قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إنه على الرغم من حالة «عدم الوضوح» التى تواجهها مصر في فترة ما بعد ثورة 25 يناير، فإن التغييرات السريعة التي تشهدها سياستها الخارجية تُظهر بجلاء أن فترة ما بعد مبارك في مصر من شأنها أن تعيد للقاهرة نفوذها في المنطقة.
ولفتت الصحيفة، في تقرير لها، السبت، فى إطار تخصيصها لملف يحتفل بمرور 100 يوم على ثورة 25 يناير، إلى أن وزير الخارجية نبيل العربي، أشرف بالفعل على تحولات مهمة وجازمة بشأن القضية الفلسطينية, وكذلك على تخفيف عقود من التوترات مع إيران، معتبرة أن هاتين الخطوتين تشيران إلى استقلال أكبر عن الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة، بأن الأمل منعقد بوجه عام على أن تستعيد مصر نفوذها فى المنطقة الذي فقدته فى الأعوام الأخيرة، بسبب ما سمته الصحيفة «خنوعا للولايات المتحدة» رغم أن العلاقة مع واشنطن مازالت مهمة من الناحية الحيوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وساطة مصر لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس هو أكثر الابتكارات التي تجذب الانتباه، ومن الممكن أن تثبت تغيراً فى اللعبة بالنسبة للصراع الأكثر تعقيداً في المنطقة، مؤكدة أن القاهرة قادرة على أن تحوز بالثقة في هذا الصدد.
وأكد وزير الخارجية نبيل العربي، للصحيفة، أنه «مُصِر على أن هدف بلده مازال هو نفسه, وأنه في الوقت الذي ربما تتغير فيه أعماله إلا أن هدفه الجوهري لن يتغير»، مضيفاً: «مازلنا نرغب في سلام شامل في الشرق الأوسط، ولكن كيف نصل إلى ذلك».
ونقلت الصحيفة عن أسامة الغزالي حرب، زعيم حزب الجبهة الديمقراطية، قوله إن «مصر كانت ضعيفة وفاسدة للغاية، إلا أنه عندما يكون لديها حكومة ديمقراطية واثقة يمكن أن تعود إلى مكانها الصحيح».
من ناحية أخرى، اعتبر الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، في تصريح للصحيفة، أن « ثورة 25 يناير تسيرعلى الطريق الصحيح»، مضيفاً، أن «مصر الآن تمر بمرحلة انتقالية من الحكم الفرعوني إلى حكم الشعب».
وقالت الصحيفة إن كل المؤشرات في الوقت الحالي, بما فيها حالة الثقة التي تبدو عليها جماعة الإخوان، التي تعد إحدى أقدم الحركات الإسلامية في العالم العربي، تؤكد أن الجماعة في طريقها لازدهار كبير في عهد ما بعد مبارك.
ورأت الصحيفة أن منافسة الجماعة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة ستمهد الطريق للعديد من الجماعات الراديكالية لكسب أرضية على الساحة السياسية.
أما الكاتب والروائي علاء الأسواني، فقد أكد في تصريح للصحيفة، أن الإخوان المسلمين لديهم الحق في التعبير عن أنفسهم وتشكيل حزب سياسي.وأعرب الأسواني عن مخاوفه من «ثورة مضادة»، يقودها أنصار النظام القديم عن طريق إثارة العنف والتوترات الطائفية لإثبات الفوضى التي حذر منها الرئيس السابق حسني مبارك إذا ما أجبر على الرحيل.