تعقيم، حسبمْا قال: «أصلهم قالوا إن في مريض إيدز دمُه غرق المستشفى، لكنهم عقموا المستشفى بعد كده».